اعتصام المهرة: لوضع حد لتجاوزات «التحالف» ورحيل قواته

هارون محمد- العربي-

\r\n\r\n

خرجت محافظة المهرة، عن صمتها ﻷول مرة، معلنة رفضها «عسكرة» المحافظة من قبل قوات «التحالف العربي» الداعم لحكومة الرئيس عبدربه منصور هادي، في موقف يرفع من وتيرة الرفض الشعبي لتجاوزات «التحالف» التي بدأت منذ دخوله المحافظة أواخر العام الماضي. 
\r\nمدينة الغيظة، عاصمة محافظة المهرة الحدودية مع سلطنة عمان، شهدت الأسبوع الماضي، اعتصاماً مفتوحاً منذ 25 يونيو الحالي، للمطالبة بإعادة الهدوء للمحافظة، وسحب الثكنات العسكرية من المنشآت المدنية، التي بدأت بالانتشار فيها مع دخول تعزيزات عسكرية دفعت بها السعودية في ديسمبر الماضي، وتمركزت في المنافذ البرية والبحرية ومطار مدينة الغيظة.
\r\nحملت هذه التعزيزات، التي يرجح بأنها استدعيت دون تفاهمات مع السلطة المحلية تضمن «عدم عسكرة الحياة» في المحافظة المعروفة بالهدوء والنأي عن الصراعات السياسية، شعار «مكافحة التهريب»، في محاولة لإلصاق صفة بالمحافظة عارضتها المكونات القبلية والسياسية بشدة. 
\r\nوقبل الخطوة السعودية، كانت القوات الإماراتية قد بدأت بإنشاء تشكيلات عسكرية، وشراء ذمم ولاءات سياسيين وشخصيات قبلية، تمهيداً لنشر قوات «النخبة المهرية»، لكن القبائل الرافضة للوجود «الغريب والطارئ» على أرضها، أوصلت رسالتها لـ«الشرعية» مبكراً، ونجحت في وأد طموحات أبوظبي في مهدها.
\r\nبيان لجنة الاعتصام
\r\nوجاءت الاحتجاجات الشعبية، التي خرجت في محافظة سقطرى، ضد محاولة الإمارات السيطرة علي منافذها الجوية والبحرية، وانتهت باستعادة المطار والميناء وانسحاب القوات الإماراتية من الجزيرة، لتمنح أبناء المهرة، نفساً إضافياً شجعهم على رفع أصواتهم والمطالبة بحقوقهم، وتجنيب المحافظة جرها لأتون صراع عبثي، وتكرار مظاهر الفوضى التي تعيشها عدن وحضرموت. 

\r\n\r\n

وقد صدر عن اللجنة التنظيمية للاعتصام، الحالي في الغيظة، بيان يطالب، بإعادة العمل في منفذي شحن وصرفيت البريين وميناء نشطون إلى وضعهما الذي كان عليه قبل دخول قوات «التحالف»، وتسليم حراسة المنافذ والميناء إلى قوات الأمن المحلية والجيش، وعدم السماح ﻷي قوات غير رسمية بالقيام بالمهام الأمنية في محافظة المهرة، بالإضافة إلى رفع القيود المفروضة على حركة التجارة والاستيراد والتصدير في منفذي شحن وصرفيت وميناء نشطون، والتي أثرت بشكل سلبي على الإيرادات التي تحتاجها المحافظة، لتوفير الخدمات الأساسية. 
\r\nودعا البيان إلى «إعادة مطار الغيظة الدولي إلى وضعه السابق كمطار مدني تحت إشراف السلطة المحلية بالمحافظة وتسليمه لقوات الأمن التابعة لها». 
\r\nالحفاظ على السيادة 
\r\nورفعت خلال الفعالية الاحتجاجية، شعارات أبرزها «لا للثكنات العسكرية في المنشآت المدنية»، و«أمن المهرة خط أحمر، لن نسمح لأحد بتجاوزه». وهتفت الحناجر، محذرة من أن استمرار تواجد القوات العسكرية غير الرسمية «تحدياً للإرادة الشعبية». 
\r\nورفع المعتصمون أيضاً العلم اليمني وصور الرئيس عبدربه منصور هادي ورئيس الحكومة أحمد عبيد بن دغر بكثافة في مكان الاعتصام، بالإضافة إلى علم السلطنة العفرارية وصور الشيخ عبدالله بن عفرار، نجل آخر سلاطين الدولة العفرارية التي حكمت المهرة حتى منتصف القرن الماضي. 
\r\nعبدالله صالح مرتيف، أحد المعتصمين قال لـ«العربي» إن «الهدف من الاعتصام هو الحفاظ على السيادة الوطنية اليمنية، ودعم الحكومة الشرعية التي يقودها الرئيس عبدربه منصور هادي، ووضع حد لتجاوزات التحالف العربي». 
\r\nرموز داعمة للاعتصام
\r\nويعد الشيخ بن عفرار، الذي زار سلطنة عمان خلال الأيام الماضية، من أبرز الوجوه الداعمة للاعتصام، فإلى جانب رمزيته التي يستمدها من مكانته في السلطنة العفرارية، فهو يرأس أيضاً المجلس العام لأبناء المهرة وسقطرى، الذي شهد انشقاقات وتباينات تجاه الاعتصام بين معارض ومؤيد.
\r\nوكان محافظ المهرة، راجح باكريت، قد أعلن دعمه للاعتصام.
\r\nوقال بأن سلطته ستعمل على «تأمين ساحة الاعتصام وحماية المعتصمين، وستتعاطى إيجابياً مع المطالب المشروعة»، مشدداً على «إبقاء الاعتصام خالياً من المظاهر المسلحة».

\r\n\r\n

وإلى جانب الوقفات والمظاهرات الاحتجاجية تشهد ساحة الاعتصام التي يتوافد إليها شخصيات قبلية معروفة، فعاليات ثقافية وفنية، تؤكد على خصوصية المهرة وارتباطها التاريخي بسقطرى، والتمسك بمطلب ضمهم في إقليم مستقل، ضمن مشروع «اليمن الاتحادي» .

\r\n

آخر الأخبار