الصفحة الاجنبية: السعودية تبالغ بتفاؤلها حيال ترامب

اعتبر باحثون غربيون أن الآمال السعودية بادارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب ربما ليست بمحلها، وأن القادة السعوديين ربما يبالغون بتفاؤلهم بهذا الاطار. وقال الباحثون إن خيارات واشنطن لجهة التصعيد ضد ايران تبقى محدودة، وذلك بسبب دور ايران وحلفائها بمحاربة تنظيم "داعش" الارهابي، والتي تبقى أولوية بالنسبة لترامب، وفق زعمهم.

 

في سياق آخر، نقل كاتب سعودي عن مصادر مطلعة توقعات بأن يطالب ترامب مجدداً دول الخليج بدفع المزيد من المال لاميركا مقابل الحماية التي توفرها واشنطن، وذلك عندما يجتمع ترامب بقادة دول الخليج في الرياض. وأشار صحفيون غربيون الى تقارير تفيد بان السعودية والولايات المتحدة تخططان لزعزعة الاستقرار بمنطقة بلوشستان الايرانية قرب الحدود مع باكستان.

 

الرياض تبالغ بتفاؤلها حيال ترامب

 

كتب الباحثان "Yoel Guzansky" و"Sigurd Neubauer" مقالة نشرت في مجلة "Foreign Affairs"، شددا فيها على أنه و على الرغم من التفاؤل السعودي حيال ادارة ترامب، فان السياسة الأميركية تجاه الشرق الاوسط تبقى غير واضحة.

 

وبحسب الكاتبان، فإنه "لم يتم رسم عقيدة أميركية متماسكة على صعيد الامن القومي، وأهداف واشنطن الاساسية بالمنطقة تبقى غير واضحة، ورغم نية ترامب بتمييز نفسه عن سلفه، الا أن قيامه بتحويل مسار السياسة الاميركية بما يرضي الرياض، سواء كان من خلال الضغط للاطاحة بالرئيس السوري بشار الاسد او مواجهة ايران باكثر من مجرد الكلام، يبقى موضع شك.

 

وأشار الكاتبان الى ملفات أخرى قد تتسبب بالتوتر بين واشنطن والرياض مثل حصول انفراج بالعلاقات بين اميركا وروسيا، ولفتا الى ان من شأن ذلك تقوية الرئيس الاسد وكذلك ايران.

 

 

وفيما يخص الاتفاق النووي مع ايران، قال الكاتبان انه يبدو حتى الآن بان واشنطن لا تنوي اعادة التفاوض حول الاتفاق، أو التخلي عنه. واعتبرا ان ذلك يعود جزئياً الى كون هزيمة "داعش" هي اولوية ترامب على الصعيد الاقليمي. بالتالي خلصا الى ان خيارات واشنطن محدودة لجهة مدى امكانية الضغط على طهران من دون ان تعرض حملتها ضد "داعش" للخطر.

 

كذلك نبه الكاتبان الى أن "ترامب كما سلفه أوباما، لطالما شدد على ضرورة ان تتحمل السعودية مسؤوليتها في محاربة الارهاب". وقالا ان السعوديين عموماً لم يقدموا سوى الكلام فيما يخص التصدي لما أسمياها "المنظمات الراديكالية"، حيث أشارا الى أن الرياض وفي عام 2016 على سبيل المثال أعنلت استعدادها لارسال قوات الى سوريا لمحاربة "داعش"، الا انها لم تمضي بذلك".

 

الكاتبان أشارات الى أن الرياض، ومن أجل تخفيف التوتر مع ترامب حول دعواته المتكررة لمشاركة الاعباء، تتفاوض حول صفقة شراء نظام "THAAD" المضاد للصواريخ من واشنطن والتي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات.

 

وشدد الكاتبان ايضاً على ان الاختبار الحقيقي بالنسبة للرياض يتمثل بالسياسة الاميركية حيال اليمن. ولفتا في هذا الاطار الى أن ترامب حتى الآن لم يلمح أي تغييرات كبيرة في سياسة واشنطن في هذا الملف. كما قالا ان ادارة ترامب على الارجح تفضّل "انسحاب الرياض من اليمن"، وان أفضل وسيلة لتحقيق ذلك هي من خلال عملية دبلوماسية من اجل حفظ ماء وجه السعودية.

 

اما حول القضية الفلسطينية، فاستبعد الكاتبان أن تؤدي الضغوط الاميركية على الجانب الفلسطيني الى "تعطيل" العلاقات الاميركية - السعودية، وأضافا بأن العداء المشترك حيال ايران "قرّب الاسرائيليين والسعوديين". كما لفتا الى ان كيان العدو والسعودية و"منذ فترة" يتعاونان بشكل سري في قضايا الامن والاستخبارات.  

