رأى موقع «ميدل إيست مونيتور» أن «السبب الرئيسي» للأزمة الخليجية يتعلق باختيار قطر «طريقها الخاص» على صعيد السياسة الخارجية، بعيداً من إملاءات السعودية، لافتاً إلى أن السياسات القطرية لم تكن فقط «متعارضة» مع توجهات «جارتها الكبرى»، بل إنها، وفي كثير من الأحيان، جاءت «مقوضة» لها، عبر دعم العناصر والتنظيمات المعارضة للمملكة العربية السعودية، إلى جانب احتفاظها بعلاقات حسنة مع إيران، ومساندتها لعدد من الفصائل المناهضة للمشير خليفة حفتر، المدعوم سعودياً، على المسرح الليبي. وزاد الموقع أن السياسة الخارجية لقطر جعلت منها تهديداً لمصالح جارتها الخليجية واستقرارها على أكثر من صعيد.
وأشار تقرير «ميدل إيست مونيتور» إلى مصادر قوة «الدولة الخليجية الصغيرة»، المتمثلة بتمتعها باحتياطيات غازية ضخمة، باعتبارها «أكبر مصدر للغاز في العالم منذ العام 2014»، إضافة إلى امتلاكها قناة «الجزيرة» الفضائية «ذائعة الصيت»، وعدداً من الشركات الناجحة مثل «الخطوط الجوية القطرية»، فضلاً عن المحفظة الاستثمارية الكبيرة للدوحة داخل عدد من العواصم الغربية، مثل لندن، حيث تستحوذ على ما نسبته 14 في المئة من الاستثمارات.
وفيما يتعلق بمطالب الدول المقاطعة لقطر، لا سيما تلك المرتبطة بوضع قيود على سياستها في الداخل والخارج، أوضح التقرير أنه «ما من طريق أمام قطر لصون كرامتها، في حال استجابت لتلك المطالب»، مشدداً على أن دولة مثل قطر، المعتادة على ممارسة دور فاعل ونافذ على امتداد الشرق الأوسط «لن تبادر إلى الاستسلام بسهولة، رغم الضغوط الاقتصادية».
ومع أن الخلاف واضح بين مقاربة كل من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ووزير خارجيته ريكس تيلرسون للأزمة الخليجية، أشار التقرير الذي حمل عنوان: «الولايات المتحدة هيأت الأرضية لحرب خليج جديدة»، إلى أنه «من السذاجة بمكان الاعتقاد أن الولايات المتحدة تساند طرفاً على حساب آخر»، مدرجاً صفقات الأسلحة التي أبرمتها واشنطن مؤخراً مع كل من الدوحة والرياض في هذا السياق.
وتابع التقرير أن «الرسالة واضحة، ومفادها أن الولايات المتحدة تسلح طرفي النزاع كما فعلت مراراً في العديد من الأزمات الإقليمية»، مبرزاً المخاوف من أن تتخذ السعودية «إجراءاً عسكرياً» ضد قطر، على غرار الغزو العراقي للكويت. وبحسب «ميدل إيست مونيتور»، فإنه مهما كانت حصيلة النزاع، إلا أن هناك ثلاثة أشياء مؤكدة، وهي أن «الأزمة لن تنتهي بسرعة»، وأن التطورات أظهرت إيران كـ«فاعل خير»، والمستفيد الأكبر منها، على ضوء الصراع المحتدم بين السعودية وقطر، واقتراب الأخيرة من طهران، إضافة إلى أن واشنطن تبدو كمن «هيأ الأرضية لصراع مسلح جديد، قابل للاشتعال في أي وقت، ألا وهو: حرب خليج جديدة».