إنتشار متزايد لـ«التيفوئيد»: ذمار في المقدمة!

تواصل الأوبئة والأمراض التفشي في اليمن، في ظل الأزمة الإنسانية والأوضاع المعيشية والصحية للسكان.
وكشفت مصادر طبية في ذمار، عن انتشار محلوظ لوباء أو مرض التيفوئيد في المحافظة، في الأونة الأخيرة، إذ سجل العديد من الحالات، وسط مخاوف من توسع انتشاره، كما تؤكد سجلات وزارة الصحة، تسجيل حالات إبلاغ في العديد من المحافظات أخيراً.
وأوضح الدكتور أديب الشهاري، الذي يعمل في المستشفى الهولندي في مدينة ذمار، لـ«العربي»، أن انتشار التيفوئيد في ذمار يعد خطراً كبيراً، موضحاً أن «حمى التيفوئيد، هو مرض بكتيريا خطير، تنتج عنه الحمى والضعف، وفي الحالات الحادة يؤدي إلى الموت. ومن هنا، تكمن تقييم خطورة انتشار هذا المرض».
وحول أسباب الإنتشار في ذمار، أوضح الشهاري، أن ذلك «يعود إلى وجود كثافة سكانية كبير في ذمار، بسبب ظروف الحرب، منها النزوح وعدم وجود الرعاية الصحية الكافية للحد من انتشار هكذا أمراض»، محذراً من تزايد احتمال انتشاره في ظل هذه الظروف الصحية.
وناشد الشهاري الجهات المعنية الصحية بـ«الاهتمام الكثير والمسؤول تجاه المواطنين، والحد من انتشار المرض، منها توعية المواطنين على خطر هذا المرض، وعلى طرق الوقاية منه». كما دعا المواطنين، إلى «الأخذ بالنصائح التي تقيهم من المرض، ومنها التأكد من نظافة المياه والطعام، والتخلص من النفايات بطرق صحية، وإبادة الحشرات، وعدم كشف المجاري الصحية، وغسل الأيدي جيداً قبل تحضير أو تناول الطعام، والتلقيح ضد المرض للمحيطين بالمصاب، ونظافة الأحياء السكنية».
وفيما أشار الدكتور الشهاري، إلى خضوع مرضى لفحوصات، شخص الأطباء حالتهم بالإصابة بالتيفوئيد، لأسباب متعلقة بتلوث المياه أو الأغذية على الأرجح، كشفت سجلات وزارة الصحة، عن ارتفاع ملحوظ في الشهور الأخيرة بالبلاغات عن انتشار المرض.
ووفقاً لآخر نشرة وبائية أسبوعية للنظام الإلكتروني التكاملي للإنذار المبكر للأمراض، نشرتها وزارة الصحة، اطلع «العربي» عليها، توثق الحالات في الفترة ما بين الـ 5 إلى الـ 11 من فبراير الماضي. وجاء التيفوئيد، في المرتبة الثانية بعد الكوليرا، في الحالات المبلغ عنها خلال أسبوع، حيث تضمن 275 إنذار اشتباه عن الكوليرا، و222 حالة اشتباه إصابة بالمرض، ويليه 196 حالات تعرض للإسهال الحاد، و162 حالة اشتباه بالتهاب الجهاز التنفسي، وغيرها من الأمراض. 
وجاءت ذمار، في النشرة، على رأس المحافظات التي سُجلت فيها حالات البلاغات المؤكدة بالإصابات بالتيفوئيد أو (التيفود)، حيث بلغت خلال أسبوع 38 حالة، ويليها أمانة العاصمة بـ 30 حالة إصابة، و24 حالة في إب، و18 حالة في تعز، و16 حالة في الحديدة، ومثلها صعدة وعمران، و14 حالة في صنعاء (المحافظة)، و14 حالة في البيضاء، و11 حالة في الجوف، و6 حالات في شبوة، والبقية على محافظات متفرقة بين 3 حالات إلى حالة إصابة واحدة خلال أسبوع. 
وتُعرف «حمى التيفوئيد»، بحسب منظمة الصحة العالمية، بأنها مرض تسببه بكتيريا السالمونيلا التيفية، وتحدث الإصابة بها عادة عن طريق تناول طعام أو ماء ملوث. 
ويُسبب هذا المرض الشديد، الحمى لفترة طويلة، أو صداع أو غثيان أو فقدان للشهية، أو إمساك أو إسهال في بعض الأحيان. وغالباً ما تكون الأعراض غير محددة وغير مميزة من الناحية السريرية عن أمراض الحمى الأخرى. 
وتختلف شدة المرض السريرية، وقد تؤدى حالات المرض الشديدة إلى التعرض لمضاعفات خطيرة أو حتى الوفاة. ويحدث ذلك في الغالب، بسبب سوء حالة الصرف الصحي ونقص مياه الشرب النظيفة.

 

(صفية المهدي - العربي)

آخر الأخبار