أكّد الأمين العام للامم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، أن «اليمن يشهد مأساة ذات أبعاد هائلة» بعد عامين من الصراع الذي دمّر حياة اليمنيين العاديين.
وقال غوتيريس، في كلمة ألقاها خلال افتتاح المؤتمر الدولي الخاص بالأزمة الإنسانية في اليمن في جنيف، إن «الاحتياجات الإنسانية في اليمن العام الحالي ستكلف 2.1 مليار دولار أمريكي لم تتلق المنظمات الأممية منها إلا 15% منها فقط».
وأوضح أن «ما يقرب من ثلثي السكان، أي ما يعادل 19 مليون نسمة تقريباً، بحاجة طارئة إلى المساعدة الإنسانية»، مشيراً إلى أن «نحو 17 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي، كما تواجه 7 محافظات من أصل 22 محافظة حالة طوارئ غذائية حادة، ما يجعل من اليمن أكبر أزمة جوع في العالم تتجمّع في مكان واحد».
وأشار إلى أوضاع الأطفال اليمنيين تحت سن الخامسة، موضحاً أن «55 طفلاً منهم يلقون حتفهم يومياً لأسباب يمكن تلافيها، ومن بقي منهم على قيد الحياة سيعانون من التقزّم وسوء الحالة الصحية طيلة حياتهم».
ودعا إلى الإسراع في إنقاذ الشعب اليمني لا سيّما بعد أن دمّرت الحرب الاقتصاد اليمني والخدمات الصحية وأجبرت ثلاثة ملايين شخص على النزوح من منازلهم، وانتشر الفقر، وانهارت الخدمات الأساسية، وبات مليون شخص على الأقل عرضة لخطر المرض وغيرها من التهديدات.
ولفت إلى أن «نحو مليوني طفل يمني باتوا خارج المدرسة ويتعرضون للتجنيد من قبل الجماعات المسلحة أو يتجهون الى التطرّف، فضلاً عن تزويج فتيات لا تتجاوز أعمارهن 13 عاماً بعد عجز أسرهن عن تلبية احتياجاتهن الأساسية».
وأوضح غوتيريس أن «الأزمة اليمنية سرقت من اليمنيين حياتهم وأملهم وكرامتهم» وأعرب عن أمله في أن «يؤدي هذا المؤتمر إلى تحويل دفة الأمور من المعاناة إلى خلق الأمل»، مبدياً ثقته في أن «المجتمع الدولي لديه القدرة على حشد الدعم اللازم لإنهاء هذه الأزمة».