خاص | سلاح الرياض يسقط في مأرب

أحد فؤاد - كاتب عربي مصري | بالوعي والإيمان، يمكنك فقط تفسير أن أضخم مسيرات دعم الشعب الفلسطيني الصامد، تخرج في اليمن الصامد.. بالوعي والإيمان، تستطيع ببساطة رؤية أن المجتمع الأكثر تأثرًا وحضورًا في قضاياه القومية والوطنية هو الشعب اليمني، بالوعي والإيمان، ستفهم بالتأكيد لحظات التفاف اليمنيون حول أعلام فلسطين وسوريا والعراق، وصور الشهداء في معارك الأمة العربية والإسلامية مع الشيطان الأميركي.
بالوعي والإيمان فقط.. يمكنك قراءة الواقع اليمني، لا غيره يصلح مفتاحًا للحظتنا الراهنة.
منذ أيام قليلة، بدأ الجيش اليمني واللجان الشعبية وأنصار الله، الهجوم لتحرير نهم، ضمن عملية "البنيان المرصوص"، الهدف محافظة نهم شرق العاصمة صنعاء، ومن ورائها تقف مأرب كهدف يقترب أكثر وأكثر مع انهيار صفوف القوات العميلة للسعودية والإمارات، وبها من الأهداف ما يصعب حصره، ويقسم ظهر التحالف العدواني تمامًا، حال استكمال تحريرها.
كهدف إستراتيجي، تقف مأرب كحبة عِقد فريد، تتوسط المسافة بين النصر والانهيار، الحق والباطل، الشعب والعدو، كان مقدرًا لمعركة نهم الكبرى أنبتت تصدعًا هائلًا في جبهة العدوان ومرتزقته، فإذا بالاتهامات تتصاعد، بين طرف –المرتزقة- يتهم التحالف السعودي-الإماراتي بأنه لم يدعمه عسكريًا، وتركه في الصحراء عاريًا أمام هجوم الجيش اليمني وأنصار الله، والجانب السعودي، الذي بذل مجهودًا جويًا هائلًا للدعم والإسناد، لكن الغارات لم تكن تستطيع أن توقف مسيرة النصر اليمني، في ظل ما يعانيه الشعب اليمني تحت قنابل العدوان وخناجر المرتزقة.
وفوق الهزيمة، فقد بدت السعودية عاجزة فعلًا عن الحركة، فاقدة القدرة على التدخل الحقيقي، تقاتل من بعيد ومن فوق السحاب، لا تجرؤ على التفكير في إسناد أرضي لعناصرها وعملائها، فالمصير الأسود الذي آل إليه تدخلها في اليمن يقتل كل وهم بالنصر، ولا يريد أي عاقل في مملكة النفط أن يضيف الفضيحة إلى الهزيمة، لتصبح مسخرة العالم، وتفقد المزيد من عناصر سطوتها بالمنطقة، أو ما تبقى من هذه السطوة بكلمات أدق.
بموقعها الحاكم، ووجود مخزونات النفط اليمني، ثم بكونها الخطوة التي تسبق المخا وعدن، قُدر لمعركة تحرير نهم أن تكون الأهم في المعارك البرية للقوات اليمنية، وتضيفها القيادة اليمنية لما تحقق خلال العامين الأخيرين من انتصارات مدوية، نقلت صنعاء من الدفاع والصمود إلى الردع والتحرير، وصولًا لنتيجة نهائية هي النصر، النصر على العدوان، وعلى الخونة، وحتى على أصحاب الرايات الساقطة، من أرباب الحياد بين السلاح الصهيوني ودماء الأطفال العربية.
بالكلاشينكوف وبأقل الإمكانيات المحلية، وبعقول تعي اللحظة الفارقة، استطاع اليمن العبور من مأزق العدوان، واستطاعت "الولاعة" أن تصبح رمزًا للمقاومة والانتصار والقدرة، وتمكن بواسطتها المقاتلين الحفاة من تحريق أحدث الآليات الأميركية، المصممة خصيصًا لحماية الجنود وتوفير أقصى قدر من الأمان لركابها، وكانت الدعاية الشيطانية تركز على النقطة الأخيرة كثيرًا، خلال ترويج أسلحتها للدول العربية المنكوبة بالتحالف معها، والتي تدفع مقابل "الخردة الأميركية" مليارات الدولارات، خصمًا من قوت شعوبها ولوازم حياتهم.
هكذا فقط يمكن رؤية طوابير الأسرى، ومخازن السلاح والذخيرة، التي كانت تكفي تحرير فلسطين، وألقتها السعودية والإمارات إلى اليمن لتدميرها، فاغتنمها الجيش اليمني وأنصار الله، وعرضوا الفضيحة الجديدة لأنظمة الخليج على الهواء مباشرة، ولم ينخدع يمني واحد شريف بالاتجاه السعودي لمناقشة وقف إطلاق النار، ومحاولة الدفع بباكستان إلى مركز الوسيط أو حكم المفاوضات، واستكملوا مسيرة التحرير، ظل السلاح يقظًا حاضرًا، وفهمت القيادة اليمنية أن الانخداع بوهم السلام السعودي سم زعاف، وانطبق عليهم الحديث الشريف للنبي الأكرم: "الإيمان يمان، والحكمة يمانية".
قبل القفز مباشرة إلى اللحظة المأزومة، المتعلقة بحرب لا يريد أحد في المملكة أن يعترف بخسارتها، رغم ما تحمله مخاطر استمرارها من شكوك حول قدرة السعودية على تحمل ضرباتها الهائلة، والتي وصلت في العام الأخير منها إلى قلب الدورة الدموية للبترول والغاز السعودي، وأوقف صاروخ يمني نصف إنتاج المملكة من النفط والغاز الطبيعي في لحظة، وهي ضربة لن تستطيع الأيام مداواتها لو وقعت مرة أخرى.

 

خاص | راصد اليمن

آخر الأخبار