خاص | اتضاح معالم المشروع الصهيوني في اليمن

إيهاب شوقي - كاتب عربي مصري |  يوما بعد يوم تتضح معالم المشروع الصهيوني باليمن، ويتضح دور العدوان كخادم لهذا المشروع، ويوما بعد يوم تتقلص وتتتلاشى مظاهر الفتن والالتباسات، لتصبح الصورة جلية والفرز واضحا، والحجة مقامة على الجميع.
ويبدو واننا وصلنا للحظة سقوط الاقنعة بالكامل، رغم انها ومنذ بداية العدوان ساقطة، ولكن الالصار ربما تتفاوت في قوتها، فتأخرت رؤية البعض لمعالم المشروع وادوار اطرافه.
لقد سعى المشروع الصهيوني باليمن الى استخدام عدة مخالب وخلق مشروعات ومشروعات بديلة، اعتمادا على ان اطرافا متعددة وتبدو متناقضة، تعمل لصالحه، اما بحصار المقاومة واما لتحقيق مصالحه بشكل مباشر على الارض.
فكلا جناحي التحالف الاماراتي والسعودي، خادمان للصهاينة، ورغم ما بينهما من تفاوت في الاهداف يصل للصراع والتقاتل على الارض عبر وكلائهما، فإن المحصلة تصب في جيب العدو الاسرائيلي ولصالح امنه القومي.
اتضحت معالم الصراع بين الحكومة التابعة للسعودية والمتحالفة مع حزب الاصلاح الاخواني، وبين الانفصاليين الجنوبيين بزعامة المجلس الانتقالي.
واتضح ان السعودية لا تريد مشروعا مقاوما في اليمن معتبرة انه سيكون متحالفا مع محور المقاومة وهو ما يهدد امنها وكأن مقاومة (اسرائيل) ومواجهة الهيمنة هي تهديد للسعوديةّ!
واتصح ان الامارات هي عراب المشروع الصهيوني الذي يفضل تقسيم اليمن وان يبقى الجنوب وباب المندب تحت سيطرة خالصة لاصدقاء الصهاينة.
اليوم بعد التطبيع الاماراتي المعلن والاعلان الفج والخائن باقامة علاقات مع العدو الاسرائيلي، وبعد اعلان المجلس الانتقالي رغبته في اقامة علاقات واتصالات مع الصهاينة، لم يعد مجال لشك ان الامارات زرعت فصيلا صهيونيا على الارض وتسعى لتمكينه من السيطرة على باب المندب لخدمة مصالح الغدو بشكل صريح ومعلن.
وبعد ما شهدته محافظة شبوة من خروج مسيرات حاشدة لدعم حكومة عبد ربه منصور هادي بدعوة الائتلاف الوطني الجنوبي التابع للسعودية، ظهر جليا حجم الفجوة بين السعودية والامارات، حبث لا تمانع السعودية من التعاون مع اي احد بما فيه الاخوان، لقطع الطريق على سيطرة المقاومة وانصار الله، بينما تجد ان ما فعلته حليفتها، هو تقسيم صريح سيمكن المقاومة من الشمال الملاصق للمملكة وهو كابوس وفقا للرؤية السعودية القاثرة والقائمة على الحقد والضغينة.
وهذا الشقاق على الارض ليس مبدئبا، ولا يتعلق بالموقف من العدو، فقد حاولت السعودية ولا تزال تمكين حكومتها وذيولها باليمن عبر البوابة الصهيونية، ولا ينسى احد جلوس وزير خارجية الحكومة اليمنية العميلة يجوار نتنياهو!
اليوم اشتعل الجنوب بتناقضاته ومشاريعه العابرة لحدود اليمن، وكما تقول التقارير انه، وعلى العكس من اتفاق الرياض الذي يلزم القوات الموالية لعلي محسن الأحمر الانسحاب بشكل كلي من المحافظات الجنوبية، فإن تلك القوات تعزز تواجدها بتواطؤ السعودية راعية الاتفاق ، فالحزب الاخواني عمل على مدى الأسابيع على شق طريق صحراوي يصل خب والشعف بالجوف بحضرموت وتحديداً في منطقة الوديعة للحفاظ على مكاسبة المالية التي يجنيها من المنفذ الحضرمي منذ خمس سنوات ، وكذلك للتوغل في وادي حضرموت والسيطرة الكاملة على الوادي وتأمين طريق مرور القيادات الاخوانية إلى المهرة ومنها نحو منفذ شحن وسلطنة عمان للوصول الأمن إلى تركيا وقطر ، فكل ما يحدث على الأرض من تطورات والتي كان البعض يراها فرصه للمجلس الانتقالي بالانقضاض على الإصلاح انعكست على الانتقالي وزادت من قيضة الإصلاح وتمسكه بالجنوب .
وتذهب التقارير والترجيحات الى ان الإمارات ستشجع الانفصال في اليمن، لأن هذا سيمنحها التأثير والسيطرة على المنطقة ذات القيمة الاستراتيجية.
وكما يقول المراقبون، مثل الكاتب بندر هتار، فإن في الخلفيّة، ترى (سرائيل) في باب المندب نقطة محورية في الصراع مع محور المقاومة. حين انتصرت ثورة 21 أيلول/سبتمبر اليمنية في العام 2014م، خرج نتنياهو ليُحذّر من خطورة وصول "الحوثيين" إلى باب المندب، وكان ذلك تعبيراً مُبكراً عن الهواجِس من صعود دولة عربية جديدة إلى خط الصراع الأول مع الصهيونية.
اليمن اليوم يشهد ثلاثة مشاريع، منهما اثنان صهيونيان، ويبقى الثالث مشروعا مقاوما للاستقلال الوطني ولضم اليمن لمحور المقاومة والشرف.

 

راصد اليمن | خاص

آخر الأخبار