هل باتت «خطة السلام» الأممية جاهزة؟

بات في إمكان المبعوث الأممي إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد الحديث عن «خطة سلام» بين من يصفهم بـ «الأطراف المتحاربة»، بعد الخرق الكبير الذي أحدثته قوات «التحالف» السعودي عبر المسلَّحين الذين درَّبتهم، في عدن، ومن بعدها في قاعدة العند الإستراتيجية التي يعتبر سقوطها مقدمة لسقوط كامل محافظات الجنوب اليمني.

ويؤشِّر كلام المبعوث الأممي إلى أنَّ السعودية باتت جاهزة للجلوس إلى طاولة المفاوضات، خصوصاً إذا ما تحقَّقت أولى أهداف «عاصفة الحزم»: عودة عبد ربه منصور هادي وحكومته إلى مدينة عدن التي فروا منها عقب سيطرة الجيش و«أنصار الله» عليها في آذار الماضي، موعد بدء حرب «التحالف» على اليمن.

ونقل المتحدث باسم الأمم المتحدة، أحمد فوزي، عن المبعوث الأممي إلى اليمن قوله إنَّه يعتقد أنَّ خطته لإنهاء الحرب المتواصلة على اليمن منذ أربعة أشهر، باتت تكتسب قبولاً متزايداً بين من وصفهم بـ«الأطراف المتحاربة»، وذلك بعدما أفشل وفد الرياض المفاوضات التي قادتها المنظمة الدولية في حزيران الماضي.

ووفقاً لفوزي، فإنَّ ولد الشيخ أحمد الذي «يشعر أنَّ خطته تكتسب المزيد والمزيد من القبول بين الأطراف. أبدت الرياض ردّ فعل إيجابياً تجاه الخطة ويبحثها حزب المؤتمر الشعبي العام بإيجابية»، التقى في القاهرة بكل من الأمين العام لـ «حزب المؤتمر» الذي يترأسه الرئيس السابق علي عبد الله صالح، والأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي الذي أبلغ المبعوث الخاص أنَّ الجامعة العربية ستدرس مراقبة وقف لإطلاق النار في اليمن.
وبعد يوم واحد على إطلاقهم هجوماً واسع النطاق استخدموا خلاله مدرعات ثقيلة زودهم بها «التحالف»، تمكَّن المسلحون الموالون لهادي من انتزاع السيطرة على قاعدة العند الجوية، من أيدي الجيش اليمني و «اللجان الشعبية» التابعة لـ «أنصار الله»، فيما أفادت مصادر المسلحين بأنَّهم تمكَّنوا من السيطرة على كامل محافظة لحج الجنوبية، ونشروا مئات المقاتلين والعسكريين في محيط القاعدة تؤازرهم الدبابات والمصفحات والعربات العسكرية المتطورة التي وفَّرها لهم «التحالف».

وعلى إثر الخرق الميداني الأخير، حيَّت وزارة الدفاع اليمنية التابعة للحكومة المستقيلة، في بيان، ما وصفته بـ «النصر» الذي حققه المسلحون، مضيفةً «نؤكد لكم عزمنا وإصرارنا ومعنا التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية على دعمكم وإسنادكم في كل جبهات النضال والمقاومة حتى استعادة الشرعية في كل الأرض اليمنية».
وواصل المسلحون تقدّمهم إذ شنّوا هجوماً على معسكر لبوزة العسكري الذي يسيطر عليه الجيش و «اللجان» على بعد عشرة كيلومترات شمال قاعدة العند، وفق ما أفادت مصادرهم العسكرية.

وأفادت هذه المصادر بأنَّ المسلحين سيطروا أيضاً على مدينة الحوطة، كبرى مدن محافظة لحج، موضحةً أنَّ «معظم المرافق الحكومية والسوق العام في مدينة الحوطة، عاصمة محافظة لحج، سقطت بأيدي مقاتلي المقاومة الجنوبية والجيش الوطني بعد مواجهات مع مسلحي الحوثي وصالح استغرقت ساعات».

في المقابل، نقلت وكالة أنباء «سبأ» عن مصدر عسكري قوله إنَّ «الجيش واللجان الشعبية نصبوا كميناً محكماً لطاقم محمل بعناصر من القاعدة ومرتزقة العدوان في منطقة صبر في محافظة لحج وتم تدميره وقتل كل من فيه».
وأوضح المصدر أنَّ «ثمانية من عناصر القاعدة ومرتزقة العدوان قتلوا وجُرح 21 آخرون ودُمرت عربتان في انفجار لغم أرضي بهما في منطقة صبر».

(«السفير»)

آخر الأخبار