 

الى ذلك، رأى الكاتبان أنه قد تحصل خلافات بين واشنطن والرياض بما يؤدي الى علاقة فاترة شبهية بتلك التي سادت في حقبة اوباما، وذلك خلافاً للآمال السعودية. كما قالا انه ليس واضحاً ما اذا كان نهج البيت الابيض سيتغير بحيث سيتوافق بالكامل مع الاهداف السياسية السعودية، وان التوقعات السعودية لجهة حصول تغير بالسياسة الاميركية (مقارنة مع سياسة اوباما) على الارجح هي توقعات مبالغ فيها.

 

ترامب سيجدد مطالبة دول الخليج بدفع المزيد من المستحقات مقابل الحماية الاميركية

 

الكاتب السعودي "ابراهيم الحطلاني" كتب مقالة نشرت على موقع "Al-Monitor" أشار فيها الى أن وزير الامن الداخلي الاميركي "John Kelly" ومستشار ترامب لمحاربة الارهاب "Thomas Bossert" اجتمعا بولي العهد السعودي محمد بن نايف قبل ايام و تحديداً بتاريخ السابع من ايار مايو الجاري بمدينة جدة.

 

وقال الكاتب انه وبحسب المراقبين، فان توقيت هذه الزيارة تبين مدى ثقة البيت الابيض بمحمد بن نايف ويجب ان "تذكّر الرياض بان واشنطن لا تزال بحاجة لمساعي بن نايف في مجال محاربة الارهاب". كما تطرق الكاتب الى ما اسماه خطوة استباقية "من اجل ارضاء ترامب" قبل زيارته الى السعودية، تمثلت بزيارة وزير الاسكان السعودي ماجد الحقيل الى واشنطن اوائل هذا الشهر ولقائه نظيره الاميركي "Ben Carson"، حيث بحث مشاريع استثمارية بقيمة 100 مليار دولار في الشركات الاميركية في حقل الاسكان والبنية التحتية والعقارات.

 

ونقل الكاتب عن مصدر مطلع في الامانة العامة لمجلس التعاون الخليجي اشترط عدم كشف اسمه بانه رغم "خطاب ترامب الودي" تجاه السعودية مؤخراً، فان بعض دول الخليج تعتقد ان الرئيس الاميركي سيتطرق مجدداً خلال اجتماعه مع قادة دول مجلس التعاون الى موضوع ضرورة ان تدفع دول الخليج المزيد من المال مقابل "الحماية الاميركية". كما نقل عن المصدر عينه قوله إن حكومات دول الخليج لا يمكنها سوى ان تستجيب لمطالب واشنطن بهذا الاطار ودفع المستحقات،  ذلك لان حكومات الخليج لا تزال تعتمد على "الحماية الاميركية".

 

وأشار الكاتب الى ان السعودية ارسلت الدعوات الى عدد من قادة الدول العربية والاسلامية للمشاركة بالقمم التي ستنعقد في السعودية خلال زيارة ترامب، من بينهم الرئيس التركي رجب طيب اردوغان والملك المغربي محمد السادس والعاهل الاردني عبدالله الثاني، اضافة الى رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف والرئيس العراقي فؤاد معصوم وغيرهم، لافتاً الى أن مصدرا دبلوماسيا مصريا قد صرح لاحدى الصحف قبل أيام بانه لا يتوقع مشاركة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بهذه القمم.

 

خطط أميركية سعودية لزعزعة الاستقرار في المناطق الايرانية قرب الحدود مع باكستان

 

الصحفي "Patrick Cockburn" كتب مقالة نشرتها صحيفة "الاندبندنت" قال فيها انه وبينما يعتبر العديد ان الرئيس الاميركي دونالد ترامب هو "الرجل الاخطر في العالم"، فانه سيزور السعودية الاسبوع المقبل حيث سيلتقي شخصا لا يقل عنه خطورة بكثير و هو ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

 

وتطرق الكاتب الى كلام بن سلمان "الطائفي" الاخير الذي زعم فيه ان "ايران تخطط للسيطرة على مدينة مكة المكرمة وانشاء حكمها على جميع المسلمين في العالم". الكاتب شدد على ان الموضوع لا يقتصر على محاولة بن سلمان التعبئة الدينية والقومية من أجل تأمين قاعدته والتصدي لخصومه من داخل العائلة المالكة، مشيراً الى ان جميع المغامرات الخارجية التي قام بها ولي ولي العهد السعودي لم تحقق الاهداف المرجوة.

 

وتابع الكاتب بان بن سلمان سيراهن على مساندة أميركية في المواجهة مع ايران (بعد حديثه عن أخذ الحرب الى داخل ايران). كما أضاف بان الكلام هذا بدأت تتم ترجمته الى فعل، اذ صدرت تقارير تفيد بان الولايات المتحدة والسعودية تخططان لخلق حالة تمرد معادية للنظام في ايران، وذلك في منطقة بلوشستان على الحدود الايرانية مع باكستان. لكنه اشار بالوقت نفسه الى انه جرت محاولات سابقاً لتحقيق هذه الغاية دون ان يكون لها تأثير كبير.

 (موقع العهد)

آخر الأخبار