«نيويورك تايمز»: وقف هجوم الحديدة يفتح الطريق للمسار التفاوضي

أرجعت صحيفة «نيويورك تايمز» قرار الإمارات العربية المتحدة بوقف هجوم قوات «التحالف» على الحديدة، إلى عاملين أساسيين، يتعلقان بوجود خشية لدى أبوظبي من «تحديات (الدخول) في حرب شوارع» داخل المدينة الاستراتيجية، من جهة، وبسبب تصاعد «موجة النشاط الديبلوماسي» المتصل بجهود إنهاء الأزمة اليمنية، من جهة ثانية.
وأشارت الصحيفة الأمريكية تحت عنوان: «اليمن: وقف القتال ينعش الآمال بانعقاد محادثات السلام»، إلى أن معركة الحديدة «أثارت غضباً ديبلوماسياً واسعاً على الساحة الدولية»، بسبب «القلق على سلامة سكان المدينة، البالغ تعدادهم 600 ألف نسمة»، وكذلك بداعي الخوف من «التهديد الذي يمكن أن يترتب عن اندلاع القتال لناحية تعطيل مسار خطوط إمدادات المساعدات الإنسانية العاجلة لحوالي ثمانية مليون آخرين في اليمن».
وفي الإطار عينه، لفتت الصحيفة إلى أن القوات المدعومة من أبوظبي، التي هدفت منذ انطلاق الهجوم على الحديدة، إلى احتلال مطار المدينة، ومينائها، «تمكنت من السيطرة على المطار»، إلا أنها «لم تبادر إلى إطلاق هجوم بحري باتجاه الميناء»، على خلفية مزاعم المسؤولين الإماراتيين حول كون الميناء «ملغماً بشدة»، مضيفة أن الإدارة الأمريكية رفضت الشهر الفائت طلباً إماراتياً للمساعدة في إزالة الألغام هناك. 
وعلاوة على الصعوبات المتصلة بغياب الدعم الدولي الواسع للعملية العسكرية في الحديدة، ثمة «سبب آخر لوقف الهجوم» على المدينة، وهو أن «المسؤولين الإماراتيين لا يودون التورط في حرب شوارع»، وذلك لأن الجنود الإماراتيين، أسوة بحلفائهم المحليين على الأرض، «غير مجهزين» للتعامل مع هذا النوع من الحروب.
ومع الإشارة إلى ركود المسارين العسكري والديبلوماسي للأزمة اليمنية حتى وقت قريب، بفعل وصول طرفي الصراع إلى «طريق مسدود» على المستوى الميداني، وبفعل تشبثهما برفض العودة إلى مفاوضات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة على مدى العامين الماضيين، فقد نقلت «نيويورك تايمز» عن مصادر ديبلوماسية مطلعة قولها إن «الضغوط الديبلوماسية التي مورست على خلفية الهجوم (على الحديدة)، بما في ذلك ضغوط عائدة لمسؤولين أمريكيين، أفضت إلى ضخ دماء جديدة على طريق التوصل إلى اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار، وإبرام اتفاقية سلام»، مضيفة أن جولات المحادثات التي يعقدها المسؤولين الأمميين مع أفرقاء الصراع في اليمن «لا تزال جارية»، على وقع المساعي الأممية لإرساء اتفاق يتم بموجبه وضع ميناء الحديدة تحت إدارة المنظمة الدولية.
وبحسب ما نقلت الصحيفة عن مسؤوليْن ديبلوماسيَيْن، «فقد التقى المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، مارتن غريفيث بقيادات الحوثيين، وكذلك بالرئيس هادي، في وقت كان فيه مسؤولون رفيعو المستوى من المنظمة الدولية يتولون إطلاع المسؤولين الإماراتيين والسعوديين على الجهود المتصلة بوقف إطلاق النار».
وأضافت «نيويورك تايمز» أن حصيلة الخسائر الناجمة عن معركة الحديدة لدى طرفي الصراع، تعد «أقل بكثير مما كان يخشاه كثيرون»، مشددة على أن «وقف القتال في الحديدة أنعش الآمال بأن القتال على المدينة يمكن أن ينتهي من دون سقوط أعداد كبيرة من القتلى». ومع ذلك، حذرت الصحيفة من أن «بعض الديبلوماسيين الشرق الأوسطيين حذروا من إمكانية اندلاع القتال في أي وقت، خاصة وأن مسؤولين إماراتيين سبق وقالوا إنهم لا يملكون سيطرة تامة على وكلائهم من المقاتلين اليمنيين».
وفي ضوء المواعيد المقررة للمبعوث الأممي الخاص باليمن، لعقد اجتماعات منفصلة مع قيادات «أنصار الله» في صنعاء، والرئيس عبد ربه منصور هادي في عدن، نقلت الصحيفة عن المصادر الديبلوماسية المشار إليها قولها إن «غريفيث يأمل في تحديد موعد لتقديم إحاطته إلى مجلس الأمن بحلول نهاية الأسبوع الجاري، من أجل الترتيب لإعداد اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار، وإطلاق جولة جديدة من محادثات السلام».

آخر الأخبار