خاص | تظاهرات 7/7: انقسام تغذيه السعودية والامارات

راصد اليمن - خاص | تنطلق اليوم الجمعة 2017-7-7، تظاهرات كبرى في المحافظات اليمنية الجنوبية وتحديدا في مدينة عدن، هذه التظاهرات وإن كانت تأتي في الذكرى الثانية والعشرين للانتصار على حركة الإنفصال التي قادها آخر رؤساء (الشطر الجنوبي لليمن قبل الوحدة عام 1990) الرئيس علي سالم البيض ضد نظام الوحدة والرئيس السابق علي عبد الله صالح وقادت إلى حرب صيف 1994  وتمكن الرئيس صالح من الانتصار فيها ودخول عدن وإعلان الانتصار في 1994-7-7 . 
إلا أنها هذه المرة تأتي بطابع مختلف تماما وكليا، في ظل انقسام جنوبي جنوبي، وجنوبي شمالي تغذيه السعودية والامارات، وقطر.  اللافتات والشعارات التي أعدت وسترفع في التظاهرات لن يكون لها علاقة بالذكرى إلا الشيء اليسير، اذ أن الطابع الغالب عليها هو الصراع الحالي بين عدد من الكيانات أفرزتها أحداث العدوان على اليمن، وصراع السعودية والامارات في هذه المحافظات، وصل في أوقات كثيرة إلى مواجهات عسكرية بين مجاميع وفصائل مسلحة تناسلت من الحراك الجنوبي الذي يطالب بالإنفصال وفك الإرتباط عن اليمن منذ 2007 بالإضافة الى جماعة الاخوان المسلمين وهي الحلقة الأضعف، ومجاميع تابعة وموالية لـ عبد ربه منصور هادي. 
السعودية وبعد أن كانت تحاول تأجيل استخدام هذا الملف ودفع الجميع إلى دعم ما تسميها شرعية هادي في كل المحافظات اليمنية، واستخدام أبناء المحافظات الجنوبية بعد أن جندت الآلاف منهم في العمليات العسكرية ضد الجيش واللجان الشعبية اليمنية (القوى العسكرية التي تواجه تحالف العدوان بقيادة السعودية)، وجدت نفسها تخرج من الجنوب اليمني بشكل متسارع لصالح الإمارات التي تتبنى الانفصال بشكل شبه علني وشكلت مجلسا انتقاليا جنوبيا يقوده عيدروس الزبيدي أحد ابرز الموالين لها، والوزير المقال من حكومة هادي هاني بن بريك، اتجهت السعودية مرغمة إلى العمل على تشكيل كيان جنوبي إنفصالي أيضا مناهض للمجلس الذي شكلته الإمارات، وبالتالي فالتظاهرات اليوم ستعلن تأييدها للأمارات وتمسكها بالمجلس لإنتقالي ورافضة لجميع قرارات هادي الأخيرة التي أطاحت بخمسة من محافظي المحافظات الجنوبية ويوالون الإمارات ، وهذا يعني أن التظاهرات بشكل علني ضد السعودية ، وكان عدد من القيادات الجنوبية اعتبرت توجه السعودية وهادي بتشكيل كيان جنوبي جديد، خطوات خطرة تدفع باتجاه المواجهة العسكرية وتوسيع من دائرة الصراع القائم أصلا .
التظاهرات التي حشد لها ما يمكن اعتباره جناح الإمارات تهدف إلى ايصال عدد من الرسائل للسعودية ولهادي بأن المجلس الانتقالي التي تدعمه الإمارات بات سلطة الأمر الواقع ويحضى بتأييد شعبي ، هذا الامر يعقد من مهام إعادة هادي واستقراره حكومته في المحافظات الجنوبية ، ويفقد السعودي ورقة وحيدة متبقية لها من العدوان على اليمن وهو تأمين انتقال هادي من الرياض واستقراره بصورة دائمة في عدن      
الشخصيات التي يتم استدعائها لهذا المؤتمر الذي تحضره   السعودية في الرياض وسينبثق عنه مجلس جنوبي مناوئ للامارات هي نفسها الشخصيات التي تعمل مع هادي وتولت عدد من الحقائب الوزارية في الحكومات السابقة والحالية ، وقيادات عسكرية  شاركت في القتال لصالح هادي والسعودية ،  والجديد أن هناك عمليات فرز بين شخصيات تقف مع السعودية وبالتالي تصطف مع هادي وأخرى تقف مع الامارات وتنحاز للزبيدي وبن بريك اللذان عادا للتو من الإمارات 
قبل هذه التحضيرات استدعت السعودية  محافظي المحافظات  الثلاث ( حضرموت وشبوة وسقطرى ) الذين تم إقالتهم  بقرارت من هادي تم رفضها واقعيا ولم يتم استقبال المحافظين الجدد الذين تم تعيينهم ومنعوا من دخول  المباني المخصصة للمحافظين ، بالطبع كان هناك ضوء أخضر من الإمارات لذهابهم ، لكن فور وصولهم  الرياض سحبت جوزات السفر منهم وأجبروا على البقاء في أحد الفنادق تحت الإقامة الجبرية  ، وهذا يعني أن التفاهمات السعودية الإمارتية بشأن تسوية الخلافات في الجنوب  لم تثمر ، وما يمكن  استنتاجه ورصده حتى الآن أن الجميع وصلوا إلى نقاط مشتركة تذهب بإتجاه الإطاحة بالاخوان وهم حلفاء هادي واستبعاد القيادات الشمالية ، وإقامة كيانين جنوبيين خاليين من الاخوان المسلمين ويدعمان استقلال الجنوب وفك الارتباط مع الشمال .  كيان مع السعودية وهادي والآخر مع الامارات ، ومن ثم الانتقال إلى خطوات جديدة ،  يتوقع الكثير أنها صدامية ،  فالدعوة إلى تشكيل مجلس سياسي جنوبي فقط لدعم هادي ومدعوم سعوديا، يوحي بذهاب السعودية إلى اللعب بأوراق جنوبية بحتة داخل الجنوب ومنافسة  الامارات في استقطاب الجنوبيين ككيان مستقل عن الشمال  بعد أن عزفت طويلا عن هذه الورقة وحاولت دفع الجميع تحت مظلة شرعية هادي ، لتحقيق جزء من أهداف عاصفة الحزم .
  فماهي تداعيات هذه الخطوة؟!  من تابع الاحداث الماضية والاشتباكات بين هذه الفصائل سيدرك تماما أن الخطوة التالية هي الصدام العسكري ، بين هذه الاجندات  ـ خاصة إذا ما تأملنا  الحرب الإعلامية بين أدوات الرياض وأبو ظبي ،  والتلويح بالحسم العسكري وفق تغريدات الوزير السلفي المقال هاني بن بريك الموالي للامارات ، وربما بين الرياض وأبوظبي مباشرة لاحقا ومن يدري ، فمثلما تفجرت الأزمة بشكل مفاجيء بين رباعية المقاطعة وقطر مع أنهم كانوا جميعاً تحت مظلة  تحالف العدوان على اليمن لايستبعد أن يفجر الصراع ولو بعد حين بين السعودية والإمارات على الأقل في اليمن .    

 

راصد اليمن - خاص | طالب الحسني

آخر الأخبار