تساءل «منتدى الأمن الأمريكي» (جاست سيكيورتي)، عن ما إذا كانت الولايات المتحدة طرف في الصراع بين «التحالف» بقيادة السعودية و«أنصار الله»؟
وأوضح «جاست سيكورتي» إن كثافة القتال بين الولايات المتحدة و«أنصار الله» ليست كافية، في الوقت الحاضر، لوحدها لدخول نطاق دخول «النزاع المسلح غير الدولي» وفقاً للقانون الدولي، مشيراً إلى أن تبادل النيران المباشر الوحيد، الذي تم الإعلان عنه هو ذلك الذي تم بين سفن البحرية الأمريكية و«أنصار الله» في أكتوبر من العام 2016، كان محدوداً، ويبدو أنه من غير المحتمل أن يستأنف.
ولفت المنتدى الأمريكي، إلى أنه ومع ذلك، فإن «اللجنة الدولية للصليب الأحمر»، تجادل بأن دولة ثالثة أو ائتلاف متعدد الجنسيات يدعم أحد الأطراف في نزاع مسلح غير دولي، حيث أوضحت اللجنة وفقاً للمنتدى الأمريكي، أنه «ليس من الضروري دائماً تقييم ما إذا كانت أعمال القوات المتعددة الجنسيات، بمفردها، تفي بمستوى الكثافة المطلوبة لوجود نزاع مسلح غير دولي جديد لكي تصبح أطرافًا فيه»، في إشارة واضحة إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
كما نقل «جاست سيكورتي»، عن المستشار القانوني للجنة الدولية، تريستان فيرارو، قوله إن «تقديم الطائرات لإعادة تزويد الطائرات المقاتلة بالوقود في العمليات الجوية التي تقوم بها الدولة المدعومة، كما فعلت الولايات المتحدة لصالح التحالف الذي تقوده السعودية، قد يورط الدول كدولة طرف في نزاع مسلح غير دولي سابق».
وأوضح المنتدى الأمريكي، أنه وإلى حد اللحظة، فإن عدد قليل فقط من الأفراد الأمريكيين العاملين خارج مسرح العمليات، يقدمون بعض الدعم اللوجيستي، مؤكداً على أن الولايات المتحدة لم ترسل أي قوات لدعم «التحالف»، الذي تقوده السعودية، لافتاً إلى أن ذلك كان له تأثير مباشر قليل نسبياً على قدرة «أنصار الله» العسكرية، لكنه في المقابل، رجّح أن يكون هذا الدعم كافياً ليشمل الولايات المتحدة في النزاعات المسلحة غير الدولية بين تلك الدول و«أنصار الله»، على الرغم من افتقار الولايات المتحدة إلى أي مشاركة مباشرة مهمة، خاصة إذا ما طبق معيار المستشار القانوني للجنة الدولية، بحسب قوله.
وأكد «جاست سيكورتي»، على أنه في الوقت الحالي، لا يوجد سوى القليل من المنعطفات حول الاستنتاج بأن الولايات المتحدة ليست طرفاً في النزاع المسلح غير الدولي بين دول «التحالف» بقيادة السعودية و«أنصار الله»، منوهاً إلى أنه وطالما أن الولايات المتحدة لا تستخدم القوة المباشرة ضد «أنصار الله»، فإن التزاماتها القانونية هي نفسها، سواء كانت طرفاً في هذا النزاع المسلح أو لا.
وبيّن «جاست سيكورتي» في ختام تحليله، إنه إذا كانت الولايات المتحدة ستستخدم القوة ضد «أنصار الله»، فإن الحد الأدنى من المشاركة في النزاع المسلح غير الدولي قد يكون مهماً لتشكيل التزامات الولايات المتحدة القانونية، مشيراً إلى أنه في هذه الحالة، قد يكون من المناسب أن تمضي الولايات المتحدة في العمل على افتراض أن الالتزامات القانونية التي تحضر طرفاً في النزاع تنطبق على أفعالها، حتى لو لم يتم استيفاء الحد الأدنى من الشدة إذا تم تحليل الأحداث كلٍ على حدا.