«بروكينغز»: السعودية والإمارات عاجزتان باليمن وإنهاء الحرب افضل لهما

أكد معهد «بروكينغز» على أن السعودية والإمارات «عاجزتان في اليمن بسبب إستراتيجيتهما الكارثية هناك»، لافتاً إلى أن «تدخلهما في اليمن زاد من تدهور الأوضاع الإنسانية في البلاد، وتحول إلى كارثة على الدولتين أيضاً، خاصة أن إيران، التي كانا يأملان في هزيمتها، يتزايد تأثيرها على حسابهما يوماً بعد يوم». 
وأشار المعهد الأمريكي، إلى أن التدخل السعودي في الشؤون اليمنية، يعود لسنين عديدة، منذ بداية الدولة الحديثة، ومروراً بتدخلها نيابة عن الإمامة عندما انزلق اليمن في الحرب الأهلية بين الإمامة والقوميين العرب من داخل الجيش اليمني، فضلاً عن تدخلها من وقت لآخر لمحاولة شراء القيادات المحلية، ووقف الإرهابيين المرتبطين بتنظيم القاعدة، وإضعاف الماركسيين في الجنوب، وتقويض سلطة الحكومة في صنعاء، خاصة عندما تتصرف بطريقة تخالف رغبات الرياض ومطالبها.
ونوّه «بروكينغز»، إلى أن الإمارات والسعودية «اعتقدتا أن تدخلهما في اليمن لن يحتاج إلا لعدة أسابيع، وذلك بعد أن حققت القوات الموالية لهما تقدماً، واستعادت عدن في الجنوب، لكن ذلك التقدم، توقف عندما حاولت القوات المدعومة من السعوديين والإماراتيين، التحرك نحو المناطق القريبة من تلك التي يسيطر عليها الحوثيين، وبدا النصر السريع، مثل بقية الآمال السعودية في اليمن، وهماً».
وبشأن الهجوم العسكري الذي تشنه الإمارات والقوات الموالية لها على مدينة الحديدة، أكد المعهد الأمريكي على أن تلك القوات «لن تستطيع تحقيق نصر واضح، على الرغم من تفوقها عدداً وعتاداً ومالاً، بشكل يجعل من السيطرة على الحديدة أمراً محتوماً».
وأضاف منوهاً «حتى لو خسر الحوثيون السيطرة على الحديدة وصنعاء وبقية المدن الكبرى، إلا أنهم ما زالوا يسيطرون على مناطق واسعة في شمال اليمن، حيث تعيش غالبية اليمنيين، ويحتفظون بعشرات الآلاف من المقاتلين تحت إمرتهم لدعم مطالبهم، كما أنهم أثبتوا أن شن حرب عصابات لا هوادة فيها».
وفي المقابل، استبعد المعهد الأمريكي، «تحقيق تسوية ترضي طموحات الجماعات المتعددة التي جمّعها الإماراتيون والسعوديون، حتى تم استبعاد العامل الحوثي»، مؤكداً على أن الدولتين «أصبحتا في مستنقع لا يمكن الخروج منه، حيث الرئيس هادي اللتان تحاولان أعادة الشرعية له، لا يملك أي سلطات، في حين أن المجاميع العسكرية اللتان قامتا بتشكيلهما يقاتل بعضهما الآخر، فيما تنظيم القاعدة بات أقوى من ذي قبل، واليمن أقل استقرارا مما كان عليه، والأهم من ذلك من ذلك, أن إيران أصبحت أقوى».
ولفت «بروكينغز» إلى أن «الحرب الأهلية في اليمن فاقمت الفقر والجوع، ودفعت البلد إلى حافة الانهيار، وقتل فيها 10 آلاف شخص، نصفهم من المدنيين»، مشيراً إلى ذلك «يبدو ضئيلاً مقارنة مع العدد الأكبر من المصائب الأخرى التي أنتجتها الحرب».
وأكّد في ختام تحليله على أن «في ظل عدم كفاءة كل من السعودية والإمارات لإدارة الوضع في اليمن، فأن إنهاء الحرب سيكون أمراً جيدا لهما، ولليمن».

آخر الأخبار