خاص | العيد مجزرة في الدريهمي

ليلى عماشا - كاتبة لبنانية | للعيد في كل البلاد حكاياته. يأتي كدعوة للفرح، لمن استطاع الى الفرح سبيلا.. في اليمن، قطع العدوان الصهيوني السعودي كلّ السّبل إلى الفرح.. فاستبق العيد بمجزرة "اطفال ضحيان" وجعل اطفال الدريهمي، حكاية لمجزرة جديدة.. نقرأها جميعا بدم يكاد يقفز من الاوردة ويجري نحو دمهم، يكفكف دمع الاشلاء التي بعثرها وحوش العصر الجبناء، الذين عجزوا عن مواجهة المقاتلين في الجبال فهربوا الى سماء المدن والقرى، يقصفون الاطفال.. ثم يكذبون.. يدّعون براءة من دمنا المراق هناك، ويظنون أن الناس ستصدق كذبهم فيما ايديهم الملوثة تقطر حقدًا وبارود.. هنا اليمن.. هنا العيد المزيّن بالوجع المكابر.. وهنا اليمن.. هنا الطفل المسجّى قرب رفيقه، قرب اخيه، قرب اشلاء اخته، قرب شظايا قلب امّه اذ ترفع يديها للسماء، وتحبس صرختها وتحتسبه شهيدًا في معركة الحق.. هنا اليمن، هنا الحزن الذي زيّن العيد بالدمع، وبالتحدي، وبالوعد بالنصر.. هنا ساحة المعركة التي كلما شعر فيها العدو الصهيوني-السعودي بهزيمته ارتكب المزيد من المجازر مستعجلا زواله من حيث لا يحتسب.. فالثأر للشهداء عادة الكرام، واهل اليمن اعلى الكرام واجملهم. حلّ العيد على اهالي اطفال ضحيان، وسائر الاحرار اليمنيين حزينا، خجولا من هول وجعهم.. لكنهم خطوا فوق الوجع واكملوا درب جلجلتهم برأس مرفوع، فكانت مجزرة الدريهمي محاولة صهيونية بطيران سعودي لكسر تلك الهيبة وهيهات! هزمت الحديدة كل فولاذ الترسانة المعادية.. لقنتهم الف درس في الحرب.. علّمتهم، وليتهم فهموا، ان المقاتل في سبيل الحق والحرية لا شيء يهزمه.. ولا حتى القهر الناتج عن لملمة الاطفال اشلاء من ارض المجزرة.. يدرك المقاومون، في كل المعارك، انهم يواجهون الة قتل لا تلتزم بأدنى معايير الشرف القتالي.. ويدرك اهل اليمن ان المقاومين يحملون ارواحهم على الاكف ويحولونها الى خناجر تقاتل.. لذا، لا يصدقون القاتل حين يتهم الحوثي بارتكاب المجزرة.. لا يصدقون ال سعود المجرمين ابًا عن جد حين يكرمون خائنا يمنيًا ليدّعوا حب اليمن.. يصدقون فقط حامي كرامتهم وارضهم.. يعرفون الحوثي كريمًا شجاعًا بطلًا.. يعرفونه اسدًا يردّ عنهم الكلاب المسعورة المختبأة خلف مقود طائرات حربية.. يدركون، بفطرة العشق للارض، من يحميهم ومن يريق دم اطفالهم، كما اراق دم اطفال فلسطين وسوريا والعراق.. هنا اليمن، هنا العيد.. هنا حطّ الأضحى كريمًا بالشهداء، مباركًا بالقتال لأجل الحق، مهما غلا الثمن، ومهما ارتفع الوجع جدارا من دمع يرتمي فوق قبور صغيرة.. وكثيرة. (راصد اليمن - خاص)

آخر الأخبار