حكاية عزّ وإباء بطلتها إمرأة من صعدة

 يكاد لا يمر يوم على اليمن واليمنيين، إلا وتتجسّد فيه صوَر التضحية ومعاني الوطنية العميقة، في مواجهة آلة الحرب السعودية الغاشمة. وقد فجّرت المحاولات العدوانية السعودية لاستهداف البنك المركزي اليمني، قيَم العطاء بسخاء عند أفراد الشعب اليمني بمختلف إمكانياتهم الإقتصادية، تحدّياً للغطرسة السعودية، واستهداف أسس الاقتصاد الوطني اليمني.. فكان اليمنيون بالمرصاد.

وفي حادثة ضجّت بها أسواق صعدة، ضربت امرأة يمنية أمثولة في التحدي والإيثار. يقول شهود في أحد أسواق صعدة أن امرأة دخلت أحد محال المجوهرات وخلفها ابنها الصغير يجرّ حَمَلاً صغيراً بحبل طويل. وثد عرضت المرأة على صاحب المحل خاتماً ذهبياً علّه يشتريه منها ويسدّد له ثمنه، فيما سأل الابن أحد الموجودين في المحل إن كان بحاجة لشراء كبش صغير، وعرض عليه حَمَله الوديع.

عند هذا المشهد الذي بدا وكأن خطباً جللاً قد أصاب الأم وابنها، تدخّل أحد الزبائن سائلاً الصبي الصغير عن السبب الذي يدفعه الى بيع الكبش، فردّ الصبي بلهجته المحلية: "ايوه نبيعه عشان الوطن.. أنا يمني لازم أدفع للبنك حتى لا ينكسر ويضيع الوطن".

عمّ الذهول أرجاء المحل، فتوجّه السائل الى الأم، مستوضحاً ما إذا كان كلام ابنها صحيحاً، فقالت له بعزة وحزم:"هذا ولدي محمد الصغير وكان له 3 أخوة استشهدوا جميعاً مع والدهم دفاعاً عن الوطن".

هنا تدخل صاحب المحل، سائلاً إيّاها: وهل بعتي خاتمك لأجل الوطن؟"، أجابت: "نعم.. وهل الذهب اغلى من الرجال ودماء الرجال.. فوالله لو كان لي 20 ولداً   ولو كان لي ملايين الريالات لانفقتها للوطن جميعاً".

مرّت لحظات من الصمت الثقيل سادت أرجاء المحل، وسيطرت على الموجودين فيه نظرت الفخر والاعتزاز من عيون أثقلت جفونها الدموع. كسر صاحب المحل صمت المشهد، عارضاً على الامرأة خاتمها وفوقه ثمنه كبادرة منه ومساهمة للبنك المركزي المستهدف. لكن ردَ المرأة كان مثالياً عندما بادرت بالقول: "مَن يقدّم اولاده وزوجه فداء للوطن لا ينتظر الصدقه والرحمه إلا من الله.. خذ خاتمك واعطني المال".

غادرت المرأة وابنها محل المجوهرات، لكن طيفها بقي حاضراً، وأمثولتها في الوطنية كانت دافعاً لجميع من حضر الموقف أن يذهبوا بمسيرة راجلة الى أقرب فرع مصرفي للتبرّع للبنك المركزي اليمني، وحماينه من استهداف العدوان، تنفيذاُ لوصية قائد المسيرة السيدّ عبد الملك الحوثي.

هذه قصة واقعية واحدة لامرأة من صعدة، تختصر قصصاً كثيرة في البطولة والتضحية أبطالها نساء يمنيات قرّرن مواجهة العدوان على طريقتهن الخاصة، وفي كل المحافظات.

(راصد اليمن)

آخر الأخبار