تطرقت صحيفة «فاينانشال تايمز» إلى تهديدات جماعة «أنصار الله» بتكثيف الهجمات الصاروخية ضد البنية التحتية النفطية داخل المملكة العربية السعودية، مشيرة إلى أن تزايد وتيرة القصف الصاروخي في الأسابيع الأخيرة يحمل نذر تحول الحرب في اليمن، إلى «صراع إقليمي أوسع».
إلى ذلك، نقلت الصحيفة البريطانية عن محمد البخيتي، وهو عضو المجلس السياسي في حركة «أنصار الله»، قوله إن «الهجمات (الصاروخية) على جيزان، لم تكن سوى بداية الرد» على عملية اغتيال رئيس «المجلس السياسي الأعلى» في اليمن، والقيادي في الحركة، صالح الصماد في غارة جوية لـ«التحالف»، الذي تقوده المملكة العربية السعودية في اليمن.
وتابع البخيتي، في حديث إلى «فاينانشال تايمز»، أن «اليمنيين لن يدعوا مقتل الصماد يمر بسهولة، وأنهم سيبذلون قصارى جهدهم للانتقام له»، مؤكداً مواصلة ضرب أراضي المملكة إلى أن تبادر الرياض إلى «وقف عدوانها بشكل كامل».
ونفى البخيتي المزاعم الأمريكية والسعودية حول قيام إيران بتزويد الحركة بصواريخ متطورة، مع تأكيده على أن حركة «أنصار الله» باتت قادرة على تصنيع الأسلحة، والصواريخ، والطائرات المسيرة، محلياً. وزاد: «لقد أضاف اليمنيون أنظمة جديدة لتصنيع الصواريخ. لذا، فإن المزيد من الصواريخ تستهدف المملكة العربية السعودية، كجزء من التصعيد».
وفي السياق ذاته، أفاد فضل الربيع، المحلل في «مركز الدراسات الاستراتيجية» (مدار) في عدن للصحيفة، بأنه «من غير المرجح أن يكون الحوثيون قادرين على تصنيع صواريخ بالستية بقدرات ذاتية»، مشيراً إلى أن حركة «أنصار الله تقوم بتهريب أجزاء الصواريخ البالستية من إيران، عن طريق البحر، ليصار إلى تجميعها من قبل خبراء إيرانيين، وعناصر من الحوثيين داخل اليمن». وأكمل الربيع قائلاً: «لا أحد ينكر أن الحوثيين يملكون صواريخ بالستية متقدمة قادرة على استهداف المملكة العربية السعودية، إلا أنه لا أحد يمكنه أن يصدق بأن الحوثيين يقومون بتصنيع مثل هذه الصواريخ».
وفي ما يخص أبعاد ومآلات تصعيد حركة «أنصار الله» ضد المملكة العربية السعودية، قال المستشار في مؤسسة «كونترول ريسكس غروب»، غراهام غريفيث، إن الهجمات الأخيرة للجماعة ضد المملكة «أثارت مخاوفاً في شأن سلامة الموظفين، والأصول، والمقدرات (العائدة للمنشآت الحكومية السعودية)، حتى وإن كانت قدرة الحوثيين على إلحاق ضرر مادي كبير، وملحوظ، بالمملكة، لا تزال محدودة نسبياً».
إلى ذلك، رجّح غريفيث أن يزداد مستوى تقدير خطورة هذه الهجمات، «في حال أصابت ضربة واحدة هدفاً حساساً» على الأراضي السعودية، مضيفاً أن «الوتيرة المتواصلة للهجمات الصاروخية تتيح للحوثيين إثبات أنهم، وعلى الرغم من مرور ثلاث سنوات على الحرب، لا يزالون قادرين على الرد في مواجهة عدو أقوى منهم بكثير».
بدوره، أفاد ريتشارد مالينسون، وهو محلل في الشؤون الجيو-سياسية في مركز «إينيرجي آسبكتس» بلندن، بأنه «لا يزال هناك عنصر خطورة واحداً يتمثل في إمكانية أن يحالف الحظ إحدى تلك الضربات» البالستية. وأردف مالينسون بالإشارة إلى أن «القضايا الجيو-سياسية تحتل مكانة أعلى على جدول أعمال سوق النفط، في الوقت الراهن»، مع عودة التوازن بين مستويات العرض، والطلب، وذلك قياساً بفترة ما بعد العام 2014، التي شهدت ارتفاع مخزونات النفط، وانخفاض الأسعار، مشدداً على أن أي مخاطر محدقة باستقرار تلك السوق، «سوف تتم متابعتها عن كثب»، في إشارة إلى التداعيات المحتملة لتصعيد حركة «أنصار الله» ضد الرياض.