خاص | صراع الدُمى يضع الجنوب على فوهة بركان

يعيش جنوب اليمن حالة من الفوضى السياسية والأمنية والاجتماعية، بعد فشل الفار هادي وأعضاء حكومته، إدارة شؤون المحافظات التي ثبّتهم فيها العدوان السعودي، من الرياض أو أبوظبي. وإضافة إلى كل هذا الفشل، الذي انعكس، بطبيعة الحال، على المواطنين وصيرورة حياتهم، دخل هادي وشركاؤه في حرب على النفوذ والسلطة، تحقيقاً لرغبات الدول الراعية لهم.
وأحدثت قرارات هادي إقالة محافظي حضرموت وشبوة وسقطرى، الموالين لـ"المجلس الانتقالي الجنوبي"، بعد رفضهم الاستقاله منه، ردّات فعل تصاعدية، وشرخاً يكبر يوماً بعد يوم داخل صفوف الفريق الواحد، من أتباع السعودية والإمارات.
وردّ "المجلس الانتقالي الجنوبي" سريعاً على هادي، معلناً رفضه القاطع لها، واعتبرها كأن لم تكن، مؤكداً على أنه لن يتعامل معها وأن الوضع سيبقى على ما هو عليه.
وندّد المجلس بـ"سياسية زرع الفتن، والتحريض الممنهج ضد قيادات المجلس، وصولاً إلى استهداف أعضاء هيئة رئاسة المجلس بإقالتهم من مناصبهم في قيادة السلطات المحلية بمحافظات الجنوب"، داعياً إلى مليونية رفضاص لهذه القرارات.
وفي شبوة، لوّحت عدد من مكوّنات "الحراك الجنوبي" ومنظمات المجتمع المدني، بالتصعيد رفضاً لقرار الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، وأعلنت أنها بصدد إعداد خطة للتصعيد الميداني لتعطيل هذه القرارات والضغط لعودة محافظ شبوة أحمد حامد لملس إلى منصبه.
وأعلن حلف قبائل وأبناء شبوة، الوقوف ضدّ قرارات هادي، ورأى أنها "تهدف إلى تركيع كل من تجاوب مع طموحات الشعب الجنوبي وتطلعاته".
بدوره، هدّد نائب رئيس "المجلس الإنتقالي الجنوبي" باللجوء إلى السلاح، "لاسترداد الكرامة"، رداً على قرارات هادي الأخيرة.
وقال هاني بريك، في تغريدة على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي "توتير"، إن "مَن أدمن ساحات القتال واستنشق البارود مستعد للذود عن كرامته وذاك عشقه وإدمانه".

 




تدور الأحاديث على نطاق واسع في الجنوب، عن أن هادي ليس سوى واجهة تعلن عبرها السعودية قراراتها التي تراعي مصالحها الخاصة في اليمن. وفي هذا السياق، تضع مصادر متابعة للتطورات في الجنوب اليمني، القرارات التي اوعزت الرياض إلى اللاجئ إليها باتخاذها.
وتقول المصادر إن السعودية تسعى إلى تحقيق عدّة أهداف من القرارات التي تتخذها تباعاً في جنوب اليمن. فهي تابعت مسار إقصاء وجوه جنوبية محسوبة على الإمارات، عن المشهد السياسي والعسكري، في جنوب اليمن. فبعد هاني بن بريك وعيدروس الزبيدي، طال "الموس" السعودي محافظ حضرموت أحمد سعيد بن بريك، ومعه محافظَي شبوة وسقطرى، في ضربة قوية "للمجلس الانتقالي" الذي هزّت به أبوظبي، العصا في وجه الرياض. من جهة ثانية، تسعى السعودية لترتيب البيت الجنوبي الداخل على نحو يناسبها، وذلك قبل الدخول في أي تسوية يكثر الحديث عنها في الفترة الأخيرة، وهذه التسوية تريدها السعودية على قياسها وبحسب رضاها، بحيث لا يمكن لها مراعاة المصالح الإماراتية في "حديقتها الخلفية". وأيضاً، تستغل السعودية التقارب الكبير بين ولي العهد محمد بن سلمان وولي عهد الإمارات محمد بن زايد، الذي أثمرت جهوده وضع الأمير السعودي الشاب قاب قوسين من العرش السعودي. هذا الاستغلال يوسّع لها هامش المناورة في اليمن، ولو على حساب المصالح الإماراتية هناك.
الترقّب سيّد الموقف في الجنوب المنهك بفعل تحويله إلى "حقل تجارب"، تارة للسعودية وتارة أخرى للإمارات، والجديد ما يُحكي عن تجربة سعودية - إماراتية مشتركة. وفي كل المرّات يكون هادي الأداة التنفيذية. الكل ينتظر ردّة فعل "المجلس الانتقالي"، ويترّقب مليونيته التي دعا إليه. كما ينتظر الجميع ملامح الصفقة التي حملت خالد بحاح مجدّداً إلى المكلا عاصمة حضرموت.

 

راصد اليمن - خاص  

آخر الأخبار