أحمد فؤاد - كاتب عربي مصري | خلط مضاعف للأوراق، تثيره حملة المعارضة السياسية السودانية، لتواجد قوات بلادها في اليمن، بعد خسائر متزايدة في صفوفها، فضلًا عن إعلان بعض القوى رفضها أصلًا للاشتراك فيما أصبح مصيدة للديكتاتور السعودي محمد بن سلمان وحلفائه، والأهم عدم وجود ما يدعم وجود تلك القوات، من خطة سياسية تصاحب التدخل العسكري، المستمر للعام الرابع.
الغضب الشعبي من اشتراك الأنظمة العربية في مأساة اليمن يتصاعد، وكشف موقف الكثير من الحكام، الذين أرسلوا قوات بلادهم فقط وحصرًا لقاء رضا سعودي، يتوقعون أن يترجم لمساعدات او حتى وعود بمساعدات، تنقذ تلك الأنظمة التي فشلت في قيادة بلادانها نحو أي إنجاز على المستوى الاقتصادي، فبقيت ريالات بنو سعود أملهم في تحقيق هدوء مؤقت للأوضاع وهذا بافتراض أقصى قدر من حسن النية، أي أن الأموال السعودية ستصب كلها في الموازنات العامة.
الأقرب للتصور أن، ومهما استمرت مشاركة بعض الدول العربية في العدوان، الانسحاب قادم حتمًا، من معركة لا تجد قيادة رشيدة تستطيع وقف الصراع عند الحد الذي بلغته، فاليمن أثبتت عصيان على الخضوع أو الاستسلام، والقنابل التي تسقط يوميًا على الأسواق والأفراح وساحات العزاء، فشلت في تركيع الشعب اليمني، وجعله يزحف رافعًا الرايات البيضاء أمام قوات بن سلمان، وهذا ما كان يمني نفسه بحدوثه، ما يؤشر لانفضاض التحالف، فالبخار نفد تمامًا من إمكانية تحقيق أي انتصار، أو الذهاب لتسوية سياسية تسندها أوضاع قوية على الأرض.
اليمن الشمالي بصعوبة تضاريسه، وتوحد أهله خلف قيادة أدركت منذ اللحظة الأولى مقدار التحدي، واستنفرت الروح الحضارية الكامنة في أرواح اليمنيين، وتمكنت من شلّ فاعلية السلاح، ترك آل سعود في عراء الهزيمة، مهما طال أمد المعاندة، فالصمت الدولي المدفوع، والدعم الغربي بالسلاح والخبراء، وتواجد قوات المرتزقة لحماية الأراضي السعودية نفسها، لا يترك مجالًا للشك أن الحرب محسومة لصالح اليمن.
لكن الأوضاع الإقليمية المتغيرة، والخسارات الأمريكية-السعودية لمعاركها في سوريا ولبنان، تمنح معركة اليمن –كمعركة ضمن خطة أمريكية لتقاسم المنطقة- أهمية على أهميتها، والتواجد العسكري الغربي على الضفة الأخرى من باب المندب، لا يترك مجالا للتراجع، فاليمن هي معركة اللحظة الحالية، بعد أن تمكن محور المقاومة من حسم أوضاعه في سوريا، وكسر اليد الطولى للصهاينة، بعد شرذمة قطعان المرتزقة، المدعومين أمريكيًا وخليجيًا.
ما هو مؤكد، حتى اليوم، أن السعودية والإمارات تبحثان عن قوات مرتزقة، لدعم موقفهما المتدهور في اليمن، ووكالات الأنباء حبلى في الأيام الأخيرة بأخبار الاستعانة بقوات أوغندية، ورغم نفيها من جانب الأوغنديين، إلا أنها مؤشر على الاستماتة السعودية لتحقيق أي تقدم على الأرض.
تصفية جيوب الإرهابيين في سوريا، مع إغلاق الحدود العراقية تمامًا، وعدم رغبة أي من الدول الداعمة للإرهاب في استضافتهم، وعلى رأسهم تركيا، قد تفتح الباب أمام نقل أعداد كبيرة من الإرهابيين المدربين إلى اليمن، إذا تعذر إيجاد وجهة بديلة أخرى، في ظل البحث الخليجي عن مرتزقة.
معركة اليمن التي تستمر للعام الرابع على شك أن تاخذ دورها، ضمن سلسلة معارك محور المقاومة، الذي انتصر حتى اليوم على الحلف الأمريكي السعودي، واليمنيون قادرون على كتابة أمجد صفحات الانتصار، بعد تسطير أسطورة الصمود أمام الآلة العسكرية الغربية، صناعة وإدارة، ومهما بلغت قدرة السعودي على حشد القوات، فبالتأكيد الصواريخ اليمنية لن تشبع من حصد المعتدين.
(خاص - راصد اليمن)