خاص | جريمة القاء الكمامات على اليمن لا ينبغي ان تمر

إيهاب شوقي - كاتب عربي مصري | رغم العدوان السافر على اليمن والتواطؤ الدولي الفاضح مع العدوان، الا ان الاخبار السارة التي تأتي من اليمن دوما تكون من العيار الثقيل.
والخبر السار الاهم هو الصمود والمقاومة وما يمكن ان تحققه من عزة وافشال وفضح لعجز العدوان واعوانه مهما بلغت قوته وتجبره,
ومن الاخبار السارة الاخرى هو ما نراه من تطوير للقوة واصطفاف حول ثوابت الامة رغم الحصار والقصف.
ولان موضوع الساعة هو فيروس كورونا والذي يصيب العالم كله بالذعر، فقد كان اليمن على موعد معنا مع خبر سار بخصوصه، حيث أعلنت وزارة الصحة في حكومة الإنقاذ الوطني في صنعاء، أن اليمن ما يزال خاليا من فيروس كورونا.
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" التي تديرها المقاومة في صنعاء، عن الناطق باسم اللجنة الفنية المشتركة للاستعداد لمواجهة فيروس كورونا، عبد الحكيم الكحلاني، قوله إن "اليمن ما يزال خالياً من فيروس كورونا، وهناك حالة اشتباه بالفيروس لم تتأكد إصابتها".
وهذا يشكل استثناء نادرا نسأل الله ان يدوم وان تزول غمة هذا الوباء عن شعوب العالم التي لا ذنب لها فيما اقترفت ايادي حكوماته من خطايا.
ولكن هذا الخبر يفتح ملفا خطيرا حول حدث لم يلق له الاعلام بالا وسط انشغاله بتغطية اعداد الإصابات والوفيات نتيجة المرض.
وهذا الحدث هو القاء طائرات العدوان كمامات ومواد اخرى على الاراضي اليمنية، وهو امر مريب ويدعو لفتح تحقيق دولي موسع ولا يجب ان يمر مرور الكرام.
في 30 مارس المنقضي، أدانت وزارة المياه والبيئة ممثلة بالهيئة العامة لحماية البيئة قيام طيران تحالف العدوان بإنزال صناديق تحتوي كمامات ومواد أخرى في أمانة العاصمة وعدد من المحافظات.
وأوضحت الهيئة في بيان تقلته وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أن طيران العدوان أنزل صناديق تحتوي على كمامات ومواد أخرى بمحافظة المحويت في المنطقة الواقعة بين مديريات بني سعد والمحويت والرجم بالقرب من مصادر المياه التي تستفيد منها هذه المديريات بما فيها مركز المحافظة ما يتسبب في تلوث مصادر المياه في ظل انتشار فيروس كورونا في العالم.
وقال البيان " إننا في وزارة المياه والبيئة ممثلة بالهيئة العامة لحماية البيئة ندين ونستنكر قيام دول تحالف العدوان بهذا العمل الذي يهدف إلى إدخال فيروس كورونا والأوبئة الأخرى إلى اليمن وتلويث البيئة اليمنية".
كما دعا البيان المنظمات الدولية والبيئية والأمم المتحدة ومجلس الأمن للقيام بواجبها تجاه ما يقوم به تحالف العدوان من ممارسات وأعمال تهدد الأمن والسلم والبيئة والصحة العامة في اليمن.
وطالب البيان المواطنين بأخذ الحيطة والحذر وعدم لمس أي مواد يتم إسقاطها من قبل طيران العدوان مهما كانت حفاظا على سلامتهم وإبلاغ الجهات المختصة بها.
وبيان وزارة المياه لم يكن البيان الوحيد الذي صدر بخصوص هذا الحادث المريب، فقد عبر المجلس الأعلى لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية عن استغرابه جراء قيام طيران دول العدوان بإنزال "كمامات" وأشياء اخرى في بعض أحياء أمانة العاصمة وعدد من المحافظات.
