أحيا مئات آلاف اليمنيين ذكرى «21 سبتمبر»، بميدان السبعين، أكبر ميادين صنعاء. وشاركت المحافظات الواقعة تحت سيطرة «أنصارالله» في إحياء الذكرى الثالثة لـ«ثورة 21 سبتمبر» بالدعوة إلى تنفيذ أهداف «ثورة 26 سبتمبر 1962»، وأهمها التحرّر من الاستبداد والاستعمار ومخلفاتهما، وإقامة نظام جمهوري عادل. لكن البارز في إحياء المناسبة هذا العام، هو المشاركة الجنوبية الفاعلة على المستوى الجماهيري كما على المستوى القيادي.
وشارك في الفعالية الثورية التي دعا إليها رئيس «اللجنة الثورية العليا»، محمد علي الحوثي، قبل شهر من موعدها، مئات الآلاف من مختلف أرجاء المحافظات الشمالية والجنوبية معاً.
مشاركة جنوبية
وكانت القضية الجنوبية حاضرة بشكل بارز في الفعالية، ليس بحضور رئيس «حكومة الإنقاذ» عبدالعزيز بن حبتور، ولا بالكلمة التي ألقتها وزيرة الدولة، رضية عبدالله، التي تنحدر من الجنوب والتي ردّدت صرخه «أنصار الله»، بل بمشاركة المئات من أبناء عدن وأبين وشبوة وحضرموت والضالع ولحج.
محافظ لحج المحسوب على «أنصار الله»، أحمد محمد جريب، أكد لـ«العربي»، أن إجمالي السيارات التي قدمت من مديريات محافظة لحج بلغت 320 سيارة وقدمت من القبيطة والصبيجة والحواشد وغيرها، ومن عدن أيضاً.
وأضاف جريب أن «الدافع للناس بالمشاركة هو تمسك بالقيادة»، مشيراً إلى أن «مشاركة أبناء الجنوب في فعالية ثورة 21 سبتمبر بصنعاء كان بإرادة ذاتية للتعبير عن رفضهم للوصاية والهيمنة والاستعمار أياً كان نوعه وشكله ومبرراته».
وكشف أن المئات من أبناء المحافظات الجنوبية الخارجة عن سيطرة «أنصار الله»، مُنعوا من الانتقال إلى صنعاء، من قبل النقاط العسكرية التابعة للقوات الموالية للإمارات وحزب «الإصلاح» في الضالع.
احتفائية جمهورية
اعتاد اليمنييون على إشعال شعلة «ثورة 26 سبتمبر» عشية ذكرى الثورة السبتمبرية الأولى، ولكن صنعاء أشعلت الشعلة الثالثة لـ«ثورة سبتمبر الجديدة» في ميدان التحرير وسط صنعاء.
وفيما اتهم الكثير من معارضي «أنصار الله» باستبدال «الثورة السبتمبرية الأولى» بـ«ثورة 21 سبتمبر»، أكد رئيس «اللجنة الثورية العليا»، محمد علي الحوثي، أن «ثورة سبتمبر 2014 لا تلغي ثورة سبتمبر 1962، وإنما هي تتويج لها وإنقاذاً لأهدافها التي سقطت في وحل الوصاية الخارجية والاستعباد».
أكبر قافلة
مصدر في اللجنة التنظيمية للفعالية، أكد لـ«العربي» أن إجمالي قوافل الإمدادات الغذائية والمادية الشعبية التي استقبلها ميدان السبعين من مختلف المحافظات، تجاوزت 12 ألف سيارة محمّلة بمعونات مختلفة مقدمة لقوات حركة «أنصار الله» وحلفائها في مختلف الجبهات، منها 5 آلاف سيارة من محافظة صعدة.
وأشار إلى أن «الشعب اليمني لم يكتف بدعم الجيش واللجان الشعبية بسخاء، بل قدمت القبائل اليمنية قوافل من الرجال المقاتلين مجهزين بالعتاد كدعم للجبهات».
ووصف المصدر قافلة الدعم المقدّمة من المشاركين في فعالية «21 سبتمبر»، بأنها «أكبر قافلة في اليمن»، مشيراً إلى أن «الدعم الشعبي الكبير المقدّم من الشعب اليمني للمقاتلين في مختلف الجبهات، يؤكد قوة وقوف الشعب اليمني إلى جانب ثورة 21 سبتمبر».
(رشيد الحداد - العربي)