شدد المجلس الأوروبي، على ضرورة تعاون القادة الأوروبيين مع الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس، «لدعم جهود المبعوث مارتن غريفيث، الساعي لإيجاد هدنة مؤقتة لوقف الأعمال القتالية الآخذة بالتوسع، وحماية مينائي الحديدة والصليف، اللذان يمرّ عبرهما 70 في المائة من واردات اليمن من السلع الأساسية، مثل الغذاء والوقود».
وأوضح المجلس أن الدعم الدولي لمارتن غريفيث، «بات مطلوباً أكثر من أي وقت مضى، حتى يتمكّن من كسر الجمود وإقناع الطرفين بتقديم تنازلات، ليتم بموجبه إيجاد حل مؤقت على الطاولة»، مشيراً إلى أن الحوثيبن «يمكن أن ينسحبوا من ميناء الحديدة في حال تلقيهم ضمانات بعد شن هجوم آخر على المدينة، وسيسمحون باتفاق متبادل على الهيئة الدولية لإدارته».
كما أكد المجلس أنه «يمكن للقوى الأوروبية أن تلعب دوراً بنّاءاً في تفادي أزمة إنسانية، بعدما أظهرت انقساماً حيال اليمن، وذلك من خلال وضع خلافاتها جانباً وتوحيد جهودها لدعم مبادرة رفيعة المستوى من قبل الأمين العام للأمم المتحدة نفسه»، مشددا على وجوب أن «تكون فرنسا والمملكة المتحدة أن أكثر حزما في التعامل مع القادة في اليمن والرياض وأبو ظبي وواشنطن، والتحذير من أن مزيد من الهجمات على الحديدة، سيكون خطأ فادحاً، يمكن أن يكلف التحالف موارد قيّمة، ويدمر سمعته الدولية أكثر، ويورط في أزمة إنسانية فظيعة على نحو متزايد».
وأضاف «وبالتوازي مع ذلك، يجب على الحكومات الأوروبية الأخرى، والاتحاد الأوروبي، استخدام حوارهما المفتوح مع إيران وقنوات اتصالاتهما مع الحوثيين، للتأكيد على النكسات المدمرة التي ستواجهها معركة في الحديدة، وحقيقة أنه يمكنهم حماية مصالحهم بشكل أفضل من خلال التفاوض للتوافق بموجبها على هيئة دولية تتولى مسؤولية ميناء الحديدة».
ولفت المجلس إلى أنه «وعلاوة على ذلك، يستطيع القادة الأوروبيون، بموافقة مجلس الأمن الدولي، أن يقودوا مبادرة مشتركة يتخطى فيها المبعوث الخاص القيود التي يفرضها القرار 2216، ومبادرة مجلس التعاون الخليجي، والالتزام المبالغ فيه بنتائج الحوار الوطني»، معتبراً وجود تلك المكونات في الإطار الدبلوماسي الحالي «تهديداً لجهود غريفيث وتهدده بالوصول إلى نفس الطريق المسدود الذي سلكه سلفه».
وختم المجلس الأوروبي بالتأكيد على أن المخاطر في اليمن عالية جداً، ما ينذر بتفاقم التوتر بين الحلفاء والتهديد بالمواجهة الإقليمية، مشيراً إلى أن «هناك حاجة لاتخاذ إجراءات أكثر جرأة لوقف الحرب من قبل القوى الأوروبية، التي ينظر إليها العديد من اليمنيين أن بإمكانها فعل ذلك».