سارع «التحالف» السعودي إلى تأكيد سيطرته، يوم أمس، على مضيق باب المندب الاستراتيجي. المعلومات تفيد بأنَّ اشتباكاتٍ عنيفة تدور هناك بعد الهجوم البري والجوي والبحري على المنطقة، إلَّا أنَّ المبادرة على الأرض لا تزال للجيش اليمني و «اللجان الشعبية».
هو هجوم غير مسبوق على منطقة باب المندب التي تتبع محافظة تعز، بدأ في وقت مبكر يوم أمس، بتصعيد «التحالف» لعمليات القصف الجوي والبحري، في محاولة للسيطرة على الممرّ المائي الإستراتيجي الذي يخضع لإشراف الجيش اليمني و «اللجان الشعبية».
وحاول المسلحون وقوات الغزو البرية التقدّم من بعض مناطق الصبيحة في محافظة لحج الجنوبية، باتجاه منطقة ذباب التي تتبع محافظة تعز وتخضع لسيطرة الجيش و «اللجان»، في محاولة للاقتراب من منطقة باب المندب.
وتم تدمير سبع آليات عسكرية للمسلحين على أيدي الجيش و «اللجان» اللذين يحكمان سيطرتهما على باب المندب والمناطق المحيطة به، وذلك فضلاً عن استهداف بوارج حربية حاولت التقدّم باتجاه المضيق الاستراتيجي.
مصدر يمني أكَّد من جهته، أنَّ «الجيش واللجان الشعبية كانوا حريصين، منذ بدء العدوان على اليمن، على بقاء مضيق باب المندب آمناً من أجل سلامة الملاحة الدولية»، مضيفاً أنَّ «العدو يتحرَّك اليوم لنقل المعركة إلى تلك المنطقة لأهميتها الاستراتيجية ولأطماع العدوان فيها، وهذا سيؤثر في الملاحة الدولية، ويتحمّل تحالف العدوان المسؤولية عن أيَّ تصعيد في منطقة باب المندب».
وتعليقاً على ما تمّ تداوله عن سيطرة «التحالف» على منطقة باب المندب، قال مصدر عسكري يمني إنَّه «تم دحر الهجوم البري الذي قام به تكفيريو القاعدة من ناحية الصبيحة في لحج، برغم الغطاء الجوي الذي وفرته لهم طائرات العدوان السعودي – الأميركي»، مؤكداً أنَّ «قوات الجيش واللجان الشعبية ثابتة في نقاط تمركزها في منطقة المضيق ومحيطه».
وتقول رواية مصادر عسكرية موالية لـ «التحالف»، إنَّ المجموعات المسلحة الموالية لعبد ربه منصور هادي، سيطرت بالكامل على منطقتي ذباب وباب المندب الاستراتيجيتين، فيما تتابعان التقدم شمالاً باتجاه ميناء المخا الذي يسيطر عليه الجيش و «اللجان».
ونقلت «فرانس برس» عن قائد عسكري ميداني يدعى عبدربه المحولي، قوله: «لقد نجحنا اليوم في السيطرة على ذباب وقرية باب المندب، بعد معارك عنيفة اندلعت في أعقاب وصول تعزيزات لنا من عدن»، التي تبعد مسافة 150 كيلومتراً عن باب المندب.
وجاء التأكيد أيضاً على لسان المتحدث باسم الحكومة المستقيلة راجح بادي الذي أفاد بأنَّ «قوات التحالف والمقاومة والقوات الموالية للحكومة اليمنية شنّت عملية عسكرية كبيرة واسعة اليوم وحررت» مضيق باب المندب وجزيرة ميون بهدف تأمين هذا الممر البحري الحيوي.
ووضع المتحدث الرسمي باسم «أنصار الله» محمد عبد السلام افتعال معركة باب المندب، في سياق «تصعيد العدوان المكشوف وغير المبرّر، بهدف إثارة المجتمع الدولي حول سلامة هذا الممر الملاحي».
وفي تصريح لوكالة الأنباء اليمنية ـ «سبأ»، قال إنَّه «برغم حرصنا طوال الفترة الماضية على تجنيب باب المندب أيّ صراع عسكري لما له من تداعيات معروفة على اليمن والمنطقة والعالم، فإنّ افتعال العدو اليوم لمعركة في باب المندب ومهاجمة المواقع التابعة للجيش التي تقوم بمهام الحماية والمراقبة الأمنية هما تصعيد مكشوف وغير مبرر هدفه إثارة المجتمع الدولي حول سلامة هذا الممر الملاحي كون تلك العناصر قد وصلت إلى طريق مسدود، ولم تعد حربها على اليمن سوى انتقام».
وفي غرب البلاد، قال سكان إنَّ غارات نفذها «التحالف» أدَّت إلى تدمير جسر رئيسي يربط مدينة الحديدة المطلة على البحر الأحمر، بصنعاء، وهو ما يقطع فعلياً المواصلات بين المرفأ البحري الرئيسي في البلاد والعاصمة.
واعتبرت وسائل إعلام يمنية مؤيدة لـ «التحالف» أنَّ تدمير جسر عقد عصفرة الذي يبعد نحو 20 كيلومتراً إلى الغرب من صنعاء، يأتي في إطار جهود «التحالف» لقطع طرق الإمداد عن الجيش و «اللجان» قبل أيّ تقدّم بريّ صوب العاصمة.
وفيما قتل جنديان، أحدهما سعودي في جيزان، والآخر إماراتي «توفي متأثراً بجراح أصيب بها في اليمن في آب» الماضي، أكَّد مصدر عسكري أنَّ الجيش و «اللجان» دمَّرا 15 آلية ومدرعة تابعة لـ «التحالف»، «وأن العشرات من المرتزقة لقوا مصرعهم في مأرب» خلال الساعات الـ24 الماضية.
وأشار إلى ارتفاع حصيلة الآليات والمدرعات التي تم تدميرها في مأرب في غضون 20 يوماً، إلى 90، بالإضافة إلى مقتل العشرات من جنود «التحالف» والمسلحين.
(«السفير»)