أحرز الجيش اليمني و»اللجان الشعبية» تقدماً كبيراً في محافظة تعز، حين بسط السيطرة في اليومين الماضيين على عدد من المناطق المهمة مثل الوازعية وكرش، بالتزامن مع إحباط مخططات «التحالف» في منفذ الطوال الحدودي وتأكيد القوات اليمنية أن «قاهر 1» أصاب هدفه بدقة في مطار أبها الدولي
صنعاء | رغم عدم التزام قوات التحالف السعودي إعلان الأمم المتحدة التهدئة في اليمن تزامناً مع انطلاق مفاوضات «جنيف 2»، أعلن «التحالف» أول من أمس، انتهاء وقف إطلاق النار واستئناف العمليات العسكرية في اليمن، علماً أن تلك العمليات شهدت تصعيداً غير مسبوق خلال أيام المحادثات السياسية وفي الأسابيع الأخيرة.
واتهم المتحدث العسكري باسم «التحالف»، أحمد عسيري، الجيش اليمني و«أنصار الله» بعدم التزام وقف إطلاق النار والتصعيد من الهجمات الصاروخية ضد السعودية. من جهتها، هاجمت حركة «أنصار الله»، عبر المتحدث باسمها محمد عبد السلام، إعلان «التحالف». وأكد عبد السلام أن العدوان ارتكب خلال فترة وقف إطلاق النار المفترض، «العديد من جرائم الإبادة في حجة وصعدة وتعز، إضافة إلى تصعيد في مختلف الجبهات وقصف العاصمة صنعاء ومختلف المحافظات»، مضيفاً أن النظام السعودي «يبدو فاقداً لقرار الحرب والسلم، وبات الأمر في أيدي الأميركيين الذين يتحملون مسؤولية ترحيل محادثات سويسرا الأخيرة بعدما وصلت إلى مراحل لا بأس بها».
ودعا عبد السلام إلى «التوقف عن المغامرات من قبل بعض الأطراف» من دون
تسميتها، مؤكداً حق الشعب اليمني في «مواصلة الكفاح والنضال في كل المجالات
السياسية والميدانية والاعلامية دفاعاً عن الأرض والسيادة والكرامة». وكان
إعلان «التحالف» قد تضمن تهديداً بالإعداد لعمليات عسكرية «كبيرة» بهدف
«تحرير صنعاء وتعز»، إن لم ينفذ القرار 2216 من دون شروط.
وكانت الأيام الماضية قد شهدت تصعيداً صاروخياً من قبل الجيش و«اللجان
الشعبية» الذين أطلقوا صاروخاً باليستياً من نوع «قاهر 1» على مجمع الخزان
الاستراتيجي النفطي في مدينة أبها السعودية في منطقة عسير، وقد أكدت وحدة
الرصد أن الصاروخ «أصاب هدفه بدقة».
بالتزامن، شهدت الجبهات الداخلية تقدماً كبيراً للجيش و«اللجان الشعبية»،
ولا سيما جبهة تعز والجوف ومنفذ الطوال على الحدود مع جيزان. ويمكن القول
إن تعز باتت بصورة شبه كاملة تحت سيطرة الجيش و«اللجان الشعبية»، حيث نجحت
قوات الجيش و«اللجان» في استعادة السيطرة على مركز الوازعية الذي سيطرت
عليه قوات «التحالف» والمسلحين في وقت سابق، ولا يزال التقدم في الوازعية
مستمراً بوتيرة عالية، وفقاً لمصادر ميدانية.
وفي وقتٍ شن فيه طيران العدوان السعودي غارات على مدارس العمري في تعز،
وجنوب جبل حوزان مستخدماً قنابل عنقودية، أفاد المصدر بأن قتلى وجرحى وفرار
جماعي للمسلحين رُصد أمس في الجهة الشمالية لمفرق الأحيوق بعد قصف صاروخي
استهدف تجمعاتهم في الوازعية. وأضاف المصدر أنّ من بين المسلحين والمرتزقة
نقيباً أميركياً قتل إلى جانب آخرين، فيما جرح مقاتلون بينهم فرنسي كلهم
تابعون لشركة «بلاك ووتر» إثر قصف صاروخي للجيش و«اللجان الشعبية»، هو
الخامس خلال أيام قليلة على تجمعات لقوات «التحالف» في مديرية ذو باب
الساحلية. وفي الاتجاه نفسه، أكد المصدر مصرع عدد كبير من قوات «التحالف»
والمسلحين في قصف صاروخي استهدف تجمعاتهم في السلسلة الجبلية الجنوبية
الغربية لمفرق العمري، إضافةً إلى تدمير آليات بينها مدرعة بصاروخ موجه.
وفي جبهة أخرى في تعز، أكد المصدر طرد جميع المسلحين من السلسلة الجبلية
الممتدة من الكعبين إلى التباب (التلال) المطلة على الحيدين في الأقروض.
وتمكن الجيش و«اللجان الشعبية» من السيطرة على سلسلة جبال الطويلة المسيطرة
على منطقة نجد شباب ومنطقة الجريبة في كرش جنوبي تعز، كذلك جرى تأمين قرى
الصريح والحديد والعلفقي وطبين والعلوب والسحي في الشريجة وكرش في إطار
العمليات العسكرية الواسعة التي يشنها الجيش و«اللجان» حالياً. وتوقع
مراقبون أن هذه الإنجازات المتسارعة من شأنها أن تحسم الأمور في تعز بسرعة.
وفيما تعلو أصوات المؤيدين للعدوان الذين يتحدثون عن «حصار تعز»، أكدت
«جبهة تعز الإعلامية» أن 10% فقط من مساحة تعز تقع تحت وطأة المعارك وتحتاج
بالفعل للمساعدات وأن الحديث عن حصار تعز الغرض منه المزايدة فقط لا غير.
وبحسب مصدر محلي، قتلت قناصة المرتزقة أمس مواطناً في منفذ الدحي وأمطرت
قافلة المساعدات في المنفذ بوابل من النيران، وهي تستمر في عرقلة وصول
قوافل الإغاثة. وبحسب «جبهة تعز الإعلامية»، أقدم مرتزقة العدوان في مدينة
تعز على منع وصول قافلة المساعدات الإغاثية المخصصة لمديرية المظفر، حيثُ
أطلق مسلحو تلك العصابات النار وأعمال القنص في منطقة حبيل سلمان على منفذ
الدحي، ما أدى إلى عرقلة وصول القافلة إلى مستحقيها. وتقدّر الكمية بنحو
1000 كيس قمح مع ملحقاتها مخصصة لمديرية القاهرة، وهي دفعة أولى، وفي حال
عدم نهبها ستُلحق بها كميات أخرى.
وفي مأرب، استمرت المعارك والمواجهات بين الجيش و«اللجان» من جهة، وبين
المجموعات المسلحة وقوات «التحالف» بشكل متقطع. وأفاد المصدر العسكري بأن
معارك اندلعت اليوم على مقربة من مفرق الجوف على إثر محاولات لقوات الغزو
والمرتزقة التقدم نحو المفرق، مؤكداً أنه جرى التصدي لها وإحباطها من قبل
الجيش و«اللجان الشعبية» الذين في المقابل يحافظون على تمركزهم في الجوف،
سواء في الصفراء أو خب الشعف أو الحزم. وبحسب المصدر، لم تتمكن قوات الغزو
والمرتزقة بأي حال من الاستقرار والتمركز وإنشاء معسكرات ثابتة في أي مكان
في تلك المناطق داخل الجوف.