عمليات تهجير للشماليين من عدن!

في وقتٍ عاد إطلاق الصواريخ إلى الداخل السعودي، وفق رواية «التحالف» الذي واصل خرق الهدنة عبر قصف «لواء العمالقة» في عمران، استؤنفت في الكويت، يوم أمس، المحادثات المباشرة بين طرفي النزاع اليمني، إثر جهود ديبلوماسيّة قادتها الدولة المضيفة والمبعوث الأممي اسماعيل ولد الشيخ أحمد.
وبعيداً عن مفاوضات الكويت المتعثّرة أصلاً، تعرّض المئات من مواطني المحافظات الشماليّة لعمليّات طردٍ جماعيّة من مدينة عدن الجنوبيّة، وهو ما استدعى رداً من جانب «الشرعيّة»، إذ انتقدت الحكومة اليمنيّة هذه العمليّات، فيما اعتبرها الرئيس الفار، عبد ربه منصور هادي، «مرفوضة».
وفي الرياض حيث يقيمان، ناقش رئيس الوزراء أحمد بن دغر مع هادي، مساء أمس الأول، «حادثة طرد المئات من المواطنين من أبناء المحافظات الشماليّة من عدن مساء (السبت)». ولمّح بن دغر، تلميحاً غير مباشر، إلى مسؤولية عناصر في أجهزة الأمن المعينة من قبل حكومة هادي، عمّا جرى، علماً أنَّ العديد من المنتسبين إلى هذه الأجهزة يناصرون «الحراك الجنوبي»، المطالب بالانفصال وعودة استقلال الجنوب.
وأكَّد الأمين العام لحزب «المؤتمر الشعبي العام»، عارف الزوكا، أنَّ ما يجري في عدن، وغيرها من المحافظات الجنوبيّة من عمليات ترحيل وتهجير قسري لأبناء المحافظات الشمالية يندرج في إطار مشروع يستهدف وحدة اليمن، وتمزيق نسيجه وسلمه الاجتماعي، والإضرار بقيم التعايش والتسامح التي عُرف بها اليمنيون على مر التاريخ.
وفي الكويت، أفاد متحدّث باسم الأمم المتحدة، بأنَّ ثلاث مجموعات عمل تشكّلت الأسبوع الماضي، من وفدي الرياض وصنعاء، عقدت اجتماعاً بعد ظهر أمس، سعياً لمواصلة البحث حول نقاط أساسيّة تشمل انسحاب الجيش و «اللجان الشعبيّة» من المدن التي يسيطران عليها، وتسليم الأسلحة الثقيلة، وإطلاق السجناء والمعتقلين والعمل على التوصل إلى حلّ سياسي للأزمة.
ونشر الموفد الدولي عبر حساباته الرسميّة على مواقع التواصل الاجتماعي، صورة لاجتماع مجموعات العمل، مع تعليق ورد فيه: «استمرار انعقاد جلسات مجموعات العمل الثلاث: السياسية والأمنية ولجنة الأسرى والمعتقلين».
ويأتي استئناف الاجتماعات المشتركة، غداة جهود ديبلوماسيّة بذلها وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، وسفراء الدول الداعمة للعملية التفاوضيّة، إضافة إلى المبعوث الدولي الذي حضّ الطرفين على «تقديم التنازلات لبلوغ حل سلمي شامل ومتكامل».
وعقد وزير الخارجية الكويتي اجتماعات منفصلة مع كل من «وفد الرياض» و «وفد صنعاء» لبحث تعثّر المحادثات، والدفع نحو استئناف المشاورات المباشرة.
وأكد مصدر لـ «الأناضول» أنَّ الاتّفاق على استئناف عمل اللجان الثلاث، جاء عقب اجتماع عقده المبعوث الأممي مع رئيس «وفد الرياض»، عبد الملك المخلافي، وجرى فيه الاتفاق على ضرورة تثبيت الخطوات والنقاط والأطر التي يتم الاتفاق عليها.
ووفقاً للمصدر ذاته، شدّد المخلافي على أهميّة تحديد سقف زمني للمحادثات، والتقدم في إجراءات بناء الثقة، وإطلاق المعتقلين، وتثبيت حقيقي لاتفاق وقف إطلاق النار.
وفي تطور آخر، أعلن «التحالف» أنَّ الدفاعات الجويّة السعوديّة اعترضت صاروخاً بالستياً أطلق من اليمن باتجاه جنوب المملكة.
وهي المرّة الأولى التي يُعلن «التحالف» عن إطلاق صاروخ من اليمن باتّجاه السعودية منذ الاتفاق على التهدئة الحدودية بين السعودية و «أنصار الله» بداية آذار الماضي.
وبحسب وكالة الأنباء السعودية: «أعلنت قيادة تحالف دعم الشرعية في اليمن في بيان لها (أمس) أنَّ قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي اعترضت فجر هذا اليوم صاروخاً باليستياً تم إطلاقه من الأراضي اليمنية باتجاه الأراضي السعودية وتم تدميره بدون أي أضرار». واعتبرت إطلاق الصاروخ «تصعيداً خطيراً من قبل المليشيات الحوثية وقوات المخلوع، في وقت يسعى التحالف للتعاون مع المجتمع الدولي لادامة حالة التهدئة وانجاح مشاورات الكويت». أضاف البيان أنّه «واستجابة لرغبة الحكومة اليمنيّة، فإنَّ قيادة التحالف تعلن استمرارها في الحفاظ على حالة التهدئة، وتؤكّد في الوقت نفسه احتفاظها بحقّ الردّ.. في حال تكرار مثل هذه الخروق».
إلى ذلك، شنّ طيران «التحالف»، غارة جوية استهدفت «لواء العمالقة» في عمران شمال اليمن، ما أدّى إلى مقتل 11 شخصاً، وفق ما أفادت مصادر.
(السفير، أ ف ب، رويترز، «الأناضول»)

آخر الأخبار