صنعاء ـ صعدة | على الرغم من انحسار الغارات على العاصمة صنعاء خلال الأيام الماضية، لم ينعكس إيجاباً على الحركة العامة في ظل استمرار المواجهات في مختلف الجبهات الدائرة بين الجيش و«اللجان الشعبية» والقوات الموالية لـ«التحالف» في مديرية نهم شرق العاصمة صنعاء وفي محافظات مأرب والجوف وتعز والبيضاء، ما بدّد شعور المواطنين بوجود تهدئة فعلية بين اليمن والسعودية، تتجاوز وقف العمليات العسكرية على الشريط الحدودي، أي في جبهات جيزان ونجران وعسير، ووقف استهداف مناطق في محافظة صعدة، بالإضافة إلى وقف استهداف الطيران السعودي المدن والمناطق التي لا تشهد مواجهات عسكرية.
وكثف طيران «التحالف» غاراته على المناطق التي تدور فيها مواجهات عسكرية، بالإضافة إلى مناطق طوق العاصمة صنعاء التي تعرضت لسلسلة غارات خلال الأيام القليلة الماضية.
وعلمت «الأخبار» من مصدر مطلع أن اللقاءات بين حركة «أنصار الله» والسعودية تكررت في منطقة حدودية، في ظل تكتم شديد على نتائجها. وأوضح المصدر أن جبهات الحدود تشهد هدوءاً حذراً في ظل توقف القصف الجوّي بصورة شبه تامة خلال الأيام القليلة الماضية.
وبرغم الهدوء النسبي الذي يسود المناطق الحدودية، لا يُعوّل أهالي صعدة كثيراً على الأنباء عن تهدئة أو هدنة، فتجربتهم مع العدوان جعلتهم لا يصدّقون هذه الأخبار بسهولة. وتعيش القرى والمناطق الحدودية في محافظتي صعدة وحجة أوضاعاً إنسانية صعبة جداً، ناجمة عن الاستهداف الجوي والصاروخي المتواصلة منذ عام. وتشير إحصائيات أولية تُعدها السلطات المحلية في محافظة صعدة إلى أن المناطق الحدودية هي الأكثر تضرراً من غارات الطيران والقصف المدفعي السعودي، ووفقاً لهذه الإحصائيات فإن الخراب طاول كل المنشآت الحيوية الحكومية والخاصة، بما فيها مخيمات اللاجئين والمستشفيات والطرق والجسور، وحتى الممرات الجبلية غير المعبّدة التي كان استهدافها بهدف تقطيع أوصال المحافظة المنكوبة ومنعاً لوصول الشاحنات والسيارات إلى تلك المناطق، ما نتج منه آثار كارثية أجبرت السكان على استخدام الدواب كوسيلة نقل وحيدة لإيصال المواد الغذائية والمياه إلى المناطق السكنية.
وكانت «أنصار الله» قد حاولت يوم أمس، إنهاء الجدل الذي أثاره خبر الاتفاق مع السعودية على التهدئة. وقال رئيس المجلس السياسي في الحركة اليمنية، صالح الصماد، إن ما جرى تداوله في بعض وسائل الإعلام الموالية للعدوان، «يهدف إلى تهيئة الرأي العام لديهم لتقبّل أيّ تفاهمات قد تفضي إلى وقف العدوان من دون أن يحقق أهدافه، أو يرمي إلى تخدير الرأي العام وتخدير الشعب اليمني لتصعيد خطير في مكان ما كما عهدنا في حالات سابقة».
وأوضح الصماد أن ما جرى في الأيام الماضية على الحدود، «هو لقاء أوّلي جرى فيه تسليم أحد الأسرى السعوديين كحالة إنسانية نظراً إلى وضعه الصحي مقابل تسليم عدد من الأسرى من الجيش واللجان الشعبية»، مؤكداً أن «لقاءً كهذا يحصل في الحروب ولن يتأتى التسليم إلا بلقاء مع الطرف الآخر وتهدئة الوضع في الحدود لتهيئة أرضية مناسبة للقاء». إلى ذلك، وفي ظل تواصل مساعي المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ لعقد جولة جديدة من المفاوضات، أشارت مصادر مطلعة إلى أن ولد الشيخ سلّم مسودة أولية للجولة المقبلة من المفاوضات إلى «أنصار الله» وحزب «المؤتمر الشعبي العام».