خاص | "المسيرة".. الفضائية التي واجهت آلة العدوان الإعلامية

(راصد اليمن – خاص / طالب الحسني)‎
 
من الأمور الملفتة أن تحتفل قناة المسيرة الفضائية بالعام الخامس على انطلاقتها بالتزامن مع الذكرى الثانية للعدوان، ما يعني أن القناة سبقت العدوان بثلاث سنوات كلها كانت في إطار الاعداد وتجهيز الطواقم وفرق العمل وبناء الكوادر .


واكبت هذه القناة منذ افتتاح البث التجريبي لها في العام 2012 احداث كثيرة في الوطن العربي وفي اليمن من بينها ما سمي الربيع العربي او احداث ما بعد 2011، وكان عليها بحسب الواقع ان تواجه مشروع المؤامرة على انصار الله وإعادة تصنيفهم كما تريد  الرياض وواشنطن، بعد ان شاركوا في  ثورة 2011 واصبحوا قوة ثورية فاعلة.


كانت هذه المؤامرة ظاهرة في المبادرة الخليجية التي استبعدتهم تماما ووزعت السلطة بين المؤتمر الشعبي العام وحلفاءه والاصلاح وشركائه، فحملت "المسيرة" كقناة اعلامية جديدة على الساحة مسؤولية انصاف قوى الثورة التي تم ازاحتها واكمال مسيرة التغيير كما اراد الشعب اليمني. عام 2013 كان بالنسبة للقناة مليئ بالاحداث التي تفوق امكانياتها، خاصة بعد ان ارادت القوى الفاسدة المتمثلة بالاخوان المسلمين وبدعم سعودي وقطري من تحويل مطالب انصار الله والقوى الثورية بإكمال الثورة واسقاط المبادرة الخليجية إلى صراع وحرب تبناهما السلفيون في بعض مناطق صعدة وتحديدا في منطقة دماج.


ووجدت قناة "المسيرة" نفسها امام عشرات القنوات الفضائية الممولة من السعودية وقطر تتزعم حملة تشوية وتحريض تحت عنوان حماية السلفيين في دماج، ومن المفارقة ان تلك الاحداث كشفت عن معسكرات للقاعدة في دماج وكتاف ومناطق في الجوف ومارب كلها تتجهز بدعم سعودي وقطري وعن طريق حزب التجمع اليمني للاصلاح للانقضاض على صعدة ومحاصرتها واسقاطها. كان على "المسيرة" الفضائية اولا ان تكشف هذه الحقائق للرأي العام وثانيا ان تواجه الاعلام المضلل الذي يحشد المزيد من المقاتلين تحت عناوين طائفية، ونجحت القناة بإمتياز في كشف هذه المؤامرة ومتابعة الانتصارات التي حققها  المواطنون الذين واجهوا  هذه القوى التكفيرية .


في منتصف العام 2013 برز إلى الواجهة  دعم سعودي قطري ايضا موجه لقوى آل الاحمر الفاسدة والنافذة في عمران لتبني دعم التكفيريين وتحشيدهم مجددا إلى صعدة ونسف جهود الوساطات القبلية التي كانت قد انهت المشكلة، ومجددا كان على "المسيرة" ان تواكب هذه المتغيرات وان تفضح هذا الدور المشبوه والمثير للفتنة بدعم ايضا من علي محسن الاحمر والاصلاح، لكن الاحداث تغيرت سريعا لمصلحة انصار الله وكان للقناة دور بارز في تاسيس هذه المعادلة، وسقط آل الاحمر في عمران وتحركت القبائل بعد ذلك لمناصرة انصار الله والوقوف معهم ، وتتابعت الاحداث إلى ان وصلت إلى الثورة في العام 2014 فواكبت "المسيرة" الحراك الشعبي والسياسي والقبلي واحداث الثورة وفضح تزييف اعلام السعودية وقطر ودواعش الاصلاح التي كانت تحاول تغيير المسار. انتصار ثورة 21 سبتمبر ضاعف من حجم المسؤولية على القناة ومساحة التغطية وكان عليها ان تغطي كل الجوانب بما في ذلك تنامي الدور القبلي والفعاليات التي كانت تقام في كل محافظة وفي كل قبيلة يمنية .


مرحلة العدوان
العدوان السعودي الأميركي كان بمثابة بداية مرحلة جديدة للقناة ومهام اكبر ومسؤولية اكبر إلى جانب بعض القنوات التي ناهضته، وكان على قناة "المسيرة" متابعة احداث العدوان أولا باول وان تغطي كافة الجوانب ابتداءا بجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الايادة مرورا بالحراك الشعبي والسياسي المناهض وصولا إلى التحشيد القبلي لمواجهة العدوان، كما كان عليها ان تواكب العمليات العسكرية للجيش اليمني واللجان الشعبية وان تستقبل مواد الاعلام الحربي لنقلها وعرضها للمشاهدين وتوزيعها للقنوات الصديقة، كان عليها أيضا ان تواجه تزييف اعلام العدوان وتضليله والحرب النفسية التي تبنتها شبكة العدوان الاعلامية الواسعة.


فريق القناة الذي توسع وتوسعت معه التغطية، تمكن من مواكبه كل جديد وتغطية كل الجوانب بما في ذلك الجوانب الانسانية والفعاليات التي كانت تقام خارج اليمن كفعاليات مناهضة للعدوان، إلى جانب ان تواكب المفاوضات التي انطلقت وان ترافق العمل السياسي، وان تلبي رغبة مشاهديها في الوطن العربي كمصدر للخبر اليمني ومشاهديها في اليمن كمصدر للاخبار العسكرية والسياسية ونقل كل الحراك الحاصل في البلاد.


توسعت "المسيرة" لتبصح شبكة اعلامية واسعة تضم قناة تلفزيونيةوصحيفةوموقع إلكتروني وبث إذاعي وخدمات متنوعة على وسائل التواصل الاجتماعي عديدة، لا تزال اليوم في هذا الطريق ولا تزال تتصدر القنوات اليمنية كمصدر للخبر ومصدر لمواكبة كافة الحراك الشعبي والسياسي والعسكري والانساني ومواجهة اعلام العدوان .
 

آخر الأخبار