لماذا تطبع قوات العدوان والغزو الفوضى في عدن ؟

 شهدت عدن كبرى مدن جنوب اليمن والعديد من مدن الجنوب منذ سيطرة قوات الاحتلال والغزو لها في يوليو 2015 فوضى أمنية عارمة وانتشاراً متسارعاً لعناصر ما يسمى القاعدة وداعش.
وشهدت عدن في الأشهر التالية للغزو أكثر من 500 جريمة اغتيال وتصفيات سقط فيها أكثر من 1800 شخصاً بين قتيل وجريح، أغلبهم من القيادات الأمنية والعسكرية والقضائية والسياسية والحزبية البارزة والمواطنين الغاضبين والناشطين الأحرار بالمحافظة.
ووفق إحصاءات مستقلة، فقد تعرض أكثر من 245 شخصاً في عدن للإعدام بالرصاص من قبل العناصر التكفيرية ومليشيات ما تسمى بالمقاومة الجنوبية خلال الفترة التي أعقبت سيطرة قوات الغزو والاحتلال على عدن.
كما شهدت عدن وعدد من المحافظات في الجنوب عشرات من جرائم المنظمة شملت الاختطاف ونهب الممتلكات العامة والخاصة والتهديدات بالتصفية الجسدية واقتحام المنازل والمؤسسات الحكومية ومكاتب إعلامية وقطع طرقات وتدمير المنازل أو الاستيلاء عليها.
ونفذت تلك الجرائم عبر العديد من الوسائل منها تفجير السيارات المفخخة والعبوات الناسفة والهجمات الانتحارية بالأحزمة الناسفة والهجمات بالرصاص عبر الدرجات النارية والسياراتـ وهو ما يشير إلى أن الغزاة والمحتلين وأدواتهم التكفيرية يقفون وراء كل تلك الجرائم المنظمة.
وسيطرت القاعدة على مساحات شاسعة من محافظة حضرموت كبرى مدن جنوب اليمن من حيث المساحة، كما أعلنت عدة مدن إمارات اسلامية لدولتهم المزعومة.
ولم تؤمن قوى الغزو حتى مطار عدن ناهيك عن تأمين مدينة عدن، هل عجر الاحتلال عن تأمين مساحات صغيرة في المحافظات الجنوبية رغم إمكاناته الهائلة، أم أنه لا يريد ذلك.
ألم يسوق الاحتلال نفسه على أنه أتى لتحرير المحافظات وتقديم الأمن والرخاء لأبنائها، إذا لماذا كل هذه الفوضى والاغتيالات التي طالت حتى قيادات وأعضاء بعض تيارات الحراك الجنوبي الذين ساعدوا الاحتلال في غزو المحافظات الجنوبية.
لقد ظهرت أطماع القوى الغازية في اقتضام أجزاء الوطن كلا حسب مصلحته، فها هي الأمارات أعلنت أن هنا ستستأجر جزيرة سقطرى لمده 99 عام من رئيس لا شريعة له، كما أنها تتواجد الآن في الجزيرة من خلال ما تسميه مشاريع اعادة الاعمار في جزيرة لا يتجاوز عدد سكانها 50 الفا.
أطماع الامارات في الجزيرة ظهرت الأن لكنها ومنذ عقود تخطط للاستيلاء على هذه الجزيرة، ويدل على ذلك أن ثلث أبناء سقطرى يعيشون في الإمارات ويحملون جنسيتها، في حين منعت الإمارات بقية أبناء اليمن من دخول حتى أراضيها ولعقود من الزمن.
قد ترمم الإمارات بعض الأبنية في مدينة عدن وقد توفر الحد الأدنى من الخدمات لكنها لن تعمل أبدا على إحياء ميناء عدن ولا إنعاشه اقتصاديا، لأن معنى ذلك النهاية الحتمية لموانئ دبي.
أما بالنسبة للأطماع السعودية، فإن أطماعها في منفذ بحري على البحر العربي، لتصدير النفط بعيدا عن مضيق هرمز مكشوف منذ زمن وتحدثت عنه الصحافة الغربية غير مرة.
إذاً هذه أطماع القوى الغازية في المحافظات الجنوبية ومن خلفها أمريكا الطامحة إلى انشاء قاعدة بحرية وجوية وبرية بالقرب من باب المندب وجزيرة سقطرى انسب مكان لهذه القاعدة.
سيغرق الجنوب أكثر وأكثر في الفوضى الأمنية، وستنتشر الجماعات التكفيرية من القاعدة وداعش أكثر وأكثر في المحافظات الجنوبية، وسيمضي العدوان في العمل على تقسيم الجنوب لكي يسهل اقتضام الأماكن الاستراتيجية فيه.
إن اغتيال القيادات الأمنية والعسكرية والقضائية والسياسية والحزبية البارزة والمواطنين الغاضبين والناشطين الأحرار بمحافظة عدن وحتى قيادات الحراك الجنوبي، يعني بما لا يدع للشك أن قوى الغزو والإحتلال تريد إفراغ الجنوب من كوادره وقياداته الفاعلة.
كما يعني إغتيال قيادات الجنوب أن قوى الغزو لا تريد أن يبقى جنوب اليمن كتلة واحدة، لأن مشروعها هو التقسيم ونشر الفوضى ليسهل السيطرة والهيمنة على التراب اليمني في الجنوب وفي الشمال بنفس الأساليب والوتيرة.

(محمد الحاضري / المسيرة نت)

آخر الأخبار