إيهاب شوقي - كاتب عربي مصري | لا شك ان الامر الذي أصدره الملك سلمان بن عبد العزيز، بإنهاء خدمة الفريق الركن، فهد بن تركي بن عبد العزيز آل سعود قائد القوات المشتركة وعدد من القادة العسكريين إلى جانب إعفاء أمير منطقة الجوف من منصبه وإحالتهم مع عدد من الضباط والموظفين المدنيين في وزارة الدفاع للتحقيق، هو امر يشي بارتباك وهزيمة تحالف العدوان، كما يدحض جميع الدعاوى المتهافتة بشرعية العدوان وجميع الاكاذيب المتعلقة بوقوف السعودية مع الحق او الشرعية وانها تحارب معركة شريفة!
فالمعركة الشريفة لا يشوبها الفساد ولا يتم تورط قياداتها بالتربح والسرقة، لو سلمنا بان هذه هي الاسباب الحقيقية للاقالة.
واما لو لم تكن تلك هي الاسباب وان السبب الحقيقي هو الفشل المتتابع وعدم تحقيق اي انجاز على اي جبهة رغم توافر جميع الامكانيات العسكرية والمادية والعمل بأريحية سياسية كاملة بسبب التزاطؤ الدولي والعربي والصمت المخزي على العدوان الصريح وعلى مأساة شعب يئن تحت نير الحصار والقصف لمدة تزيد عن الخمس سنوات، فإن الفضيحة اكبر واكثر صراحة من فضيحة السرقة والنهب.
أشارت "واس"، إلى أن هيئة الرقابة ومكافحة الفساد وجدت فسادا ماليا في وزارة الدفاع مرتبطا بالفريق الركن، فهد بن تركي بن عبد العزيز آل سعود، والأمير عبد العزيز بن فهد بن تركي بن عبدالعزيز آل سعود، وعدد من الضباط والموظفين المدنيين وآخرين.
والسؤال هنا، اي فساد هذا لو قورن بفساد وزير الدفاع بن سلمان نفسه والذي تولى العهد بالغلبة والبلطجة ومارس القتل للمخالفين ولو بالكلمة، والتعذيب لافراد الاسرة الحاكمة ليمكن لنفسه.
يبدو الامر وكأنه يتعلق بتصفية حسابات داخل الاسرة الحاكمة وبصب للغضب على من تولى ملفا حساسا اوكل الى بن سلمان ليثبت به جدارته لامريكا والصهاينة كي يباركوا له العرش ويتفضلوا عليه بالشرعية، الا ان مقاومة اليمن وصموده عطلت هذه المشروعات وافقدت ال سعود صوابهم.
لقد لخص توفيق الحميري، مستشار وزارة الإعلام في حكومة صنعاء، الحقائق، عندما قال أن قرار تغيير قائد القوات المشتركة للتحالف وإحالته للتحقيق، بعبارة صريحة هو إقرار بالفشل واعتراف بالهزيمة، خصوصا أنه متبوع بالإحالة للتحقيق.
وكشف الحميري، حقيقة المشروع الصهيو امريكي والذي تقود تنفيذه السعودية، كموظف لدى الامريكان، وبالتعاون مع داعش والقوى التكفيرية، حبث قال"الأكثر من هذا أنه أثناء خوض قواتنا المسلحة المعارك ضد معسكرات القاعدة وداعش في البيضاء، كان طيران العدوان الأمريكي السعودي يساند تلك العناصر الإجرامية بمئات الغارات، وأقروا بهذا في بيانتهم ووسائل إعلامهم وتصريحاتهم، بأنها معسكرات تابعة لما يسمونها بالشرعية والجيش الوطني حسب زعمهم، ولكن سرعان ما كشفت الحقائق بعد أن سقطت تلك المعسكرات والمواقع، ونشرها عن طريق إعلامنا الحربي بأنها معسكرات داعش والقاعدة الممولة والمدعومة والمساندة من تحالف العدوان، وكان ذلك واضحا من خلال أسلحتهم والعتاد الذي معهم ووثائق هوياتهم وجنسياتهم واتصالاتهم، وكل ارتباطاتهم ودعمهم، ما أكد بالدليل القاطع لنا وللعالم عمن هم الداعمين الرئيسيين لتلك التنظيمات".
هذه التصريحات تؤكد ما بات معلوما من تعاون بين السعودية وداعش وبين الامارات والعدو الصهيوني، والجميع يخدم مشروعا صهيو امريكي في اليمن اصبحت سوقطرة ابرز تجلياته وتقسيم اليمن اكبر احتمالاته.
وتعاون داعش والسعودية وامريكا، كشفه تقرير خطير نشرته مؤسسة أبحاث التسلح، المعنية بالتحقق من مصدر وصول الأسلحة إلى جميع الجماعات المتحاربة في معظم العالم، وذلك في عام 2018، حيث كشف التقريرعن أن معظم أسلحة تنظيم "داعش" الإرهابي، حصلت عليها من الولايات المتحدة والسعودية.
وأشارت المنظمة إلى أنها توصلت إلى تلك النتيجة بعد ثلاثة أعوام قضاها باحثوها في سوريا.
وتوصلت المؤسسة إلى ما وصفته بـ"أدلة دامغة" على أن "داعش" اشترى معظم الأسلحة الخاصة به من جهات في أوروبا الشرقية، كانت قد اشترتها في وقت سابق إما من أمريكا أو السعودية.
وأوضحت أن تلك الأسلحة كان يتم نقلها إلى سوريا إلى جماعات المعارضة التي تحارب هناك.
وقالت المؤسسة نصا:
"في كثير من الحالات تحولت تلك الأسلحة إلى حيازة داعش في أقل من شهر واحد، سواء عن طريق دعم مباشر من مجموعات المعارضة المدعومة من أمريكا، أو تم بيع تلك الأسلحة في سوق سوداء مزدهرة داخل سوريا".
وتابعت: "نسبة كبيرة من الأسلحة، التي تم فحصها من قبل باحثينا، كان مدون عليها أنها معدة للاستخدام العسكري للجيش الأمريكي أو السعودي، وغير مخصصة للبيع".
وتابعت: "كما أن تلك الأسلحة أيضا ذهبت إلى داعش في سوريا والعراق عن طريق اتفاقات سرية متورط فيها أمريكا والسعودية بصورة كبيرة".
ولا شك ان ما كشفه الاعلام الحربي اليمني هو بمثابة كشف جديد لهذه المنظومة التعاونية.
باتت الحقائق جلية والمشاريع مكشوفة ومفضوحة، كما بدت نتائج المعركة تلوح في الافق، حيث الهزائم والفضائح الكبرى لمعسكر العدوان.
راصد اليمن | خاص