ليلى عماشا - كاتبة لبنانية | هو زمن الصورة. والصورة توثيق للّحظة. باليمنيّ، الصورة توثيق للزمن بكلّ ما يحوي. والطفل الذي حوى وجوهنا بكل ما مرّ عليها من مآسي، بدا اختصارًا لحكاية البلاد العزيزة التي تقاوم العدوان بكل ما اوتي احرارها من صبر وجلد، ومن عزة أنفس.بعيدًا عن التعاطف الذي يأتي مسيئًا ان لم يرتبط بموقف واضح من كل ما يجري على اليمن.. بعيدا عن حدّة المشهد الذي طفل بعينين تحدّقان في حيرتنا، وتكاد تواسي قهرنا العاجز، لولا التعب.. عبرت الصورة مواقع التواصل الاجتماعي كرسالة تحاكم الكون كلّه وكل القلوب التي عجزت عن قول الحق في وجه عدوان جائر، وحصار جبان. استقرت نسخة منها في وجوه أطفالنا، وفي أرواحنا.لمن لا يعرف، لمن يدّعي حرصًا على الطفولة ويدعو لتحييد الأطفال عن صراعات الكبار، لمن يرفع شعار حماية الأطفال ويقيم الدنيا ويقعدها دفاعًا عن ما يسمّيه حقوق الطفل.. لمن يحرص على موقف محايد من العدوان على اليمن، ولمن يبحث عن مبررات للعدوان. هل لمحت صور أطفال اليمن؟ هل مرّت بك تلك الحكايات التي من أشلاء طفل كان قبل القصف يحبو ويرفرف في عيون والديه؟ هل مررت على باص المدرسة الذي تحول إلى هدف لطائرات معادية معتدية، فأخذ ما فيه من أطفال نحو الموت جثثًا بلا معالم؟ وبعد.. لم يكتفِ العدو السعودي الأميركي بقصف مستشفيات ومدارس وباصات وبيوت اليمن.. فكان الحصار عدوانًا موازيًا، يسلب اليمنيين ابسط مقومات الحياة: الماء والدواء.. حصار طاول كل شيء. حرفيًا كل شيء!