خاص | عروش على لوحة نيشان المقاومة اليمنية

راصد اليمن - خاص | لو تم تشبيه العالم بمنزل متعدد الغرف فان هناك دوما تكون بعض الغرف مهملة وغير ذات أهمية ظاهرة رغم اهميتها الباطنة ورغم انها غرفة كغيرها من الغرف من حقها نيل الاهتمام والرعاية.
من هذه الغرف المهملة غرفة اليمن وهي من اكثر الغرف اهمية بحكم موقعها وخيراتها وطبيعة اهلها الكريمة وعقلياتها النابهة والمحرومة من اداء اسهاماتها في هذا العالم الملئ بالظلم والنفاق، والذي يهتم بالغرف التي يمكن تأجيرها لتدر عليه الربح ايا كان مصدره شرعي او غير شرعي.
ولعل اخبار اليمن تتذيل الوكالات باستثناء لحظات زودها عن نفسها ودفاعها بإطلاق صاروخ هنا او هناك، فتتسارع الأخبار وتتصدر اليمن العناوين باعتبارها اعتدت على قدس الاقداس والممول الاكبر للاعلام والمرتزقة وهي السعودية.
محرومة هي اليمن من تصدر التقارير الحقوقية وممنوع على احد مناصرتها وممنوعة على المعتدين عليها اي عقوبات!
لولا ان هذا البلد الطيب مبتلى كغيره من البلدان بداء الخيانة والارتزاق وهي صفات انسانية، لما لحق به اي اذى ولم يكن له ان يدفع هذا الثمن الباهظ والمستمر في دفعه وسيظل الى ان ينتصر.
فأهله يعرفون جيدا بمختلف اطيافهم كيف يتوحدون، ولم تكن العاصفة المزعومة والمسماة بالحزم الا ردا على توحد اهله واصطفافهم في لحظات الخطر، وباعتراف المندوب الأممي نفسه السابق جمال بن عمر والذي اذاعت شهادته صحيفة امريكية، وشهد شاهد من اهلها، عندما ذكرت هافينجتون بوست الامريكية نقلا عن مراسلها في الشؤون الخارجية، جو لوريا أن (نحو 10 أحزاب يمنية بما فيها انصار الله، كانت قريبة من التوصل الى اتفاق لتقاسم السلطة حتى أسقطت السعودية اول قنابلها على اليمن يوم 26 مارس). 
وكان بن عمر قد قال: "كان هناك اتفاق على جميع النقاط الرئيسية باستثناء دور رئاسة الجمهورية، ولكن الحملة الجوية السعودية عرقلة تلك الجهود المتقدمة".
ولفت الى انه رغم امساك جماعة انصار الله بالعاصمة والقاءها القبض على عبد ربه منصور هادي حتى هروبه إلى عدن، إلا أنها كانت لاتزال تقبل بدوره كرئيس انتقالي، وفقا لبن عمر نفسه. كما اتفقوا على سحب قواتهم من صنعاء لتحل محلها قوة أمنية من وحدة وطنية أعدت من قبل خبراء الأمم المتحدة، على أن يكون في المقابل 20% من حصة الحكومة لانصار الله.).
وايا كانت دقة المعلومات الا انها شهادة تدل على انه لم يكن هناك انقلابا وانما توافقا وطنيا، بل وحتى لو فرض ان هناك انقلاب فمن يسوغ للمملكة العدوان ودحره ناهيك عما تبعه من اصطفاف يزيل اي مبرر لتدخلات خارجية!
ولكن من نخاطب؟ هل نخاطب من امتلأت افواههم بالنفط، ام نخاطب دول بمجلس الأمن على رأسهم امريكا المشاركة بالعدوان والتي ترسل جواسيس تحت مظلة الاعمال الانسانية مثل الجاسوس "المسلم الوهابي" الذي تعلم العربية في المملكة السعودية وهو سكوت داردن، والذي فضحته صحيفة نيويورك تايمز الامريكية فكشفت في تقرير لـ آدام غولدمان وإيريك سميت عن ضلوع منسق المعونات الإنسانية في اليمن والمدير القُطري لمجموعة "التنمية عبر المحيطات"، سكوت داردن، بمهام أساسية تجسسية تحت مظلة إنسانية قبل أن تقبض عليه الأجهزة الأمنية اليمنية، بحسب الصحيفة.
وأضافت الصحيفة في تقريرها ان داردن يعمل تحت منظمة اليونسف والصليب الأحمر لكن عمله الرئيسي والسري كان يتمثل في إرسال "مواد" لقوات النخبة العسكرية الأمريكية، والترتيب مع القوات الخاصة الأمريكية، بالإضافة إلى الإشراف على "شحنات الكوماندو"، بموجب عقد سري مع البنتاغون.
ولم تنس الصحيفة كشف ضلوع سفراء كالسفير السابق في صنعاء جيرالد م. فيرستاين في عمليات التجنيد للعملاء وهو الذي أشاد بعمل "عبر المحيطات"، وإن نفى علمه بعلاقة داردن مع الجيش الأمريكي، حسب الصحيفة، ما يؤكد صحة ما ذهب إليه أنصار الله حول ضلوع فيرستاين في أنشطة غير دبلوماسية في اليمن آنذاك.
بالطبع لن نتوقع من اعلام تابع لمنظمات صهيونية مشاركة بالعدوان اي القاء للضوء على مظلومية هذا الشعب، وكيف نتوقع وقد كشفت الصحف الصهيونية ذاتها تورط "اسرائيل" في العدوان!
وعندما تقول صحيفة معاريف التي اجرت حوارا مع وزير الخارجية السعودي أن الوضع في اليمن وخطر الارهاب يتواجدان على سلم اولويات الرياض، وان النظام السعودي تلقي دعما عسكريا من "اسرائيل" في عدوانها على اليمن.
وعندما تشير الصحيفة إلى ان مصادر سعودية لم تنفِ كلام وزير خارجية البحرين، الذي قال ان "مجلس التعاون الخليجي يدرس شراء، عبر طرف ثالث، منظومة القبة الحديدية من إنتاج الكيان الصهيوني، على ضوء "التهديد الايراني".
فلا يسعنا الا ان نعلم ان مظلومية هذا الشعب المقاوم لن ترد الا عبر المقاومة وعبر تلقين العدوان السعودي الامريكي الصهيوني وتوابعه الصامتين والطامعين درسا تاريخيا سيطيح بعروشهم، والاحرى انه سيطيح بهم من فوق عروشهم بشكل مباشر الى مزابل التاريخ.

راصد اليمن - خاص | 

إيهاب شوقي - صحافي مصري

 

آخر الأخبار