اليمنيات في يوم المرأة العالمي: "يكفي حرب ودمار"

"في اليوم الذي نحتفل فيه بيوم المرأة العالمي، فإن المرأة اليمنية، تمر بأقسى مرحلة معاناة في حياتها، حيث لا أمن ولا سلام، تنتهك حرمتها وكرامتها وتحرم من أدنى حقوقها"، تقول انتصار العاضي، فيما ترى بلقيس أبو أصبع أن "هذه الحرب المستمرة منذ عامين جعلت من المرأة اليمنية نازحة، جعلت منها أرملة وجعلت منها معيلة للأسرة، جعلت منها إمرأة يجب أن تعمل كل شيء"، وأنها أصبحت "في كثير من الأحوال والأحيان هي المعيلة وهي من تقوم بالعمل لكي تطعم الأسرة". 
في يومها العالمي، تذكر المرأة في اليمن مباشرة مع الحديث عن المعاناة في ظل الظروف القاهرة التي تمر بها البلاد، حيث أصبحت متضرراً مباشراً وتتحمل أعباء إضافية مع الرجل في المعاناة ومواجهة ظروف الحياة الصعبة. 
وتضيف رئيسة مؤسسة "كل البنات" للتنمية، انتصار العاضي، لـ"العربي"، إن المرأة تعاني "من ظلم وقهر، هناك منهن من أزواجهن وأبناؤهن أو آباؤهن وإخوانهن قتلوا أو يقبعون في المعتقلات، ونجد عائلات بالملايين مشردة تركوا ديارهم بحثاً عن الأمان، وتزداد معاناة النساء بالفقر والحرمان من الرواتب والحصار بشتى أنواعه". 
وتشير العاضي إلى أن الفتاة أصبحت "غير قادرة على مواصلة التعليم في الوقت الذي انتشرت ظاهرة الزواج المبكر والعنف القائم على النوع الاجتماعي"، وتختم لـ"العربي": "تنادي النساء بصوت واحد: يكفي حرب ودمار... نريد السلام". 
دور الرجل
وتقول الناشطة السياسية اليمنية، رئيس مؤسسة "أوام" التنموية الثقافية، بلقيس أبو إصبع، لـ"العربي"، إنه و"بعد عامين من الحرب التي تعاني منها اليمن ومن ويلاتها، تعاني منها المرأة أيضاً حيث جعلت نازحة، جعلت منها أرملة، وجعلت منها معيلة للأسرة، جعلت منها إمرأة يجب أن تعمل كل شيء". 
وتضيف أبو أصبع أنه "ورغم كل هذا الصخب ورغم ما تعانيه النساء من إشكاليات كانت نتيجة لهذه الحرب، فإنها جعلت المرأة اليمنية تفاجئ الجميع بقدرتها على التحمل والصمود، المرأة اليمنية التي وجدناها الآن في الميدان تعمل لكي تعيل أسرتها في ظل تبدل الأدوار بين النساء والرجال، أصبحت المرأة اليمنية في كثير من الأحوال والأحيان هي التي تقوم بالعمل لكي تطعم الأسرة، ففي ظل فقدان الكثير من الرجال تبقى المرأة هي الأساس وهي الحامي لكل تلك الأسر واستطاعت إلى الآن أن تقوم بهذا الأمر بجدارة وأن يكون لها دور كبير في هذا الإطار". 
وتتابع: "نستطيع القول إن الحرب فتحت مجالاً كبيراً من المشاركة المجتمعية للمرأة اليمنية، ولكنها حجبت عنها المشاركة السياسية، فلا نجد نساء في المجال السياسي بشكل كبير، ولكن النساء في المجتمع استطعن أن يقمن بالكثير من الأدوار"، وتختم حديثها إلى "العربي" بالقول: "للمرأة اليمنية في عيدها الثامن من مارس كل المحبة وكل التوفيق وكل النجاح، وأقول إن كل ورود العالم وإن كل تهاني العالم لا تستطيع أن تفي المرأة اليمنية حقها في العام الثاني من الحرب في ظل الصمود الذي تخوضه في كل الصعاب التي تتحداها والتي استطاعت أن تتخطاها وتكافح كل يوم كي تعيش وتعيد بناء اليمن". 
ضحية القصف والخدمات
خلّفت الحرب وضعاً كارثياً وظروفاً استثنائية تأثر نتيجتها على ما يزيد عن 80% من اليمنيين وفقاً لتقديرات الأمم المتحدة، وكانت المرأة في مقدمة الضحايا والمتضررين، سواء كضحية مباشرة للقصف الجوي أو الاستهداف بمناطق المواجهات، حيث سقطت المئات إلى الآلاف من النساء بين قتيل وجريح، وهناك من تضررن بفقدان أبناء أو إخوة أو أقارب بشكل عام. 
ومن جهة أخرى، ألقت الحرب منذ ما يقرب من عامين، وما تبعها من أزمة اقتصادية وصلت بالملايين إلى حافة المجاعة، بآثارها المباشرة على المرأة، فهي من أكثر من يعاني نتيجة انقطاع بعض الخدمات كالكهرباء، وتراجع دخل الأسر والنزوح وتهدم المنازل وغيرها من الأضرار، التي جعلت المرأة من أكثر يتحمل آثار الحرب المباشرة. 
في الشوارع والأرصفة
في شوارع صنعاء، ومدن أخرى، توسع دور المرأة من ناحية عملية، حيث لجأت المرأة إلى البحث عن ما يوفر لأسرتها الحد الأدنى من متطلبات البقاء على قيد الحياة، من خلال بيع المياه المعدنية وأدوات مختلفة في الجولات والأرصفة ونقاط الازدحام، كما رفعت الحرب من أعداد المتسولين في الشوارع بأعداد كبيرة بما في ذلك النساء.

 

(صفية مهدي/العربي)

آخر الأخبار