خاص | عن مبادرة ولد الشيخ وفتنة تولر

نشط السفير الأميركي لدى اليمن، ماثيو تولر، على خطّ توزيع الاتهامات للقوى الوطنية المناهضة للعدوان السعودي الأمريكي، زاعماً أنها تعرقل إقرار اتفاق سياسي ينهي العدوان السعودي القائم. لكن تولر، لم يوضح خلال مؤتمره الصحافي في الرياض، أن الحلّ الذي اتهم أنصار الله بعرقلته، ما هو إلا "مبادرة أُعدّت في ليل"، يُراد منها تسليم ميناء الحُديدة إلى قوى العدوان، وبالتالي حرمان الشعب اليمني من آخر منفذ لهم إلى العالم الآخر.

لكن كلام تولر، حمل إلى جانب اتهامه لأنصار الله، زعمه أن حزب الرئيس السابق، علي عبد الله صالح، أبدى موافقة ضمنية على المبادرة/الحلّ، والتي هي عبارة عن خطة قدّمها المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ بشأن الإنسحاب من الحُديدة. حاول السفير الأمريكي، نيابة عن المتحدث الجديد باسم العدوان السعودي، القول إن الصفّ الوطني المناهض للعدوان في اليمن، بدأ يتصدّع.

وفي هذا السياق، نبّهت مصادر سياسية يمنية في حديث لـ(راصد اليمن)، من خطورة تماهي أطراف محسوبة على القوى الوطنية والمناهضة للعدوان السعودي الأمريكي على اليمن، مع تحركات أمريكية تسعى إلى الحصول على دعم لتمرير مؤامرة باسم الأمم المتحدة تهدف إلى تسليم ميناء الحديدة لقوى العدوان .

وذكّرت الجميع بالتضحيات الجسام التي قُدّمت من أجل مواجهة العدوان السعودية الأمريكي، وأطماعه التي تتخطى مسألة المكاسب السياسية الضيقة في هذا الملف أو ذاك، لتصل تلك الأطماع إلى اليمن ككل بموقعه ومقدّراته وما يمثل من قيمة جغرافية وتاريخية تجعل منه محطّة استراتيجية هامة في خضم تسلسل الأحداث على الخارطة العالمية.

وردّاً على ما ورد في المؤتمر الصحافي للسفير الأمريكي، طالبت المصادر من جميع القوى الوطنية، بالتنبّه من كلام المسؤولين الأمريكيين، الذين قد يسعون لزرع بذور الفتنة والشقاق في صفوف القوى المقاومة للعدوان. وفي الوقت نفسه، طالبت هذه المصادر، الرئيس السابق علي عبدالله صالح، بتوضيح موقفه من المقترح الأمريكي الذي أُلبس زوراً غطاء الأمم المتحدة، ويجري تسويقه يومياً على لسان ولد الشيخ، ويلقى الدعم القوي من قوى العدوان، على رأسهم واشنطن والرياض.
وقالت المصادر إن الرئيس صلح مطالب بتوضيح يضع حدّ للتكهنات، وينهي التأويلات السياسية التي قد تؤدي إلى توتر داخل صفوف الفريق الواحد، مؤكدة أن مبادرة ولد الشيخ تلحظ حصراً مصالح قوى العدوان وتصب في مصلحتها، لا في مصلحة الشعب اليمني الذي يتعرّض لحرب إبادة جماعية تستخدم في السعودية جميع الأسلحة بدءً من الحاصر انتهاءً بالصواريخ والذخائر المحرّمة دولياً.

 

راصد اليمن - خاص |
 

آخر الأخبار