إستقبال إماراتي باهت لهادي: "إشرب من البحر"؟

وصل الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، الإثنين، إلى دولة الإمارات، في زيارة غير معلنة، تستهدف "الوقوف على عمق العلاقات ومتانتها"، بحسب ما ذكرت وكالة "سبأ" التابعة لحكومة هادي. وكان في استقبال الأخير، لدى وصوله مطار أبو ظبي الدولي، رئيس جهاز الإستخبارات الإماراتي، اللواء علي محمد الشامسي، والمبعوث الإماراتي الخاص إلى اليمن، العميد علي محمد الأحبابي، وسفير الإمارات لدى اليمن، سالم بن خليفة الغفلي، فيما لم يصطحب هادي معه إلى الإمارات سوى مدير مكتبه، عبد الله المعلمي.


وتأتي هذه الزيارة بعد تدهور العلاقات بين "الشرعية" من جهة، والإمارات من جهة أخرى، وبلوغها حد المواجهة العسكرية بين القوات الموالية لهادي والمدعومة من السعودية وبين القوات المدعومة من الإمارات. وتفيد معلومات "العربي" بأن هادي كان أرسل نجله ناصر، الذي يقود ألوية الحماية الرئاسية، إلى الإمارات عشية المواجهات التي وقعت على أطراف مطار عدن الدولي وشارك فيها طيران الـ"أباتشي" الإماراتي، لكن نجل هادي عاد إلى "العاصمة المؤقتة"، عدن، بخفي حنين، بعدما لم يتمكن من لقاء أحد من القيادات الإماراتية الرفيعة.


هادي، بدوره، توجه إلى السعودية في أواسط شهر فبراير الجاري على الخلفية نفسها. وذكر مصدر في مكتبه، حينها، أن الرئيس سيلتقي، خلال الزيارة، ولي ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، وولي العهد الإمارات، محمد بن زايد، قبل أن يعلن في وقت لاحق تأجيل اللقاء الثلاثي. تأجيل رأى فيه مراقبون فشلاً دبلوماسياً لهادي في مواجهة الأزمة التي اندلعت عسكرياً في عدن، وقوضت صلاحيات الرئيس لصالح الكتائب المدعومة من الإمارات، برغم دعوته لتشكيل غرفة عمليات موحدة تديرها وزارة الداخلية. 


وتكشف مصادر، لـ"العربي"، أن زيارة هادي إلى الإمارات تهدف إلى ترميم العلاقات مع قيادتها، لاسيما بعد رفضه مقابلة وزير الخارجية الإماراتي، عبد الله بن زايد، بحسب تسريبات تحدثت عن أن الأخير وصل إلى عدن بغير علم الرئاسة، فكان رد هادي مجافاة الوزير ورفض اللقاء به. وكان لافتاً، اليوم، أن الإستقبال الإماراتي الرسمي للرئيس هادي كان باهتاً وفي أقل درجاته البروتوكولية، حيث كان في استقباله مدير جهاز الإستخبارات الإماراتية، في إشارة واضحة إلى أن الزيارة لن تؤتي أكلها، ولن يتمخض عنها مراد الرئيس في لجم القيادات العسكرية التابعة للإمارات في جنوب اليمن، وإرغامها على الانصياع لتوجيهاته، علماً أن هادي يعمل على ضم جهازي "الحزام الأمني" و"النخبة الحضرمية" - وهما أكبر قوتين فاعلتين في جنوب اليمن تخضعان لدولة الإمارات - إلى المؤسسات الأمنية والعسكرية التابعة له.


ويشبه مراقبون زيارة هادي إلى الإمارات بزيارته الأخيرة إلى السعودية، والتي عاد منها دون أن يحقق هدفه بإعادة المناطق الحيوية في مدينة عدن إلى سيطرته. وفي هذا الإطار، يرى هؤلاء أن الرئيس قد يُرغم في نهاية المطاف على الرضوخ للشروط الإماراتية، والتخلي عن القيادات "الإخوانية" في الدولة، خصوصاً أن الإمارات، التي دخلت في "التحالف العربي" كثاني أكبر قوة بعد السعودية، ومن غير علم الرئيس هادي ولا رئيس حكومته حينها، خالد بحاح، لا تكترث لزعل هادي، وتتعامل مع جنوب اليمن كمنطقة نفوذ لها، وحصة تقاسم بينها وبين السعودية.

 

(أحمد عبدالله/ موقع العربي)

آخر الأخبار