"ذا ويك": ترامب يدير ظهره لضوابط أوباما في اليمن

تحت عنوان: "وعد ترامب المسحوب حيال السعودية: الرئيس ترامب قد ارتكب خطأً مألوفاً في الشرق الأوسط"، ذكّرت مجلّة "ذا ويك" الأمريكية بتصريحات الرئيس الأمريكي الجديد إبان حملته الانتخابيّة حين شن هجوماً عنيفاً على السعودية على خلفية سياساتها تجاه المرأة وبعض الفئات الاجتماعية داخل المملكة، فضلاً عن تقديمها الدعم لمنافسته في الانتخابات الرئاسية هيلاري كلينتون، على نحو دفع البعض إلى التكهّن بأن ترامب سوف يكون "متحرّراً من (المزاج التقليدي) لمؤسّسة السياسة الخارجيّة"، و"محرّراً لأميركا من النفوذ المنحرف للمملكة العربية السعوديّة"، من خلال "كسر العلاقة" بين واشنطن والرياض أو "إعادة مراجعتها" على أقل تقدير، سواء لناحية "سحق نظام البترو-دولار"، أو لناحية "تفكيك التحالف السام الذي كان يعمل على نشر التطرف السياسي السنّي على صعيد العالم". وفي هذا السياق، أوردت المجلة بعض ما جاء في افتتاحيّة أحد المواقع الالكترونية الأمريكيّة اليمينية (وورلد نت دايلي) في يناير لجهة مطالبته بـ"غزو السعودية"، وبعض خلاصات ما جاء في موقع إلكتروني آخر لناحية القول "إن السعوديين لم يرغبوا (بوصول) دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، ليس فقط بسبب بعض المناوشات على موقع تويتر"، كما حصل حين تناول ترامب في إحدى تغريداته الأمير السعودي الوليد بن طلال، و"لكن بسبب ما يسفر عنه (وصول ترامب) في وضع بعض القضايا الجيوبوليتيكيّة" على محك العلاقات الأمريكية السعودية. ومع تولي ترامب سدّة الحكم، وتكشّف سياساته شيئاً فشيئاً في الشرق الأوسط، لا سيما في اليمن، رأت المجلّة أن كل ما سبق "لم يكن صحيحاً".


وتابع تقرير المجلّة، الذي أعدّه مايكل دوغارتي، بأن وصول ترامب إلى الرئاسة، أطلق العنان للتوقعات بإجراء "بعض التعديلات إزاء حرب أمريكا الطويلة في الشرق الأوسط" خلال عهد الإدارة الجديدة، و"إنهاء المساعدة الأمريكية المخزية للمملكة العربية السعودية في حرب بغير معنى داخل اليمن"، و"تقديم مساعدات إنسانية سخيّة إلى بلد، بقي على مدى العامين الماضيين، على شفير مجاعة". 


وبحسب المجلة، فإن ترامب "وعوضاً عن ذلك، يقوم بتوسيع التدخّل والمشاركة العسكرية الأمريكية في اليمن، بطريقتين". الطريقة الأولى هي عبر قيامه "بزيادة عمليات قصف وحدات تنظيم القاعدة المشتبه بها هناك، بشكل دراماتيكي"، حيث فاق عدد ما نفذه الطيران الأمريكي من غارات داخل اليمن، على مدى أسبوع من عهد الرئيس ترامب، عدد الغارات التي نفذها سلاح الجو الأمريكي هناك، في عهد الرئيس أوباما خلال عام، فيما "تبدو الاستعدادات جارية لتنفيذ المزيد من عمليات الإنزال الجوي أيضاً". أما الطريقة الثانية، فهي عبر "تجريد إدارة ترامب نفسها، من الالتزامات التي كانت متبعة خلال عهد أوباما، حيال قضية تصدير الأسلحة إلى المملكة العربية السعودية"، وهي أسلحة يتم استخدامها أمريكياً "للتدخل في اليمن، وإطالة أمد الحرب الأهلية فيه"، الأمر الذي يبدو بوصفه "محاولة عقيمة لإعادة تأسيس حكومة أكثر قرباً من السعودية في العاصمة اليمنية". 


وسلطت المجلة الضوء على الفارق بين تعاطي كل من الإدارتين السابقة والحالية، فيما يخص الأزمة في اليمن، إذ أمكن اعتبار سياسة أوباما مرنة نوعاً ما، و"قابلة للتعديل" حيث غالباً ما كانت تأخذ المصالح السعودية في الاعتبار، وفي الوقت عينه، كانت تجد سبيلها لـ"إيصال شكواها إلى السعوديين" إزاء سلوكهم في اليمن، و"الحد من طرق مساعدة" الولايات المتحدة للرياض في الحرب هناك. أما في عهد ترامب، "فمن الواضح أن كل تلك الضوابط والالتزامات (المتوارثة) تتلاشى".


على هذا الأساس، أورد دوغارتي بعض التبريرات لانزياح ترامب عن وعوده الانتخابية، وإدراج بعض المحللين سياسة الأخير في اليمن تحت عناوين "تكتيكية"، و"بما يخدم المصالح الأمريكية"، خصوصاً فيما يتعلق بـ"بيع الأسلحة" للرياض لمنافع مالية واقتصادية بحتة، وضرب تنظيم "القاعدة"، بما ينسجم مع البرنامج الانتخابي لترامب، وتعهداته بمحاربة "أعداء أمريكا الإرهابيين". هذا، واعتبر الكاتب أننا إزاء رئيس يسير على خطى أسلافه جورج دبليو بوش، وباراك أوباما، إذ تعهّد في حملته الانتخابية بـ"عدم توريط الولايات المتحدة بحروب غبية، وعبثية"، قبل أن يبدأ بتدشين مسار من "التصعيد" بمجرد وصوله إلى الحكم.

آخر الأخبار