خاص | الصراط اليمني

يقول أحد المدافعين عن السعودية، والتي امتلأت صفحات الشبكة العنكبوتية بردّه حتى أصبح رداً معتمداً على تداول وصية الملك عبد العزيز آل سعود لورثة عرشه، بأن "عزكم في ذل اليمن وذلكم في عز اليمن"، إن الوصية فهمت على غير حقيقتها!
ويقول إن من روّجوا لذلك شياطين حرّفوا الوصية عن صحة مقصودها!
ونرى رده الذي كان منذ عدة اعوام نصا يقول (فسرت هذه الوصية بما لا يريده ولا يقصده ولا يعنيه، فالذي يقصده ويريده وتدل عليه بلفظها العربي الصحيح الفصيح والمعنى مفهوما ومنطوقا إنه إذا كان اليمن في خير فأنتم في خير، وإذا كان اليمن في شر فأنتم في شر يؤكد ذلك ويؤيده المقولة المشهورة "ما نزل بجارك حل بدارك"، وينطبق عليه ما جاء في الحديث "لا يؤمن أحدكم حتى يرى لأخيه ما يرى لنفسه"، ولقد فسّرت الوصية تفسيراً معكوساً بلا منطق .. بلا عقل.. بلا روية.. فسّرت بأمر غريب، قالوا أنه أراد إذا كانت اليمن في خير فأنتم في شر، وإذا كانت في شر فأنتم في خير... أية فكرة شيطانية اخترعت هذا التفسير، أي فكرة شيطانية التي أرادت الوقيعة بين شعبين شقيقين.. وقيعة أبدية بين شعبين لصيقين متجاورين حتى لقد ورثنا مقولة مشهورة أن اليمن هي حجرة الحرم الشريف الذي وجد مثابة للناس وأمنا. فهل ينزل الشر والدمار بحجرة الحرم الشريف؟ أي فكرة ملعونة التي حرفت الوصية إلى الضدية إن هذا لا يمكن أن يصدر من عاقل.
لا أدري كيف انطلى التفسير الشرير الخبيث على من انطلى عليهم فكان إساءة وأية إساءة.. إساءة إلى الشعبين الشقيقين وإساءة إلى الملك عبد العزيز نفسه، وإساءة إلى وارثي عرشه.. وإنها لإساءة دائمة.. فإنا لله وإنا إليه راجعون.). انتهى الاقتباس.
وبصرف النظر عن هذا الشخص وهل هو شخص حسن النية ام شخص تابع للاستخبارات السعودية وأراد التمويه على نوايا السعودية، فان الاحداث تجاوزت رده وحسمت القضية باتجاه المعنى الحقيقي للوصية، فا هي السعودية تبذل ما في وسعها لايصال اليمن الى الذل وهيهات منهم الذلة، ولا تجني عزا فهيهات منهم العزة.
اي انهم يطبقون الوصية ويصرون على اثبات صحتها، وبالفعل ثبت صحتها في شطرها الثاني المتعلق بذل ملوكهم امام عز وثبات احرار اليمن ومرابطيها.
ان حسابات الملوك سخيفة ومتهافتة، ولا نندهش عندما نعلم ان المسألة متعلقة بحسابات هيبة وحسابات عدد للسكان، وان فيصل مثلا كان شاغله هو ان مملكته تحوي سكانا اقل من سكان اليمن!!!!!
وقال الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل في المقالات اليابانية ما نصه (ربما من هنا ان السعودية كانت دائما ضد وحدة اليمن شماله وجنوبه، وقال لى أحد أخوة الملك "فهد" إن ذلك تنفيذ وصية والدهم مؤسس السعودية الملك عبد العزيز آل سعود الذى أطلق على المملكة اسم أسرته "سعود"، و كانت وصيته وهو على فراش الموت قوله لبعض ابنائه" وهم 102 بينهم 64 من الذكور" "إن عليهم أن يحاذروا من يمن موحد، فهذا خطر عليهم و على المملكة التى سوف يرثوها بعده". وقد أضاف إلى ذلك قوله لأبنائه "إن عليهم أن يذكروا دواما ان ضمان رخائهم مرهون ببؤس اليمن).
يبدو ان محمد بن سلمان الذي له "63 عما و38 عمة" هو الوحيد من ابناء السلالة الذي فهم الوصية بشكلها الحرفي وقرر ابادة اليمنيين وان يعيش من تبقى منهم في ذل وبؤس!
ولكن هل فهم ابن سلمان ان تطبيق الوصية لن يأتي بنتيجة سوى شطرها الثاني المتعلق بالذل امام عزة اليمن؟!
نعم اليمن عزيزة ما دامت متمسكة بثابت المقاومة وما دامت مؤمنة بانتصار الدم على السيف وما لا يفهمه المعتدون ولا من على شاكلة عبد ربه هادي منصور ان الدم والشهادة في الميدان او عبر الاوبئة ليست هزيمة وان مجرد التواجد على قيد الحياة وفي الفنادق وعلى نفقة المعتدين ليس نصرا.
ان المشهد اليمني الان اصبح مشهدا للفرز بين ثلاثة معسكرات بشرية، الاول هو معسكر الاحرار الرافضين للذل والثاني هو معسكر الظلم ومن اخذتهم العزة بالإثم والثالث معسكر الاشباه الذين لا يبالون بشئ ولا يحزنون لظلم او يفرحون بمقاومة والذين تراهم سكارى وما هم بسكارى وهم سائدون الان وسط الشعوب ويشكلون رقما لايستهان به في تعدادها.
نعم لم تعد القضية اليمنية ملتبسة ولم تعد تحتمل وجهات نظر، وعلى الجميع انتقاء معسكرهم.
اصبحت اليمن كالصراط تقود الى جنة الحق والشرف ومن عظمت مصيبته واختلت مروءته ساقط في الجحيم لا محالة!.

راصد اليمن - خاص | 

إيهاب شوقي - صحافي مصري

آخر الأخبار