خاص | تزامن يوم القدس وقمم مكة وفضح العدوان علي اليمن

إيهاب شوقي - كاتب عربي مصري |  بين مشهد الاحتفال بيوم القدس العالمي وخروج الاف الاحرار من اليمنيين لاحياء اليوم كدليل راسخ على تمسكهم بالثوابت رغم ما يصيبهم منذ خمس سنوات من قصف وتجويع ومجازر، وبين مشهد قمة مكة والذي كان أقرب لاجتماع  دار الندوة والذي خططت به قريش لقتل النبي الأكرم، وحضور عبد ربه هادي منصور لإدانة المقاومة ومباركة العدوان، والتوقيع على بيان لم يذكر القدس او القضية المركزية سوى بسطر ختامي بالبند الأخير، يتضح جليا عنوان الصراع وعناوين المعسكرات.
فالقدس وفلسطين وبعد سنوات التجارب المريرة، أًصبح من المؤكد والحتمي أن الطريق الأوحد لاستعادة الحقوق هو المقاومة، كما صأًبح من المؤكد أن الأغلبية الساحقة من الأنظمة الرسمية لا مانع لديها من التفريط، والأدهى والأمر أنها معادية للمقاومة.
وقد أثبت أحرار اليمن أنهم مقاومون وركن ركين من محور المقاومة، كما أثبت هادي وزمرته أنه ممثل للأنظمة المفرطة، وبالتالي تحاول هذه الانظمة  ذات الشرعية المجروحة بالأساس، أن تسبغ شرعية عليه، واتخذ العدوان الغاشم عنوان إعادة الشرعية، وهو ما يعني باختصار شديد غير مخل، أن عنوان العدوان هو تدجين اليمن في حظيرة التبعية والتفريط.
نعم، لا يراد لليمن أن تكون حرة ومقاومة، وبالتالي توصف مقاومتها بالإرهاب، ويوصف دفاعها الشرعي عن النفس بالاعتداء وتهديد الاقتصاد العالمي، وتقوم انظمة التفريط بإدانة الدفاع الشرعي عن النفس في حين تبارك العدوان غير الشرعي والمرتكب لجرائم الحرب والمنتهك للاخلاقيات والقيم الانسانية.
نعم، يستكثرون على اليمنيين أن تكون بهم عقول وهمم لتصنيع السلاح وتطويره، فيتهمونهم بتلقي أسلحة مهربة، ولا يفطنون لجوهر الشعب اليمني وامكاناته، ولا يستطيعون فهم واستيعاب الطاقات التي يولدها الايمان وتولدها العزائم، لأنهم فاقدو العزم والايمان ومدمنو التبعية والارتهان والاتكال على شراء الحماية والأمن بالمال والنفط.
ان تزامن يوم القدس مع قمم مكة وتدشين صفقة القرن المزعومة، لهو مشهد كاشف بامتياز لحقيقة المعسكرات، فبين المشاركين والمجددين للعهد مع القدس والحق في استعادة كامل التراب الفلسطيني، وبين المفرطين من عاقدي الصفقات المشبوهة والمخصصين قممهم لمهاجمة المقاومة لصالح أمريكا والعدو الصهيوني، هوة سحيقة، وهي ذات الهوة بين المقاومة اليمنية الباسلة، وبين مرتادي فنادق الخليج من ذوي الشرعية المزعومة المباركة امريكيا وصهيونيا.
ما أكثر العبر في واقعنا العربي، وما أقل الاعتبار، فهؤلاء الحكام ومرتزقتهم لم يعتبروا بعد بدروس التاريخ، كما أن قطاعات كبيرة من الرأي العام الصامتة على العدوان، لم تعتبر ايضا بهذه المشاهد الكاشفة.
نحن اذن وباختصار، أمام معسكر مقاوم ومعسكر تابع وخائن، وليس بين المعسكرين معسكرات ملتبسة يمكن أن تخلط الأمور وتسبب الحيرة أمام المرء الذي يريد اختيار انتمائه.
نحن لسنا في فتنة، وانما امام اختيار صريح بين ما هو حر ومستقل ومقاوم، وبين ما هو تابع ومرتهن وعميل، ولا شئ يدعو للتردد، فليختر كل وجهته وانتماءه.
وليس امام المقاومة الا المضي في طريقها المقاوم، لأن استمرار هذا الطريق هو استمرار لكشف هؤلاء، واستمرار المقاومة يعني استمرار الفضح واستمرار الوقوع في تراكم الأخطاء، واقتراب الهزيمة، واقتراب فرج ونصر المقاومين.

 

(خاص  | راصد اليمن)

 

آخر الأخبار