إيهاب شوقي/ كاتب مصري| ليست مجرد الأكاذيب الاعلامية هي ما يكشف فشل العدوان على اليمن، وانما المصطلحات تفضح ايضا النوايا الحقيقية! معركة الساحل الغربي كشفت فيما كشفت فشل العدوان رغم انكاره خسائره، ولجوء اعلام العدوان للكذب ثم افتضاح هذا الأمر، كشف عن عجز في تحقيق اي تقدم، أو تحقيق اي هدف استراتيجي، اللهم الا لو كانت دماء المدنيين اليمنيين المراقة بفعل الغارات المكثفة هي الانجاز الذي يطمح له تحالف العدوان! وبالعودة للمصطلحات وكيف تكشف دلالاتها مستخدميها وتبين ماهيتهم ونواياهم، فإن الاعلام الحربي واعلام المقاومة يستخدم مصطلح الساحل الغربي، فيما يستخدم العدوان مصطلح الحديدة. وللوهلة الأولى لا يبدو هناك فارقا باعتبار الحديدة جزء من الساحل الغربي، وباعتبار المعارك دائرة في محيط الحديدة. ولكن وبالتدقيق، يبرز الفارق، وهو ان استخدام مصطلح الساحل الغربي هو استخدام وطني، باعتبار الساحل اتخذ صفته الجغرافية الغربية نسبة الى البلاد، اي الساحل الغربي للوطن. بينما استخدام مصطلح الحديدة يدل على هدف عسكري يتعلق بميناء ومطار، وهو هدف لغزاة لا لتحالف لدعم الشرعية يحارب باسم الوطن اليمني! هذا للرد الواجب على الذريعة الدائمة للعدوان، وهي مكشوفة وخارج نطاق المحاسبة الدولية، وقذارة العدوان وما يصاحبها من قذارة الصمت، لا تستدععي اية ردود او حجج لكشفها، ولكن هذا الرد لبيان فشل العدوان حتى على المستوى الاعلامي. فلو ان اعلام العدوان كان يختلف عن جبهته العسكرية ولايتميز بالفشل مثلها، لاستخدم مصطلحات وطنية، او على الاقل يحاكي مصطلحات المقاومة، ولكن الفشل واحد لان الراعي للفشل واحد، فالادارة العسكرية والاعلامية امريكية صهيونية بالاساس، وهي فاشلة، واكبر اسباب فشلها، انها لم تتعلم من دروس التاريخ، ولم تتيقن من ان المقاومة لن تستسلم ولن تفرط، ولم تثق في ان اليمن بحق مقبرة الغزاة. الامر يزداد خيبة وفشلا عندما لا يكون الامر تاريخي فقط، بل معاصر، فالمقاومة اللبنانية والمقاومة بالعراق صمدت وانتصرت عل الصهاينة والتكفيريين، فكيف لم تفطن امريكا ومعسكرها ان معسكر المقاومة واحد! كيف فصلت امريكا ومعسكرها بين المقاومة اليمنية والمقاومة اللبنانية والعراقية، وكيف ظنت انها اضعف وان العدوان سينتصر في اليمن، رغم فشله في الجبهات الاخرى. ان امريكا ومعسكرها وتابعيها، عندما تربط بين المقاومة في اليمن وبين حزب الله او الحشد الشعبي او الفصائل المقاومة في فلسطين تربطهم من زاوية ذرائعية، بانها قوى تابعة وممولة من ايران وانها قوى ارهابية، وذلك لتصفية الحسابات السياسية مع ايران وللتقليل من قدر المقاومة وبطولاتها وتضحياتها بتصويرها على انها مجرد ميليشيات تابعة او مرتزقة! لكنها وفي اطار هذا الربط، فاتها ان تربط بين المقاومة على هذه الجبهات في الصمود والانتصار، وفاتها ان مصير الجبهة اليمنية سيكون انتصار المقاومة كغيرها من الجبهات مهما كانت التضحيات، لان هذا درس التاريخ، ولن نكلم الامريكان بمنطق ديني لنقول انه وعد الهي، فيكفي المقاومة ان تكون هذه قناعتها وعقيدتها. كل يوم في الساحل الغربي وفي الحديدة يكلف العدوان مزيدا من الخسارة والفشل والعار، وقد قلنا سابقا ان العدوان بانتظار فضيحة جديدة، وقد كان، وهذا ليس من محل العبقرية او الفراسة او مهارة التحليل، ولكن من محل الايمان بالمقاومة وبسنن التاريخ. كل خطوة يخطوها العدوان في طريق الكبر والاصرار على البغي، سيدفع ثمنها فشلا وذلا، ويبدو وانه قد اخذته العزة بالاثم، فليس امام المقاومة الا الصمود والنصر قريب، والعدو يعجل به، وليستبشر المقاومون. (خاص | راصد اليمن)