خاص | كورونا تفتح ملف المهاجرين ومرتزقة العدوان

إيهاب شوقي - كاتب عربي مصري | يبدو ان ازمة تفشي وباء كورونا لم تكشف خلل الانظمة الصحية وعوار الاولويات الاقتصادية فقط، وانما بدأت تلقي الضوء على فضائح العدوان على اليمن وممارسات دوله الاجرامية وغير الانسانية.
في احدث التطورات، قالت الأمم المتحدة إن ترحيل السعودية للعمال المهاجرين غير الشرعيين إلى إثيوبيا يهدد بانتشار فيروس كورونا، وحثت الرياض على وقف الإجراء في الوقت الراهن.
وقال المتحدث باسم المنظمة الدولية للهجرة، أليمايهو سيفي سيلاسي، إن المنظمة سجلت منذ مارس /آذار الماضي عودة 2870 إثيوبيا، جميعهم طردتهم السعودية، باستثناء مئة شخص.
وقالت مذكرة داخلية للأمم المتحدة، نشرتها وكالة "رويترز" للأنباء، إن السعودية من المتوقع أن ترحل إجمالي 200 ألف مهاجر إثيوبي.
وقال زيودو أسيفا، من معهد الصحة العامة الإثيوبي، انه "جرى ترحيل المهاجرين مكدسين بشدة، من 300 إلى 500 شخص على متن الرحلة الجوية الواحدة".
وتعقيبا على ذلك، قال محمد عبد الله آل زلفى، العضو السابق بمجلس الشورى السعودي إن بلاده بصدد مؤامرة، 
وقال في حديثه لراديو "سبوتنيك" الروسي، إن جهات في اليمن تدفع بالإثيوبين نحو الحدود السعودية الجنوبية من أجل خلق مشكلات صحية واقتصادية واجتماعية، ما دفع السعودية إلى ترحيلهم لحماية أمنها وحدودها وللحفاظ على استقرارها لا سيما أن الأمر يتحكم فيه مهربون وتجار بشر.
ولفت عضو الشورى السابق في حديثه لـ"سبوتنيك" إلى أن "كل هذا بسبب أن اليمن دولة فاشلة ومن حق المملكة أن تحمي حدودها بينما الأطراف الأخرى تستغل هذه الفرص لتهريب البشر".
والسؤال هنا، هل كل هذه الاعداد من المهاجرين جاءت لتتسلل للسعودية بغرض العمل؟ وهل تفشي حالة الهجرة هذه كانت بسبب فشل الدولة باليمن؟ وهل كانت عصابات الاتجار بالبشر هي من جلبت كل هؤلاء المهاجرين؟
المسكوت عنه سعوديا واماراتيا ان عصابات الاتجار تتركز في عدن، اي في مقر سيطرة من يصفها التحالف بحكومة (الشرعية)، وبالتالي فإن الفشل يعود على التحالف والحكومة التابعة له، كما ان المسكوت عنه الاهم، هو ان هناك اعداد مهولة من الافارقة تم جلبها للعمل كمرتزقة لدي العدوان، سواء في الحرب ضد المقاومة اليمنية، او في الحرب البينية بين معكر الامارات والسعودية في جنوب اليمن.
ومن المناسب هنا استعراض بعض من التقارير الكاشفة لذلك/
1- كشفت احصائيات رسمية صادرة عن منظمة الهجرة الدولية ان عدد الافارقة الذين أدخلتهم حكومة هادي الى عدن منذ يناير وحتى أبريل 2019، وصل إلى (37 ألف مرتزق). وقدرت المنظمة دخول عشرة ألف عنصر كل شهر الى اليمن، قبل ان يبث الحوثيون صورا لمرتزقة قتلوا في صفوف المليشيات التي تقاتل القوات الجنوبية في العديد من الجبهات وأبرزها في جبهة الضالع. وقالت تقارير محلية "نسبة المهاجرين الافارقة الذين دخلوا اليمن خلال 2016 و2017 و2018 يفوق 500 ألف أفريقي، غالبيتهم شباب، وهو ما يؤكد انهم في طريقهم الى تنظيمات إرهابية متطرفة.
