الأطفال هم أكبر ضحايا الحرب على اليمن

حذر مسؤولون في مجالي الشحن البحري ومساعدات الإغاثة من ان الإحتياطيات الغذائية الموجودة في اليمن ستنفد خلال شهرين او أربعة أشهر، وهو ما سيقرب اليمن، الذي يشهد حربا منذ سنتين، من السقوط في براثن المجاعة.

بدورها مصادر أممية اكدت ايضا ان الحرب المفروضة على اليمن جعلت أربعة أخماس سكان البلاد بحاجة الى مساعدات، وان عدد من يحتاجون لمساعدات فورية هو نحو 7.3 مليون نسمة، بينما كشفت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، عن موت طفل يمني كل عشر دقائق بسبب الامراض وسوء التغذية.
مصادر في صناعة الشحن البحري أعلنت إن الضربات الجوية التي يشنها التحالف بقيادة السعودية على مناطق قريبة من الموانئ الحيوية في شمال اليمن التي يسيطر عليها الجيش اليمني ومقاتلي حركة انصار الله، تحول دون وصول المساعدات الإنسانية الى المناطق التي يسيطر عليها الجيش وحركة انصار الله.
هذه المصادر اكدت ان الخوف من التعرض لقصف التحالف السعودي، دفعت شركات الشحن الى ان تمتنع على نحو متزايد عن توصيل البضائع إلى ميناء “الحديدة” الذي يسيطر عليه حركة انصار الله والجيش اليمني وكذلك ميناء الصليف المجاور له على البحر الأحمر.

هذه الحقيقة، وهي امتناع السفن عن توصيل البضائع الى المناطق التي تحت سيطرة حركة انصار الله والجيش، أكدها روبرت مارديني المدير الإقليمي للشرق الأدنى والشرق الأوسط باللجنة الدولية للصليب الأحمر، بقوله إن اللجنة توقفت عن استخدام ميناء الحديدة الذي يعد من أهم البوابات التي تدخل منها البضائع إلى اليمن.
في هذا السياق كشفت صحيفة “الإندبندنت” البريطانية في تقرير لها أن عددا كبيرا من الأطفال قتلوا في اليمن نتيجة التأخير الحاصل في وصول المساعدات إلى اليمن بسبب منع التحالف السعودي لسفن المساعدات من الوصول الى ميناء الحديدة مباشرة.
صحيفة “الاندبندنت” نقلت عن “اليونسيف” قولها أن التحالف الذي تقوده السعودية، منع ثلاث شحنات تابعة للمؤسسة الخيرية البريطانية والتي تحتوي على عدد من المستلزمات الطبية من الهبوط في محافظة الحديدة حيث أجبرتهم السعودية على إعادة توجيه الشحنات وتأخير وصولهم بنسبة تصل إلى ثلاثة أشهر، والشحنات كانت تحمل مساعدات كافية لمساعدة حوالي 300 الف شخص، حيث تحتوي على عدد من المضادات الحيوية والمعدات الجراحية والأدوية لعلاج أمراض مثل الملاريا والكوليرا، وإمدادات لدعم الأطفال المصابين بسوء التغذية.
وأضافت المنظمة: “إن الشعب البريطاني تبرع بسخاء بالملايين من الجنيهات لـ “نداء ديسمبر لليمن”، حيث كان يتوقع أن المساعدات ستصل إلى المحتاجين بأسرع وقت ممكن في اليمن، بينما تم حجب شحنات الإمدادات الإنسانية ببساطة وهذا أمر لا يغتفر، ويجب على حكومة المملكة المتحدة بذل المزيد لجعل المساعدات تصل إلى اليمن بأسرع وقت”.
مصادر الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الاخرى، كلها تؤكد ان الضحية الاولى في الحرب المفروضة على الشعب اليمني منذ عامين كاملين هم اطفال اليمن ونسائه وشيوخه، ومن الصعب جدا تقبل حقيقة ان يموت طفل يمني بريء كل عشر دقائق، او ان هناك نحو 3 ملايين طفل يمني يعانون من سوء التغذية الحاد ويحتاجون الى العناية العاجلة، او ما يقارب المليون طفل يمني يعاني من سوء التغذية الحاد الوخيم، او نحو مليوني طفل يمني يعاني من سوء التغذية الحاد المتوسط، وأن سوء التغذية المزمن في اليمن لم يشهد لها العالم مثيلاً من قبل، فهذه الحقائق يجب ان تحرك الضمير الانساني من اجل العمل فورا على وقف هذه الحرب العبثية التي تقتل الطفولة والبراءة.
من حق الطفولة في اليمن على العالم وخاصة العالم الاسلامي، ان يقولا لهذه الحرب الدموية “كفى”، فضحاياها هم المسلمون، والديار التي تدمر هي ديار المسلمين، والأموال التي تنفق هي اموال المسلمين، والثروات التي تهدر هي ثروات المسلمين، والفرص التي تضيع هي فرص المسلمين، فلا مصلحة للمسلمين في هذه الحرب، ومخطىء من يعتقد ان بالأمكان تحقيق اهداف سياسية على جثث الأطفال النحيفة.
ان ارواح اطفال اليمن التي صعدت الى بارئها تشكو ظلم الأشقاء، سوف تطارد الجميع، من حرض على هذه الحرب، ومن شنها، ومن وقف مع المعتدين، ومن أيدهم بالقول، ومن برر فعلتهم، ومن اختار الصمت، و..، كل هؤلاء سيكون حكم الله والتاريخ عليهم قاسيا.

(شفقنا)

آخر الأخبار