 وقال الناطق باسم المجلس الأعلى لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية طلعت الشرجبي لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ)"  أن المعلومات التي تم الحصول عليها عن قيام دول تحالف العدوان بعملية إسقاط جوي لمستلزمات متنوعة تحت مزعوم ان هذه المواد تستخدم في الوقاية من تفشي لوباء كورونا تثير القلق وتعزز المخاوف والتحذيرات المستمرة من قبل المجلس من نوايا دول تحالف العدوان وسعيها المستمر من استخدام الوباء كوسيلة من وسائل الحرب على ابناء شعبنا واستهداف اليمن التي تعتبر إلى الان واحدة من ثلاث دول في العالم خالية تماما من تفشي كورونا ".
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: ما هو سر القاء هذه الكمامات، وهل هي نفايات طبية يتم التخلص منها؟ ام هو نشر متعمد للفيروس؟ ام مساعدة لاهالي اليمن؟!!!!
ان احتمال المساعدة لاهالي اليمن ينتفي تماما لاسباب متعددة اهمها:
1- لم يتم اعلان اي اصابة مؤكدة باليمن.
2- هناك ازمة عالمية في الكمامات والاقنعة، وفي تقرير جريدة الشرق الوسط بتاريخ 20 مارس ورد ان:
(أسعار الكمامات والأقنعة قد ارتفعت بصورة مبالغ فيها وما تزال مع زيادة انتشار الفيروس وأهميتها كوسائل تساعد في الوقاية، كما زاد البحث عنها وأمست طلبات عالمية عبر الشبكة العنكبوتية لدرجة التنبيه بالحذر من عمليات نصب لجهات ترسل طلبات لا تفي بالغرض... فقد أدى انتشار الفيروس فى الصين واستمرار انتشار كورونا على مستوى العالم إلى حدوث نقص فى الكمامات الطبية فى كافة أنحاء الكرة الأرضية... وقد بدأت الكمامات تنفذ بالفعل من بعض تجار التجزئة فى قارات متعددة، وارتفعت أسعار صندوق الكمامة على المتاجر الإلكترونية مثل أمازون بمئات الدولارات.
3- تاريخ العدوان هو المساهمة في نشر الاوبئة في اليمن، فقد وصل إجمالي عدد الحالات الـمُشتَبه في إصابتها بالكوليرا في اليمن في 2017 إلى نصف مليون حالة، وفقا لمنظمة الصحة العالمية، والتي اضافت انه قد تُوفِّي من جرَّاء هذا المرض ما يقرُب من 2000 شخصٍ منذ أن بدأت فاشية الكوليرا في الانتشار سريعاً في نهاية شهر نيسان/أبريل 2017.
وقالت المنظمة ان أسباب سرعة انتشار وباء الكوليرا في اليمن، وهو الوباء الأسوأ الذي يشهده العالم حالياً، تُعزَى إلى تدهور أوضاع النظافة العامة وتردي خدمات الإصحاح، وانقطاع إمدادات المياه في جميع أنحاء البلاد. فهناك ملايين الأشخاص لا يحصلون على المياه النظيفة، بل وتوقفت خدمات جمع النفايات في كبرى المدن اليمنية، حيث ويكافح النظام الصحي المتهالك لمسايرة الوضع، بعد إغلاق أكثر من نصف جميع المرافق الصحية بسبب ما لحقها من ضرر أو دمار أو نظراً لقلة الموارد المالية. وتعاني البلاد من نقصٍ مستمر وواسع النطاق في الأدوية والمستلزمات، ولم يحصل طيلة عام تقريباً 30000 عامل صحي في تخصصات دقيقة على رواتبهم.
هذا الحدث هو جريمة حرب لا ينبغي الصمت عليها، وانشغال العالم بمتابعة تفشي المرض لا يجب ان يثني عن التحقيق في هكذا تصرف مريب، بل على العكس، فإن الانشغال بانتشار الوباء يجب ان يجعل من هذا الحدث اولوية للبحث، حيث يمكن ان يكشف ابعادا اكبر واخطر حول الانتشار المريب لهذا الفيروس وهل هو بفعل اللسفر والاختلاط فقط ام ان وراءه جرائم وحروب بيولوجية!!!

 

راصد اليمن | خاص

آخر الأخبار