2- يقول تقرير صحيفة nezavisimaya gazeta  الروسية في عام 2018: رغم أن إسرائيل لا تشارك بشكل مباشر في الحرب اليمنية، إلا أنها تنجذب لهذا الصراع بشكل متزايد. إن دوافع اختيار موقع التدريب بشكل كبير يقوم على التشابه في الظروف الطبيعية والمناخية بين صحراء النقب والصحراء اليمنية. ورغم عدم اعتراف إسرائيل بالمشاركة في التدريبات، إلا أنها في الحقيقة تقوم بتدريب مرتزقة من مختلف بلدان آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية، وفي الغالب من نيبال وكولومبيا.
ويقول المراقبون ان استخدام المرتزقة في الحرب اليمنية يعتبر بالغ الأهمية بالنسبة للرياض وحلفائها. فعلى الرغم من القوة التي تمتلكها المملكة العربية السعودية وحلفاؤها لمحاربة الحوثيين، إلا أن تحقيق النصر يظل أمراً غير مؤكد. لذلك، وفي سبيل تجنب السخط من قبل شعوبهم بسبب تزايد الخسائر في صفوف أبنائهم، يتم استخدام المرتزقة.
3- تفيد التقارير بانه في البداية، استخدمت السعودية وحلفاؤها خدمات شركة Blackwater العسكرية الخاصة التي أسسها إريك برينس. ويفضل الجنود الأفارقة القيام بمهام دفاعية وتعزيز أنظمة الأمن، فضلاً عن جمع المعلومات الاستخبارية، والقيام بأعمال تخريبية في أقصى الحالات. ويعتبر الهجوم المباشر على مواقع الخصم خطيراً بالنسبة لها، وهو ما دفع السعودية والإمارات العربية المتحدة إلى الاتفاق حول تدريب مرتزقة بإمكانهم تنفيذ مهام أكثر أهمية وتأثيراً.
على الرغم من ذلك، تعتمد الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية على الأجانب الذين يعملون لحساب شركات عسكرية خاصة، بشكل كبير. ونقلت صحيفة nezavisimaya  عن صحيفة Haaretz أن السعوديين ينفقون نحو 5 مليار دولار سنوياً على الشركات العسكرية الخاصة.
4- لفاد تقرير ميداني لصحيفة الاخبار اللبنانية، بأنه وفي إطار التنازع بين حكومة هادي والإمارات، تتخذ سلطات الرئيس المنتهية ولايته، عبد ربه منصور هادي، من قضية تدفق المهاجرين وسيلة لتوجيه ضربات إلى جهود أبو ظبي. وانطلاقاً من ذلك، وجّهت وزارة الداخلية في حكومة هادي باعتقال المئات من اللاجئين الأفارقة من شوارع عدن، معتبرة وجودهم بهذه الكثافة «تهديداً لأمن عدن». وبفعل هذا التوجيه، اعتُقل 5000 لاجئ إفريقي، وأُودِع عدد كبير منهم في «أحواش» مغلقة، فيما وُضع الباقون في ميدان المنصورة الرياضي من دون تقديم المأكل والمشرب إليهم، وهو ما استثار انتقادات من قِبَل «منظمة الهجرة العالمية»، لتردّ عليها الجهات الأمنية التابعة لهادي بمحاولة تمويه الأسباب الحقيقية لاحتجاز اللاجئين، عبر إرجاع الأمر إلى احتمال استغلالهم من قِبَل «أنصار الله». لكن الإجراءات التي اتخذتها ما تسمى «الشرعية» لم تفلح في منع هروب قرابة 3000 لاجئ إفريقي من ملعب المنصورة، بمساعدة ميليشيات «الحزام الأمني» الموالية للإمارات. 
ونقلت الجريدة عن مصادر مطلعة، انه تم نُقل المئات من هؤلاء باتجاه باب المندب، ولم تُعد «منظمة الهجرة الدولية» سوى 110 منهم، فيما لا يزال الغموض يكتنف مصير المئات. وفي أعقاب تلك الحادثة، طالبت حكومة هادي، على لسان وزير الإدارة المحلية فيها عبد الرقيب فتح، الأمم المتحدة، بسرعة التدخل لاحتواء تدفق اللاجئين الأفارقة.
ان المرتزقة الذين جلبهم العدوان اصبحوا عبئا على كاهله في زمن كورونا، كما ان المهاجرين من غير المرتزقة والذين دفعتهم ظروف بلادهم للهجرة لا يتم التعامل معهم وفقا لاية قوانين دولية او انسانية.
انها جريمة مضافة لجرائم تحالف العدوان.

 

راصد اليمن | خاص

آخر الأخبار