السعودية تعتقل قيادات جيش «الشرعية»: تمرّدوا على أوامرنا العسكرية

تعتقل السعودية المئات من ضباط وأفراد اللواء الخامس حرس حدود، الموالي لعبدربه منصور هادي، في سجون سرية منذ مطلع شهر يناير الماضي، بتهم «التمرّد على الأوامر العسكرية السعودية».
مصادر عسكرية وحقوقية مقرّبة من حكومة هادي، كشفت خلال الأيام الماضية، عن تعرّض المئات من ضباط وأفراد اللواء الخامس حرس حدود، لعملية تنكيل من قبل السلطات السعودية على خلفية رفضها المشاركة في الدفاع عن الأراضي السعودية في جبهات الحدود.
وعزت المصادر الإجراء السعودي، الذي أثار موجة استياء في أوساط القوات الموالية لهادي، إلى رفض منتسبي اللواء أوامر عسكرية قضت بالدفاع عن الأراضي السعودية في جيزان ونجران.
وكشف مصدر عسكري مقرّب من حكومة هادي، لـ«العربي» عن «اعتقال قيادة اللواء الخامس حرس حدود، بتهم التمرد على الأوامر العسكرية وتحريض عناصره»، لافتاً إلى أن «العميد يوسف أحمد دهباش، قائد اللواء، و36 ضابط من قيادات اللواء تعرضو للاعتقال من قبل السلطات السعودية بتهمة كسر الأوامر العسكرية لقائد القوات البرية السعودية فهد بن تركي».
وأكد المصدر «اعتقال أركان حرب اللواء الخامس، العميد المحمد شديق، ونائب رئيس العمليات العقيد، قايد الأجدع، بعد استدعائهم إلى مدينة جيزان في شهر يناير الماضي». 


مشادات كلامية 
وفيما عزا ناشطون موالون لـ«التحالف» عملية الاعتقال إلى الخلافات بين القيادات العسكرية المعتقلة مع وزير الزراعة في حكومة هادي عثمان مجلي، علم «العربي» من مصدر عسكري في المنطقة العسكرية السادسة التابعة لهادي، والتي يقودها حالياً هاشم الأحمر، أن «الاعتقال جاء على خلفية مشادات كلامية حدثت في شهر ديسمبر الماضي بين العميد يوسف هباش، قائد اللواء الخامس، واللواء تركي بن فهد». 
ووفقاً للمصدر، فقد «اتهم بن تركي خلال لقاء حضره عدد من مشائخ صعدة في محور علب العسكري، هباش، بالفشل في قيادة جبهة علب، إلا أن هباش أعاد سبب الركود في جبهات علب إلى إهمال الجبهة من الجانب السعودي وعدم تقديم الدعم المالي والعسكري لها، بالإضافة إلى مقتل 136 من منتسبي اللواء بغارات خاطئة شنها طيران التحالف».
وأضاف المصدر الذي حضر الاجتماع، أن «قائد القوات البرية السعودية بن تركي، اشتاط غضباً، وخاطب العميد هباش بتعالي قائلاً مش انت اللي بتعلمني عملي يا ورع. فرد دهباش بغضب مماثل، وقل تصاعد المشادة الكلامية بعد تدخل المشائخ الحاضرين لللقاء، وطالبوا دهباش بالاعتذار فرفض ثم اعتذر تحت الحاح المشائخ».



استقالة هباش 
على خلفية ذلك الحادث، بالإضافة إلى توصل دهباش إلى قناعة بأن الرياض تريد تحويل منتسبي اللواء الذي يقوده إلى كبش فداء للدفاع عن أراضيها بقوة السلاح، قدم استقالته في شهر يناير الماضي وغادر أراضي المملكة متجهاً نحو اليمن، فاستقال العشرات من الضباط التابعين له والأفراد وعزفوا عن القتال. 
ووفقاً لمصادر مقربة من دهباش فقد حاول قائد اللواء المعتقل الخروج من السعودية عبر منفذ الوديعة، إلا أنه تلقى اتصالاً من مسؤول عسكري رفيع طالبه بالعودة إلى الرياض، وهدد باستهدافه بغارات في الوديعة في حال إصراره على المغادرة، وبعد عودته تم اعتقاله وإخفاءه في سجون سرية.

الناشط الحقوقي محمد المسمري، كشف في حديث له عبر موقع «يوتيوب»، الجمعة الماضية، عن عجز الفريق على محسن الأحمر، عن الإفراج عن هباش ورفاقه. 
وأكد المسمري أن «هناك 36 ضابطاً معتقلون إلى جانب قائد اللواء دهباش، عدد منهم قادة كتائب في اللواء». وحول التهم التي وجهتها السلطات السعودية لدهباش ورفاقه، أشار المسمري إلى أن «التهمة التي تواجهها تلك القيادات العسكرية حالياً التعامل مع قطر ضد السعودية».
مصادر أخرى أكدت تحرّك اللواء هاشم الأحمر، الذي عين قبل منتصف شهر فبراير الماضي قائداً للمنطقة السادسة، لحل قضية اعتقال قيادات اللواء الخامس حرس حدود، إلا أنه اصطدم بتأكيد الفريق علي محسن الأحمر، عجزه وعجز الرئيس هادي عن التدخل في قضية اعتقال العميد هباش ورفاقه لدى المملكة، مشيراً إلى أن «الحل بيد الأمير فهد بن تركي».
وكان العميد دهباش قد أمهل في الرابع من أغسطس الماضي الرئيس هادي ونائبه وقيادة المنطقة السادسة 72 ساعة لإرسال لجنة لاستلام المواقع الواقعة تحت سيطرة اللواء الخامس، وسرعة نقل اللواء إلى جبهة داخلية ومالم يحصل ذلك فإنه سوف ينسحب منها، وذلك على إثر مقتل العشرات من ضباط وأفراد اللواء بغارات خاطئة، دون فتح تحقيق في الملابسات.
يشار إلى أن اللواء الخامس حرس حدود تم تشكيله في منطقة البقع بمحافظة صعدة من قرابة 3000 مقاتل من مختلف أنحاء اليمن مطلع العام 2017، وفي شهر مارس من نفس العام تم نقل اللواء الموالى لهادي إلى جبهة علب بصعدة، إلا أن اللواء وجد نفسه معني بالدفاع عن الأراضي السعودية بعد أن كلف من قيادة المنطقة السادسة بالهجوم على «أنصار الله» في علب، وفتح جبهة جديدة. 
وبعد رفض عشرات الضباط والأفراد من اللواء البقاء في جبهات علب، أوقفت الرياض رواتب منتسبي اللواء منذ مارس 2017، واشترطت تنفيذ الأوامر والمشاركة في القتال ضد «أنصار الله» في جبهات ماوراء الحدود مقابل صرفها.

(رشيد الحداد - العربي)

آخر الأخبار