"قاعدة" بلا حاضنة: عنوان حروب ترامب الجديدة؟

تسعى الولايات المتحدة الأمريكية بقيادة رئيسها الجديد، دونالد ترامب، إلى خوض حروب بأساليب مختلفة مع فرع تنظيم "القاعدة" في اليمن، بعد أن أخفقت حروب السنوات الماضية في القضاء على التنظيم أو في الحد من نشاطه وتحركاته.
وقد ظهر ذلك من خلال التصعيد العسكري الأمريكي الأخير في محافظات: البيضاء، شبوة، وأبين، وسط وجنوب شرق البلاد، وذلك عبر عمليات الإنزال الجوي واستخدام المقاتلات الحربية إلى جانب الطائرات من دون طيار.


إرعاب "الحاضنة"
وبدا واضحاً أن جانباً من العمليات العسكرية الأخيرة هدف إلى إرعاب ما تعدّها الولايات المتحدة "حاضنة شعبية" للتنظيم في اليمن، حيث شنت الطائرات الحربية الأمريكية غارات عنيفة على مناطق خالية من السكان ومن عناصر التنظيم في مديرية الصومعة بمحافظة البيضاء، وفي وادي يشبم التابع لمديرية الصعيد في محافظة شبوة.
ويؤكد سكان محليون لـ"العربي" أن غارات الطيران الحربي التي استهدفت وادي يشبم في شبوة، لم تسفر عن أي خسائر مادية أو بشرية في صفوف المدنيين وفي صفوف التنظيم، كون المناطق المستهدفة خالية تماماً، على حد وصفهم.
ويرون أن الهدف من وراء هذه العمليات هو إرعاب السكان ودفعهم إلى طرد عناصر "القاعدة" من مناطقهم، حتى لا تنتقل تلك الغارات إليها، وأيضاً إحراج "القاعدة" من خلال إظهارها كمتسبب فيما قد يحل بالمواطنين، خصوصاً وأنها عللت كل انسحاباتها السابقة من مناطق سيطرتها بالحرص على حياة وممتلكات المواطنين.
ويضيفون أن أمريكا حين أرادت أن تصل إلى عناصر التنظيم في المديرية، الأسبوع قبل الماضي، فعلت ذلك دون ضجيج عبر صواريخ الطائرات المسيَّرة.


ترغيب وترهيب
وكما حرصت أمريكا على أن توصل هذه الرسالة إلى السكان في المناطق التي تتواجد فيها "القاعدة" عبر الصواريخ والقنابل الصوتية شديدة الانفجار، سعت أيضاً إلى إيصالها عبر شخصيات قبلية مؤثرة.
وبرغم أن الشيخ القبلي البارز صالح بن فريد العولقي لا يفضِّل الدخول في مواجهة مباشرة مع تنظيم "القاعدة"، كما عُرف عنه، إلا أنه وجَّه رسالة من مكان إقامته في الإمارات العربية المتحدة، إلى قبائل محافظة شبوة عموماً، وإلى قبائل مديرية الصعيد خصوصاً، طالبهم فيها بطرد عناصر التنظيم من المديرية، وحملهم مسؤولية عدم التجاوب مع الرسالة وما قد يترتب عليه.


موقف زعماء القبائل
وتؤكد مصادر في مديرية الصعيد أن شخصيات قبلية طلبت، الأسبوع الماضي، من عناصر التنظيم الموجودة في المديرية مغادرتها فوراً.
وتضيف المصادر، في تصريح إلى "العربي"، أن عدداً من عناصر تنظيم "القاعدة" المنتمين إلى المديرية، غادروها إلى مناطق بين محافظتي أبين وشبوة وإلى مناطق جبلية قرب محافظة البيضاء.
وبحسب المصادر، فقد وجهت تلك الشخصيات رسالة خاصة إلى القيادي البارز في التنظيم سعد عاطف، حذرته فيها من العودة إلى المديرية.


"أعذر من أنذر"
في هذا السياق قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن إدارة الرئيس الأمريكي الجديد تدرس تجاوز القيود القتالية لإدارة الرئيس السابق، باراك أوباما، والتي كانت تهدف إلى تجنب سقوط مدنيين في العمليات العسكرية الخاصة أو لطائرات دون طيار.
وأكدت الصحيفة أن ترامب صادق على طلب لوزارة الدفاع (البنتاجون) إعلان أجزاء من ثلاث محافظات يمنيّة "مناطق لأعمال عدائية نشطة"، في إشارة إلى محافظات البيضاء وأبين وشبوة، وهو ما يتيح اعتماد قواعد أكثر مرونة بالنسبة للعمليات العسكرية، بحسب الصحيفة.
وتحمل هذه الخطوة رسالة إلى المواطنين في مناطق تواجد "القاعدة"، مفادها: أطردوهم قبل أن تصبحوا هدفاً.


أمريكا تحمي "أهل السنة"!
ويرى محللون أن التركيز على هذه النقطة يأتي لحرمان التنظيم من استثمار مخاوف الناس الطائفية في المناطق الشافعية، أو السنية، من خلال تقديم نفسه كحام للمذهب من "التوسع الحوثي".
ويضيفون، في حديث إلى "العربي": "ولهذا سارع التنظيم إلى إصدار بيان ربط فيه بين العمليات الأمريكية الأخيرة وبين تمدد أنصار الله، كي يُظهر أن المواطنين في تلك المناطق مستهدفون أيضاً بهذه العمليات لأنهم سُنَّة وليس لوجود التنظيم في مناطقهم".

 

(العربي)

آخر الأخبار