رأى الباحثان “Aaron David Miller” و “Richard Sokolsky” مقالة نشرتها مجلة "Politico"، ان "الرئيس الاميركي دونالد ترامب "ينحني" أمام سياسات السعودية "الخطيرة و غير المسؤولة".
وأضاف الكاتبان ان "ترامب يستعد لتسليم المصالح الاميركية إلى السعودية بشكل غير مسبوق"، مشيرا إلى ان "الرياض تتبع سياسات داخلية وخارجية تقوّض القيم والمصالح الأميركية".
الكاتبان لفتا إلى ان أبرز أسباب "العشق الأميركي السعودي" هي رغبة ترامب بإصلاح الضرر الذي الحقته إدارة باراك أوباما في العلاقات الثنائية خصوصا بعج إبرام الإنفاق النووي مع إيران، بالإضافة فضلاً عن جعل الرياض شريك عربي يلعب دور قيادي في "تقويض إيران" و تحقيق "تسوية عربية-إسرائيلية".
وقال الكاتبان إن "السعوديين يتشاركون الهدف الأول مع الولايات المتحدة والكيان الصهيوني (تقويض ايران)، إلا ان الإعتماد على السعودية لتنفيذ الهدف هو من الأمور الخيالية و المستحيلة"، مشيرين إلى "الفوضى الذي تسبب به السعوديون في اليمن، إذ ان سياسات الرياض تجاه اليمن وقطر تعزز نفوذ إيران و لا تقوضها".
ورفض الكاتبان ما اسمياه "خصوصية" علاقات ترامب مع السعوديين، على ضوء ما وصفاه بـ :سياسات محمد بن سلمان المتهورة في الخارج وسلوكه القمعي في الداخل". وأضافا ان "ترامب حرر شيكات مفتوحة للسعوديين مقابل سياسات "تقوض القيم و المصالح الاميركية". وقالا إن السعوديين يشنون حرباً مروعة في اليمن أدت الى مقتل آلاف المدنيين وتسببت بازمة انسانية، إضافة إلى دعم تنظيم "القاعدة" الإرهابي.
ولفت الكاتبان الى ان وزارة الحرب الاميركية "البنتاغون" تواصل دعمها لجرائم الحرب في اليمن وتقدم المعلومات الاستخبارتية إلى السعوديين.
الكاتبان اعتبرا ان "واشنطن تتعرض للاستغلال من قبل "صديق""، مشيرين إلى خطوات يمكن ان تتخذها الادارة الاميركية، اولها تتعلق في إطار العدوان على اليمن، فإذا ما أراد السعوديون مواصلة عدوانهم المدمر على اليمن يمكنهم القيام بذلك من دون دعم اميركي".
واضافا ان السعوديين و الاماراتيين تسببوا باغلب القتل و الدمار، وأكدا ضرورة إعلان وقف لإطلاق النار في اليمن من دون جدول زمني منأجل السماح للموفد الأممي بالتوصل إلى تسوية سلمية مستدامة".
وتابع الكاتبان بان "على ادارة ترامب ان تقول لمحمد بن سلمان ان الولايات المتحدة تتوقع من السعودية رفع الحصار عن الحديدة والسماح بإدخال المساعدات الانسانية"، مضيفين انه "في حال رفض السعوديون ذلك، يتوجب حينها على الولايات المتحدة تعليق كافة أشكال الدعم العسكري الاميركي للحرب على اليمن".
و قال الكاتبان : "بعد ان تقوم الولايات المتحدة بتعليق دعمها للقصف السعودي، عليها ان توجه رسالة واضحة إلى ابن سلمان بان استمرار العمليات التي تتسبب بضحايا مدنيين سيدفع بإدارة ترامب الى توجيه انتقادات حادة علنية إلى السعوديين ودعم تحقيق أممي رسمي في جرائم حرب ارتكبتها السعودية في اليمن".
ودعا الكاتبان الادارة الاميركية إلى توجيه رسالة واضحة الى الحكام السعوديين بانه لن يسمح للسعودية بجر الولايات المتحدة الى حرب مع ايران"، واضافا انه يجب ان يوضح للسعوديين بان الولايات المتحدة ستتعاون مع إيران عندما يصب ذلك في المصالح الاميركية".
كما دعا الكاتبان ادارة ترامب الى الضغط على السعودية وقطر خلال القمة الأميركية الخليجية المقرر عقدها الخريف القادم، لانهاء الخلاف بين الجانبين وتوجيه رسالة واضحة بان اميركا لن تقبل الشروط التي وضعتها السعودية بشأن الخلاف مع قطر.
وتابع الكاتبان "لا يُتوقع مثل هذا السلوك ممن يفترض انهم حلفاء اميركا، و ان على واشنطن ان تتصدى لهذا السلوك السعودي".