إيهاب شوقي ـ كاتب عربي مصري | تعد وكالة الانباء اليمنية "سبأ" شاهدا تاريخيا على محطات عدة، الا ان الشاهد الاكبر هو وجود وكالتين، وهما الوكالة الأصلية في يد المقاومة، ووكالة اخرى في يد ما تطلق على نفسها الحكومة الشرعية والتي تدار من الرياض وابو ظبي وتمثل العدوان على اليمن وشعبه.
وكما هو معروف تاريخيا فقد انشئت وكالتين للانباء في عام 1970، سبأ وعدن، وتم دمجهما في عام 1990 عند قيام اليمن الموحدة.
واستلمت المقاومة اليمنية الوكالة في يناير 2015، ثم اطلقت (الحكومة) المدعومة من الخارج نسخة اخرى في مايو من ذات العام.
وبنظرة اعلامية سريعة على الوكالتين، يتضح الفارق في المصطلحات والتناول، ويتضح جليا ما هو وطني شرعي يعبر عن مأساة اليمن وايضا عن مجدها بمقاومتها واستمراريتها في تسيير حياتها وتخريج طلابها تحت ابشع ظروف يمكن ان يواجهها بلد، وبين وكالة جافة تتحدث بلسان الخارج وتتفرغ لتزييف الواقع ووصف المرتزقة بالجيش ووصف المقاومة بالميليشيات الانقلابية، ووصف شخص باع وطنه ودماء شعبه وتحالف مع المعتدين عليهم بأنه (الرئيس)!
هي نسخة اذن مصنوعة متكافة لخدمة ذريعة الشرعية المزعومة.
في الواقع تشكل "سبأ" بنسختيها ملخصا لمشروعين، مشروع وطني مقاوم، ومشروع عميل يدين بحياته ورزقه لمموليه وداعميه .
مشروع يشكل شوكة في حلق التمدد الصهيو امريكي، ومشروع اخر يشكل نقطة ارتكاز له.
مشروع يقاتل ويصمد تحت راية وطنية وينحاز للشعوب، ومشروع مرتزق يقاتل تحت راية تحالف عدواني ناهب لخيرات البلاد وينحاز لانظمة عبر تهاني رسمية، وهذه الانظمة جميعها لا وزن لها في الاقليم عندما رهنت نفسها لقيادة سعودية حمقاء تجر قاطرة العرب على قضبان امريكية صهيونية.
بالطبع انفقت مبالغ طائلة لتصبح الوكالة الزائفة المدارة من الخارج هي من يتصدر مؤشر البحث على جوجل، لكن هذا لن يغير من حقيقة الامر وجوهره، لان ذلك نوعا من الدعاية الرخيصة وشراء الذمم الذي يصور الوضع اعلاميا على غير حقيقته ويقلب العدوان شرعية ويقلب المقاومة انقلابا!
ان الصمود الأسطوري لشعب اليمن الرافض للعدوان والرافض لفرض الامر الواقع بقوة السلاح، وتفضيل الموت والشهادة عن الذلة، لهو خير معبر عن مكون حضاري ابي وكريم، وعن يقين حقيقي وايمان بالله ونصره ، ولا زالت بطولاته تتحقق لتكتب صفحة تاريخية جديدة ستصبح مضربا للأمثال، وللاستشهاد بها عند الحث على المقاومة وعدم الاستسلام.
وعلى الجانب الاخر ستصبح بطولة المقاومة اليمنية مضربا للامثال وللاستشهاد بها عند تحذير الظالمين والمرتزقة من العدوان على من يتصورون انهم مستضعفين بفعل الفجوة في العدة والعتاد والاموال، متجاهلين عوامل الكرامة والبطولة والايمان.
وبالعودة الى الوكالة، فإن اسمها والذي يعبر عن مملكة حضارية عظيمة اشتهرت بانها وحدت القبائل، يليق بمقاومة وطنية تتحد بها القبائل وتذوب فيها الانتماءات الفرعية في مشروع وطني مقاوم، ولا يليق اسم "سبأ" بمرتزقة يعتمدون على اموال اعراب وصفت مخطوطات سبأ من كانوا على شاكلتهم بأنهم "عربن احقرن"، أي أعراب حقراء.
(راصد اليمن | خاص)