ما فعلته السعودية باليمن.. آلاف القتلى وملايين النازحين ومليارات مهدورة

تحوّلت معظم المدن اليمنية إلى كتلة من الركام، مع دخول الحرب التي تقودها قوات التحالف العربي، بقيادة المملكة العربية السعودية على البلاد، عامها الثالث.

التدخل السعودي تحت مسمى عملية “عاصفة الحزم” ثم “إعادة الأمل” خلف وراءه آلاف الضحايا واللاجئين، وملايين النازحين، وآخرين على حافة الجوع، حسب منظمات حقوقية دولية، وسط فشل المجتمع الدولي في إيقاف الانتهاكات التي يتعرض لها الشعب اليمني.

منذ بداية الحرب في مارس 2015، قُتل ما يقرب من 10 آلاف شخص في اليمن خلال الحرب المستمرة بين الحوثيين وقوات التحالف العربي، حسب آخر إحصائية للأمم المتحدة. وقال مكتب حقوق الإنسان التابع لها، إن التحالف بقيادة السعودية مسؤول عن نحو 60% من القتلى.

وحسب منظمة “هيومن رايتس ووتش”، فإنها وثقّت مع منظمة العفو الدولية 69 ضربة جوية “غير قانونية” لقوات التحالف العربي، بعضها يرقى لمستوى “جرائم حرب”، قتلت 913 مدنياً، واستهدفت منازل وأسواق ومستشفيات ومدارس وشركات مدنية، ومساجد، بجانب 19 هجمة اُستخدمت فيها الذخائر العنقودية المحرمة دولياً، بعضها على المناطق المدنية، الأمر الذي دفع المنظمة إلى المطالبة بتعليق عضوية السعودية في مجلس حقوق الإنسان.

وقالت المنظمة، إن الغارة التي شنها التحالف بقيادة السعودية على مراسم عزاء في العاصمة اليمنية صنعاء، في 8 أكتوبر الماضي، يبدو أنها جريمة حرب، حيث أسفر الهجوم، على الأقل، عن مقتل 100 شخص وجرح أكثر من 500، بينهم أطفال.

قُتل ما يقرب من ألف طفل في اليمن، منذ مارس 2015 حتى نوفمبر 2016، حسب منظمة «اليونيسيف»، وحوالي مليون طفل يعانون من سوء التغذية الحاد، بالتزامن مع إصابة آلاف بمرض الكوليرا والحصبة.

وحسب المنظمة، فإن الجماعات المسلحة في اليمن، جنّدت 377 طفلاً بعد إطلاق عملية «عاصفة الحزم»، ودربتهم ونشرتهم في مواقع قتالية.

الحرب المستمرة منذ عامين دفعت 2.5 مليون يمني إلى النزوح من منازلهم، والانتقال إلى مناطق متفرقة من البلاد بعيداً عن الاشتباكات المسلحة، حسب تقرير للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. وارتفع الرقم إلى 3 ملايين، حسب الأمم المتحدة نهاية ديسمبر الماضي.

وحسب المفوضية، فإن عدد النازحين في تزايد مستمر وبشكل ملحوظ في المناطق المتفاقمة من الصراع مثل تعز، وحجة، وصنعاء، وعمران، وصعدة.

وتمثل هذة المحافظات مجتمعة 68% تقريباً من مجموع النازحين في اليمن.

فيما غادر البلاد 200 ألف شخص، واستقبلتهم دول مختلفة، مثل جيبوتي التي احتوت ما يقرب من 19 ألفا.

ويقبع ما بين 6 إلى 8 آلاف يمني في العاصمة المصرية القاهرة، ولم يستطعوا العودة إلى بلادهم بسبب الحرب، حسب مفوضية اللاجئين.

يُشير تقرير، نُشر أواخر العام الماضي، أعده البنك الدولي، والبنك الإسلامي للتنمية، والأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي، بعنوان «التقييم الأول للأضرار والاحتياجات»، إلى أن الصراع المسلح في اليمن تسبب في خسائر وأضرار اقتصادية بأكثر من 14 مليار دولار.

وتضمن التقرير مسحاً أجرته وزارة التعليم اليمنية يفيد أن 1671 مدرسة في 20 محافظة تعرضت لأضرار، منها 287 مدرسة تحتاج لأعمال بناء كبيرة، بينما تستغل 544 مدرسة أخرى كمراكز إيواء للنازحين، وتحتل مجموعات مسلحة 33 مدرسة أخرى، وبناء على عينة مؤلفة من 143 مدرسة فإن التكلفة التقديرية للأضرار تبلغ 269 مليون دولار.

وخسر قطاع النقل، ما يقرب من 2.5 مليار دولار، حيث تسبب الحرب، حسب تقرير لوزارة النقل اليمنية، في تدمير كلّي أو جزئي لعدد من منشآت ومرافق قطاع النقل في اليمن، شملت الموانئ البحرية، وهيئات وشركات الطيران، والنقل البرّي.

وأشار التقرير إلى أن الحرب ألحقت خسائر فادحة بالنقل الجوي، فأصيبت القطاعات التابعة للهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد، إذ تم تدمير ستة مطارات «صنعاء، عدن، الحديدة، تعز، صعدة، وعتق» بتكلفة بلغت 1.518 مليار دولار.

ذكر البنك الدولي، في تقرير، أن نسبة الفقر في اليمن قفزت إلى أكثر من 85% من السكان الذين يقدر عددهم بـ26 مليون نسمة، الأمر الذي أكده منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في نوفمبر، بقوله إن 21 مليون يمني يحتاجون إلى المساعدات، ويعاني 2 مليون شخص من سوء تغذية، موضحا أن اليمن أصبحت على حافة المجاعة.

وقال البنك الدولي، إن تسارع معدلات الفقر يعود إلى تراجع الاستثمارات العامة، وتقلص المساعدات النقدية للفقراء، وخفض علاوات الأجور، وتهاوي سعر صرف العملة المحلية، بسبب الصراع المسلح.

 

(موقع 360.media)

آخر الأخبار