صنعاء | يكرّس الحصار المفروض على اليمن منذ أكثر من سبعة أشهر صفحة سوداء في تاريخ اليمن وفي دول التحالف على حد سواء. فإلى جانب الاحتلال العسكري، يفتك الحصار البري والبحري والجوي والاقتصادي بعشرات الأطفال والمسنين بصورة يومية، ولا سيما مع مضيّ العدوان باحتجاز السفن المحملة مواد غذائية وأدوية ومشتقات نفطية.
أزمة المشتقات النفطية
سبّب انعدام المشتقات النفطية أضراراً كبيرة لدى قطاعات حكومية وشركات ومطاعم ومنظومات الكهرباء، ما أدى إلى انقطاعها شبه الدائم بالإضافة إلى استهداف المنشآت والطرق والجسور في غالبية المحافظات.
ومن ضمن تدابير الحصار، تحتجز دول التحالف تسع سفن في عرض البحر أمام ميناء الحديدة، منها أربع سفن بنزين محملة 165 ألف طن، وأربع سفن محملة مادة الديزل بإجمالي 350 ألف طن. أما التاسعة، فمحملة بمادة المازوت بإجمالي عشرة آلاف طن، بحسب نائب المدير الاقتصادي في وزارة النفط سليم الجعدبي في حديث لـ «الأخبار»، مؤكداً أن هذه الكمية تغطي من 30 إلى 40 يوماً في الاحتياج الطبيعي. ويحتجز التحالف السفن التسع منذ 25 تموز 2015، من دون أن يسمح بدخول ليتر واحد إلى اليمنيين.
في المقابل، كان للسوق السوداء نصيب من كميات كبيرة من المازوت في محافظة مأرب، دخلت من السعودية عبر معبر الوديعة الحدودي في حضرموت من خلال المتعاونين مع قوى العدوان، الذين وزعوها على عدد من المحافظات لتباع في السوق السوداء بأسعار طائلة وصلت إلى أكثر من مئة دولار للعشرين ليتراً في أغلب الأيام.
ويقول نائب المدير الاقتصادي لـ«الأخبار» إن السعودية تحجز الكميات التابعة لشركة النفط لتضغط في السوق السوداء بهدف خلق مشاكل داخلية. وأشار إلى أن شركة النفط تفاجأت من بعض التجار حينما استوردوا كميات وباعوها في السوق السوداء حيث كانت «اللجنة الثورية» قد أصدرت قرار تعويم المشتقات النفطية في 27 تموز 2015، الذي يسمح للتجار باستيراد المشتقات النفطية وبيعها وفقاً للسعر المحدد عالمياً.
وأسهمت أزمة البترول في توقف منظومات وقطاعات كثيرة، منها المنظومة الكهربائية نتيجة عدم دخول المشتقات النفطية، ما أثّر سلباً في جميع نواحي الحياة وقطاعاتها المختلفة، بما فيها القطاع الصحي الذي أدى انقطاع الكهرباء عنه إلى وفاة عدد كبير من المرضى (غرف العمليات وغسل الكلى وغيرها). كذلك تأثر القطاع الزراعي نتيجة ذلك وفسدت جميع المحاصيل الزراعية بسبب توقف مضخات المياه والتبريد.
وفي السياق نفسه، أكد المدير العام لشركة النفط، علي الطائفي، دخول عشرة آلاف طن من مادة المازوت مخصصة للكهرباء إلى ميناء الحديدة أخيراً، سحبها العدوان السعودي بالبوارج، ما سبّب وفاة مواطنين نتيجة موجة الحر الشديد، داعياً المنظمات الإنسانية الدولية إلى الضغط على التحالف لإطلاق السفن المحتجزة في عرض البحر أمام ميناء الحديدة، التي استوردتها شركة النفط اليمنية.