أداة الردع المُتاحة

بعد حرب تدمير العراق بذريعة تحرير الكويت عام 1991، اعتبر وزير الدفاع الهندي آنذاك أن السبيل الوحيد لدفاع دول الجنوب عن سيادتها في مواجهة النزعة الإمبراطورية الأميركية هو امتلاك السلاح النووي. فالوظيفة الوحيدة لاتفاقية منع انتشار الأسلحة النووية من منظور القوى الغربية بقيادة الولايات المتحدة، هي حرمان دول الجنوب من قدرة الردع التي تُتيحها هذه الأسلحة للحفاظ على موازين القوى المختلّة على الصعيد الدولي، الشرط الرئيس لاستمرار الهيمنة الغربية. لو لم يحصل الاتحاد السوفياتي على السلاح النووي، لَما كانت الولايات المتحدة لتتردد في استخدامه ضده. وقد سمح توازن الرعب الذي نشأ على المستوى الدولي، نتيجةً لهذا التحول الاستراتيجي الكبير، في منع القوة العاتية الأميركية من اللجوء إلى النار النووية ضد الشعوب التي قاومتها في جنوب العالم، كشعب فيتنام مثلاً، على رغم قصفها الإجرامي بأصناف وأنواع من الأسلحة الفتّاكة، كالنابالم والفوسفور الأبيض، لمدنه وقراه.

آخر الأخبار