الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية.. ذراع قذرة تقتل اليمنيين

في ثمانينيات القرن الماضي، وعندما كان جيش الطاغية صدام يغزو الاراضي الايرانية بتحريض ودعم امريكي وتمويل سعودي خليجي واضح وسافر، خرج الطاغية على شاشة التلفزيون وبعد ان ادرك انه عاجز على الحاق الهزيمة بالجمهورية الاسلامية الايرانية الفتية، اعلن على الملأ انه سقط في فخ امريكي غربي اسرائيلي سعودي خليجي، عندما شن الحرب على ايران بهدف إستنزاف العراق وايران.

الطاغية صدام كان يكذب عندما قال ان تحالف الشر ورطه في الحرب مع ايران، ولا نقول ذلك لتبرئة تحالف الشر من دوره الاجرامي في الحرب التي فرضها الطاغية على ايران، فالطاغية كان مهووسا لان يكون "قائدا للامة العربية"، وهذا الهوس لقي تجاوبا من تحالف الشر الذي استغل مرض "القائد الضرورة"، ومده بكل ما كان يعتقد انه سينهي الحرب لصالحه خلال اشهر قليلة.

اما ما قاله الطاغية عن استنزاف قدرات العراق وايران، فهذا القول صحيح، فتحالف الشر كان يستهدف القوة العراقية كما استهدف القوة الايرانية، فالعراق كشعب كان ومازال يعادي الكيان الاسرائيلي والهيمنة الامريكية والوهابية والطائفية السعودية، لذلك استغل التحالف وجود طاغية مهووس لنسف كل عناصر القوة في العراق، كما حاول نسف عناصر قوة ايران، بعد ان تمردت ايران على الهيمنة الامريكية واعلنت وقوفها الى جانب الشعب الفلسطيني بعد انتصار الثورة الاسلامية.

اعترافات الطاغية صدام كشفت ان العدوان الذي شُن على العراق عام 1980، رغم انه عُرف رسميا بالحرب العراقية الايرانية، ليس سوى عدوان امريكي اسرائيلي سعودي خليجي على ايران، نفذه الطاغية الارعن وبغباء فظيع، رغم ان جميع المحللين العسكريين ودون استثناء اعتبروا العدوان الصدامي الامريكي الاسرائيلي السعودي، حربا عبثية، لصعوبة احتلال ايران او اسقاط نظامها الشعبي او حتى استقطاع اجزاء من اراضيها، الا ان تحالف الشر تمكن في الاخير من تحقيق اهدافه في اضعاف العراق الذي توالت الكوارث عليه والتي انتهت بكارثة الغزو الامريكي للعراق بهدف تقسيمه وتجزئته وشرذمة شعبه.

ما اشبه اليوم بالامس، فتحالف الشر الامريكي الاسرائيلي اليوم وجد شخصين مهووسين بالحكم الى حد الجنون، الاول ولي عهد السعودية محمد بن سلمان، الذي لايرى شيئا امامه الا العرش، والثاني محمد بن زايد ولي عهد ابوظبي، الذي يعتقد جازما ان الامارات امبراطورية "لا يغيب عنها الشمس" لذلك لا تجد ازمة او مشكلة في العالم الا وفيها دور لبن زايد، فاستغل تحالف الشر هوس وجنون المحمدين بالسلطة والسيطرة، وحرضهما على شن العدوان على الشعب اليمني العربي المسلم المسالم بذرائع تضحك الثكلى، بينما السبب الحقيقي من وراء العدوان لم يكن " الشرعية" ولا "تلبية" ندائها من قبل السعودية والامارات، بل كان استنزاف قدرات اليمن، بعد ان استشعر تحالف الشر وجود ارادة يمنية اصيلة ترفض الهيمنة الامريكية والجرائم الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني، وبروز نجم حركة انصارالله التي وضعت نصرة القضية الفلسطينية ومعاداة الصهيونية في اولوية شعاراتها واهدافها.

هرول المحمدان للحرب ووقعا في الفخ، كما هرول الطاغية صدام من قبل ووقع في الفخ، وطال العدوان على اليمن حتى الان ست سنوات، كما طال العدوان على الجمهورية الاسلامية في ايران، ثماني سنوات، وهي اطالة مقصودة من اجل استنزاف المعتدي والمعتدى عليه، في خدمة واضحة للصهيونية العالمية، وهناك من لا يستبعد ان يخرج المحمدان يوما ما للاعتراف علنا، كما اعترف الطاغية صدام ، بانهما خُدعا من قبل تحالف الشر، وانهما وقعا في الفخ بارادتهما وبغباء لا ينافسه عليهما احد الا الطاغية صدام، ولكن هذا الاعتراف يبدو انه سيتأخر، بعد ان كشفت تجارب السنوات الست الماضية ان مصير الحرب على اليمن ليست بيد المحمدين الذي ينحصر دورهما بتشكيل غطاء عربي على العدوان الامريكي الاسرائيلي على الشعب اليمني.

هذه الحقيقة كشف عنها المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع يوم امس الثلاثاء عندما اعلن إن القوات اليمنية اكتشفت وضبطت شحنة كبيرة من الأسلحة في محافظة البيضاء وهي تحمل اسم منظمة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، كانت مرسلة الى مرتزقة العدوان بهدف اطالة عمر الحرب، كما كشف عن الدور الاستخباراتي لهذه الوكالة ومشاركتها الفعلية في العمل لصالح دول العدوان بقتلها لليمنيين، تحت شعارات ومساعدات انسانية!!.

اتهام اليمنيين لامريكا بالمشاركة المباشرة في العدوان على اليمن، كان قبل الكشف عن تورط الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في هذا العدوان، فأمريكا هي التي تمول وتسلح السعودية والامارات، رغم رفض العالم للجرائم التي ترتكبها السعودية والامارات ضد اطفال ونساء اليمن، كما ان امريكا كانت المخططة للعدوان والمشرفة على سير تنفيذ المخططات منذ البداية وحتى اليوم، وهي اكثر الجهات رفضا لفكرة وقف الحرب، وجاء الاعلان عن تورط الذراع الامريكية القذرة المعروفة بالوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بهذا الشكل العلني في العدوان على اليمن، كتأكيد اضافي على ان امريكا ليست في وارد وقف الحرب التي استنزفت خزائن حلفائها ونشرت الموت والدمار والمرض والاوبئة والجوع بين اليمنيين، خدمة للكيان الاسرائيلي ومصانع اسلحتها وسط صمت دولي عار.

آخر الأخبار