ولد الشيخ يحاول إنعاش الهدنة.. من صنعاء

لا تزال جهود إقرار هدنة إنسانيَّة في اليمن، تصطدم بشروط الطرف الداعم للحرب، والمتمثّل في الحكومة المستقيلة التي تدعمها الرياض، في وقتٍ يواصل المبعوث الأممي اسماعيل ولد الشيخ أحمد جولته التفاوضية، في العاصمة صنعاء التي وصلها يوم أمس، بهدف بحث التهدئة والتوصل إلى حلّ للأزمة مع دخول الحرب شهرها الرابع.
وفيما تستمر الحملة الجويَّة بقيادة السعودية، قصفت مقاتلات «التحالف»، يوم أمس، سوق مثلث عاهم في محافظة حجة شمال اليمن، ما أسفر عن مقتل 30 شخصاً وإصابة العشرات.
وفي آخر تطورات الحراك الديبلوماسي، وصل إلى العاصمة اليمنية صنعاء، يوم أمس، المبعوث الأممي في مسعى جديد للتوصل إلى هدنة إنسانية خلال الأسبوعين الأخيرين من شهر رمضان، يُسمح بموجبها بإيصال المساعدات الإنسانية إلى السكان المتضررين جرَّاء الحرب، أي 80 في المئة من الشعب اليمني (21 مليون نسمة)، وفقاً لأرقام المنظمات الدوليَّة.
وقال ولد الشيخ أحمد «نحن نكثِّف جهودنا من أجل التوصّل إلى حلٍّ سلميّ دائم لهذه الأزمة التي أصبحت اليوم كارثية بالنسبة إلى الشعب اليمني»، مضيفاً، في تصريح مقتضب من مطار صنعاء، «نبحث في التوصل إلى هدنة إنسانية في أسرع وقت ممكن».
وتأتي زيارة ولد الشيخ أحمد إلى صنعاء عقب جولة خليجية زار خلالها الكويت والرياض ومسقط، والتقى فيها الرئيس، المقيم في السعودية، عبد ربه منصور هادي، وممثلين عن جماعة «أنصار الله» في سلطنة عمان.
مصادر سياسيَّة في مسقط، كانت قد أكَّدت أنَّ قوات «التحالف» طلبت ضمانات بأن الجيش و «أنصار الله» لن يستغلُّوا التهدئة لمواصلة تقدّمهم في المناطق، بينما أفادت مصادر أخرى بأنَّ مبعوث الأمم المتحدة يُجري مباحثات مع حكومة المنفى للدفع في اتّجاه وقف القتال.
وبعدما طلبت الأمم المتحدة، يوم الجمعة الماضي، من جماعات الإغاثة الاستعداد لهدنة إنسانية محتملة، قال المتحدث باسم المنظمة الدولية أحمد فوزي إنَّه «لا تزال التفاصيل غير واضحة في ما يتعلَّق بتاريخ البدء ومدة الوقف لأغراض إنسانية، لكن المبعوث الخاص يرى أنَّ هناك ما يدعو للتفاؤل بأنَّ الأطراف ستتفق خلال الأيام المقبلة».
وصرَّح المتحدث باسم «أنصار الله» محمد عبد السلام، عبر صفحته على «فايسبوك»، أنَّه التقى بولد الشيخ أحمد يوم الجمعة الماضي في مسقط لبحث التهدئة، مضيفاً أنَّ سفيري الاتحاد الأوروبي وألمانيا حضرا الاجتماع.
من جهته، أفاد عضو المجلس السياسي في الجماعة محمد البخيتي لـ «سبوتنيك» بأنَّ «المشاورات مستمرة مع مبعوث الأمم المتحدة للتوصل إلى هدنة إنسانية في اليمن قبل نهاية شهر رمضان، والاحتمالات لحدوث ذلك كبيرة».
واعتبر البخيتي أنَّ «إقرار هدنة إنسانية في اليمن تأخَّر كثيراً، بسبب تعنُّت الطرف الآخر»، مؤكداً أنَّ الجماعة «ستتعامل بإيجابية مع أيّ جهود دوليَّة وأمميَّة من شأنها إنهاء معاناة الشعب اليمني، الذي يواجه حرباً شرسة من قبل العدوان السعودي».
وشنَّ «التحالف»، يوم أمس، غارات جوية أسفرت عن مقتل 30 شخصاً خلال هجومه على سوق مثلث عاهم في محافظة حجة الشمالية، وفقاً لوكالة الأنباء اليمنية – «سبأ».
ونقلت الوكالة عن مصدر أمني في حجة قوله إنَّ «العدوان السعودي استهدف المواطنين أثناء تسوقهم وشراء احتياجاتهم من سوق عاهم».
في المقابل، شنَّ الجيش و «اللجان الشعبية» هجمات صاروخية على عدد من المواقع السعودية بما فيها مطار عسكري في مدينة نجران جنوب المملكة، رداً على العدوان السعودي على اليمن، بحسب «سبأ».
وعن الهجمات على مواقع عسكرية سعودية، قالت «سبأ» إن الجيش اليمني شن ضربات عدة على معسكر الشرفة العسكري ومطار عسكري في نجران ودبابات متمركزة شمال منطقة الخوبة في منطقة جيزان.
وأضافت أنَّ جندياً سعودياً قتل في برج للمراقبة في منطقة عليب في ظهران عسير، حيث دمرت أيضاً مدرعة، كما دمرت دبابة وأصيب عشرات الجنود في موقع المخروق في نجران عندما هوجم بنيران مدفعية وصواريخ. في هذه الأثناء، أعلن الجيش اليمني سيطرته على منطقة الضباب الاستراتيجية في محافظة تعز جنوب غرب اليمن.
ونقلت «سبأ» عن مصدر عسكري مسؤول قوله إن «الجيش واللجان الشعبية استطاعوا تأمين منطقة الضباب في محافظة تعز، بعد دحر عناصر القاعدة وميليشيات الإصلاح من التباب والمواقع التي كانوا يتمترسون فيها»، موضحاً أنَّ «العناصر الإرهابية كانت تمارس عمليات القنص والنهب ضدّ المواطنين من أبناء المنطقة».
(«السفير») 

آخر الأخبار