اليمن: اتفاق مبدئي ..تليه هدنة إنسانية

يبدو أنَّ الخطوة التالية لحلّ الأزمة اليمنية هي التوصل إلى «اتفاق مبدئي» بين الأطراف اليمنيين ينتج عنه هدنة إنسانية بالحد الأدنى، وفقاً للمعايير التي وضعها «جنيف اليمني»، بينما اعتبرت جماعة «أنصار الله» أن لا حلَّ حقيقياً في اليمن إلَّا بالتوافق السياسي «الذي تعمل دول العدوان على إعاقته».

بعد ثلاثة أشهر على اغتيال الصحافي اليمني البارز عبد الكريم الخيواني في صنعاء، عادت الاغتيالات لتخرق التفجيرات المتنقلة والحملة العسكرية التي يقودها «التحالف» السعودي على اليمن، لتستهدف، يوم أمس، المسؤول في «أنصار الله» ابراهيم حسن الشرفي.

وأطلق رجال كانوا يستقلون دراجة، النار على الشرفي قرب منزله في صنعاء في وقت متأخر أمس الأول، قبل أن يلوذوا بالفرار.

وبالرغم من أن أحداً لم يتبنَّ اغتيال المسؤول، إلّا أنَّ هذا الأسلوب من الهجمات يعتمده غالباً تنظيم «القاعدة» في اليمن.

وفيما تستمر المراوحة السياسية، أعلن المتحدث باسم الأمم المتحدة أحمد فوزي أنَّ المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد سيتوجه إلى الكويت اليوم، ثم يقضي أسبوعاً في الرياض قبل أن يتوجه إلى صنعاء لقضاء أسبوع آخر من المشاورات «لمناقشة مسودة وثيقة المبادئ التي وُضعت هنا في جنيف إلى أن نصل لاتفاق مبدئي».

وقال فوزي: «قبل أن يتركنا هنا في جنيف، قال إنَّ الطرفين أظهرا مؤشرات على تواصل بنَّاء فيما يتعلَّق بإمكانية التوصل إلى هدنة إنسانية، وإن هناك أرضية مشتركة بدأت تظهر ويمكن البناء عليها في سبيل وقف نهائي لإطلاق النار وانسحاب المقاتلين».

في المقابل، رحَّب رئيس «اللجنة الثورية العليا» محمد الحوثي بدعوة مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ستيفن أوبراين لوقف إطلاق النار.

ودعا الحوثي، في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية «سبأ»، الأمم المتحدة إلى اتخاذ «كل الطرق والوسائل لوقف العدوان الغاشم على الشعب اليمني، لأن هذا العدوان لا يوجد له أي مبرر أو أي مصوِّغ، وإنما مجرد نزوة ارتكبها ضد الشعب اليمني الحر الديموقراطي».

واعتبر أنَّ «مجرد الدعوة لا تكفي في حد ذاتها، خصوصاً أن ما يتعرض له الشعب اليمني من حصار من قبل دول العدوان، وعلى رأسها أميركا والسعودية، قد يؤدي إلى مجاعة إن لم يتم رفع الحصار بشكل عاجل وسريع».

ورأى الحوثي أنَّ «صمت المجتمع الدولي على جرائم العدوان الغاشم الذي يستخدم السلاح القاتل بحق الشعب اليمني، جريمة بحق الإنسانية وتسيء إلى الشعب اليمني، وعلى الأمين العام للأمم المتحدة وطاقم عمله أن يتخذوا الموقف الواضح حتى لا يكونوا متسترين على جرائم العدوان».

وأكد رئيس «اللجنة الثورية العليا» أنه لا حل حقيقياً في اليمن إلَّا بالتوافق السياسي «الذي تعمل دول العدوان على إعاقته»، لافتاً إلى أنَّ «ما حدث في جنيف من عرقلة للمكونات اليمنية من قبل دول العدوان، يؤكد عدم التزام هذه الدول بشرعية الأمم المتحدة ودورها الحيادي».

في هذه الأثناء، نقلت «فرانس برس» عن مصدر «حكومي» في عدن قوله إنَّ قوة يمنية قوامها 400 مقاتل تلقوا تدريباً على أيدي قوات «التحالف»، وصلت إلى مرفأ المدينة.

وقالت مصادر قبلية إنَّ مسلحين هاجموا نقطة تفتيش شمال صنعاء بالرشاشات وقذائف صاروخية مساء أمس الأول، ما أسفر عن مقتل عدد من الأشخاص.

كما أكَّدت مصادر قبلية في محافظة ذمار أنَّ مقاتلين موالين للحكومة هاجموا مقراً يسيطر عليه الجيش والجماعة، ما أدَّى الى مقتل خمسة أشخاص.

وقتل عشرة أشخاص في غارات شنتها مقاتلات «التحالف» على محافظة الجوف الشمالية قرب الحدود مع السعودية. كما قصفت الطائرات العاصمة صنعاء وصعدة في الشمال، فضلاً عن محافظات مأرب وشبوة والبيضاء وعدن في وسط وجنوب البلاد.

في غضون ذلك، أعلن الجيش اليمني أنَّه قصف بالصواريخ والمدفعية، فجر أمس، منطقة الخوبة في محافظة جيزان السعودية، ما أدى إلى مقتل جنود سعوديين.

 

(السفير)

آخر الأخبار