صراع بين مرتزقة السعودية والإمارات: هادي يمنع بن بريك من دخول عدن

تعيش المناطق التي تسيطر عليها قوى العدوان ومرتزقتها في جنوب اليمن، حالة من التناحر على السلطة وتقاسم النفوذ والمكتسبات بين مرتزقة السعودية ومرتزقة الإمارات. وفي هذا السياق أتى قرار الرئيس الفار عبد ربه منصور هادي منع محافظ حضرموت اللواء أحمد سعيد بن بريك، من زيارة عدن، ليزيد من مؤشرات تنذر بخطر جرّ الجنوب الى اقتتال داخلي تغذيه التدخلات الإقليمية والدولية.


وفيما كان الغموض يلف الإلغاء المفاجئ لزيارة بن بريك، إلى عدن، والتي كان من المقرر أن يقوم بها يوم الأحد، 27 فبراير، أكدت مصادر مطلعة، لموقع "العربي"، أن بن بريك عاد إلى مقر إقامته في المكلا، بعد وصول موكبه فعلياً إلى مطار الريان الدولي، وصعود أفراد القوة العسكرية المكلفة بحمايته على متن طائرة عسكرية خاصة. وأضافت المصادر أن محافظ حضرموت اضطر إلى مغادرة الطائرة بشكل مفاجئ، على خلفية تلقي الطاقم الملاحي إشارة من برج مطار الريان بإلغاء الرحلة، وعدم السماح بإقلاع الطائرة نهائياً، بناء على إشارة من برج مطار عدن، الذي تلقى أوامر من مكتب الرئيس الفار وحكومته.

وأوضح مصدر عسكري رفيع في حضرموت، لموقع "العربي"، رفض الكشف عن اسمه، أن قرار المنع، الذي جاء بشكل صادم ومفاجئ، أتى بعد التشغيل الفعلي لمحركات الطائرة العسكرية التي كانت تقل المحافظ والقوة المرافقة له استعداداً للاقلاع، قبل أن يتم إبلاغ الطيار بعدم السماح له بالهبوط في أرضية مطار عدن، والتهديد بقصف الطائرة حال عدم امتثالها للأوامر من قبل ألوية حماية مطار عدن. 


ولفت المصدر إلى أن التلويح باستخدام القوة تجاه الطائرة، حال إقلاعها من مطار الريان، أثار غضب اللواء أحمد بن بريك، الذي اضطر إلى مغادرة الطائرة بمعية القوة المرافقة له، ليجري على الفور اجتماعاً طارئاً بالمسؤولين في إدارة مطار الريان، الذين أطلعوه على حيثيات قرار المنع. وبحسب المصدر، فإن قرار منع إقلاع طائرة بن بريك جاء بعد تلقي برج مطار الريان اتصالاً من مسؤولي الأمن القومي في مطار عدن، الذين استفسروا في البداية عن هوية الشخصيات على متن الطائرة بطريقة تهكمية؛ حيث تم السؤال عما إذا كانت الطائرة تقل رئيس دولة عربية قادماً إلى عدن عبر حضرموت، وعند إفادتهم بأن الطائرة تقل محافظ حضرموت، قاموا بإبلاغ المسؤولين في مطار الريان بمنع الطائرة من الإقلاع، وفق أوامر رئاسية عليا.


ووضع العديد من المراقبين خطوة الرئيس الفار هادي هذه في خانة التنافس بين مرتزقة السعودية ومرتزقة الإمارات في اليمن، وخوف الأول من تنامي شعبية الثاني. وفي هذا السياق، اعتبر رئيس مركز مسارات للاستراتيجيا والإعلام، باسم فضل الشعبي، قرار منع المحافظ من زيارة عدن "تطوراً خطيراً اتخذ تجاه شخصية بحجم محافظ حضرموت الذي يعد حليفاً استراتيجياً للإمارات". 


بدوره، عزا الصحفي، سند بايعشوت، قرار منع بن بريك من زيارة عدن إلى امتعاض الحكومة والرئاسة اليمنية من مراسيم الإستقبال الحافل لمحافظ حضرموت، الذي أعدته السلطة المحلية ممثلة في المحافظ عيدروس الزبيدي، حيث تضمنت مراسيم الإستقبال ترتيبات أمنية عالية المستوى، من خلال نشر إدارة أمن عدن لواءً عسكرياً كاملاً مدعماً بالمدرعات والآليات.
 

آخر الأخبار