من غزوة الدرعية الى عاصفة الحزم

(لقد ائتمنني الله على خدمة الحرمين الشريفين وأوكلني بهما!، وعلى الأصدقاء اعانتنا لحمايتهما من المخربين والثوريين والاشتراكيين والشيوعيين!)
( الإرهابي فيصل بن عبد العزيز )

نحن اليهود لسنا إلا سادة العالم ومفسديه، ومحركي الفتن فيه وجلاديه".
(الحاخام أوسكار ليفي)

تتكاثر اوجه الشبه بين نشؤ الكيانين السعودي والصهيوني ان من حيث المنهجية الفكرية والعنصرية او من حيث التاريخ الإجرامي للكيانين منذ نشؤهما .ولعل اغلب العرب والمسلمين يعرفون المخطط الذي نفذه الصهاينة لإحتلال فلسطين ويذكرون الجرائم والمذابح التي ارتكبتها عصابات الهاغاناه وشتيرن بحق الشعب الفلسطيني ولغاية اليوم ما زال هذا الكيان الغاصب يمارس طغيانه ضد هذا الشعب الأعزل بمشاركة عربية اقلها الصمت الذي اخرس المتصهينين من الحام المستعربين عن الجرائم التي لا زالت تمارس بحق هذا الشعب منذ اكثر من ستون سنة مارس الكيان الصهيوني بعصاباته ومستوطنيه من كل شتات العالم ابشع صور القهر والتعذيب بحق فلسطين وشعبها وعلى غرار ذلك خاض الكيان السعودي العديد من الحروب منذ تأسيسه فمن عهد إمارة الدرعية إلى عهد تأسيس الكيان السعودي الذي قام على نظرية الغزو والإستيطان تماما كما حصل في فلسطين حيث بدأت تلك الحروب بعد لقاء مؤسس الوهابية الشيخ محمد بن عبد الوهاب بمحمد بن سعود واقرارهما لميثاق الدرعية، وكانت أول حرب حقيقية خاضوها هي الحرب الطويلة ضد أمير الرياض دهام بن دواس ثم الحرب ضد قبيلة بني خالد التي انتهت بضم الأحساء للدولة، ثم غزو بن عفيصان للبحرين وقطر ثم الكويت، وخاض الكيان السعودي الأول حروب عديدة قبل ان يتهاوى على يد الجيش المصرى بعد الحرب السعودية العثمانية
ليتمرد بعدها تركي بن عبد الله بن محمد آل سعود على الحكم التركي مجددا اقامة الكيان السعودي للمرة الثانية و الذي ما لبث ان سقط بعد معركة المليداء ضد إمارة جبل شمرلتأتي بعدها الحقبة الثالثة لحكم بني سعود الذين خاضوا العديد من الحروب ضد إمارة جبل شمر و الدولة العثمانية وإمارة الكويت،معتمدين بشكل كبير على رجال حركة إخوان من طاع الله الذين شكلوا قوة ضاربة ساعدت عبد العزيز على السيطرة على أجزاء كبيرة من الجزيرة العربية، مما أدى إلى طرد العثمانيين من الأحساء وإسقاط إمارة جبل شمر، لتتسع مساحة الكيان من خلال الغزوات وليغيّر عبد العزيز اسمها من إمارة نجد والأحساء إلى سلطنة نجد مستكملا غزواته في تلك المرحلة ضد المملكة الحجازية الهاشمية، تلك المعركة ادت الى انتصار الكيان السعودي المدعوم بدعم كبير من إخوان من طاع الله مما أدى إلى ضم الحجاز إلى الكيان الجديد ليعلن عبد العزيز نفسه ملكا على الحجاز ونجد وملحقاتها ليخوض الكيان السعودي الوليد وبدعم بريطاني حربا طاحنة على حلفاءهم إخوان من طاع الله انتهت بسحق حلفاء التأسيس للكيان وليعلن عبد العزيز توحيد كيانه الذي غير اسمه ليصبح باءسم المملكة العربية السعودية التي دخلت منذ تأسيسها في العديد من التحالفات العسكرية كان أولها (حرب 48) وآخرها (التدخل العسكري في اليمن وسوريا)
ودون الخوض بتفاصيل اخرى عمد الكيان السعودي منذ نشؤه الى العمل على تصدير الدين الوهابي الجديد الذي اسسه محمد بن عبد الوهاب والذي ينحدر من اصول يهودية وفقا لعدة مراجع تاريخية مثبتة تقول ان سليمان جد محمد بن عبد الوهاب ينحدر من اسرة يهودية من يهود الدونمة بتركيا والتي اندست في الاسلام بهدف الاساءة اليه...اما اسمه الحقيقي فهو "شلومان وقد خرج م بلدة "بورصة" بتركيا وكان اسمه "شلومان قرقوزي" وكلمة قرقوزي بالتركي تعني البطيخ،اذ كان تاجرا للبطيخ معروفا بهذه البلدة "بورصة". غير انه غير اسمه الى "سليمان" وقرر المتاجرة في الدين طرد من الشام بعد ضربه ومن مصر وعدة اماكن الى ان استقر به المقام في نجد ليستقر في بلدة اسمها "العيينة" وجد فيها مرتعا خصبا لنشر شعوذته والمتاجرة بالدين.
مدعيا أنه من سلالة "ربيعة وأنه سافر به والده صغيرا الى بلاد المغرب العربي.وهناك في العيينة أنجب ابنه الذي سماه عبد الوهاب بن سليمان الذي انجب بدوره أولادا كان أحدهم هو محمد بن عبد لوهاب الذي اسس الوهابية وبدأ يمارس شعوذاته مما دفع حاكم العيينة عثمان بن معمر(آنذاك)لوضعه تحت المراقبة الشديدة ومع ذلك افلت وسافر الى المليبيد ـ وغصيّبه قرب ـ العارض ـ المسماة بالرياض الآن والتي سميّت ب"الدرعية" نسبة إلى الدرع المزعوم، تيمنا بهزيمة النبي العربي. وهناك التقى محمد بن سعود، الذي يعود بنسبه الى مردخاي بن ابراهام بن موشي وهو جد بني سعود (تاريخ ال سعود) حينها وضع الطرفان اتفاقية شراكة لنشؤ الكيان السعودي الذي لم يكن له منذ نشؤه مهمات سوى التآمر وخدمة شركاءه في الكيان الصهيوني وكان بينهما الإتفاق التالي :
الطرف الأول:محمد بن سعود:1 -
ان يكون (لأمير المؤمنين) محمد بن سعود وذريته من بعده السلطة الزمنية ،اي الحكم.
الطرف الثاني:محمد بن عبد الوهاب:2 -
ان يكون( للامام )محمد بن عبد الوهاب،وذريته من بعده،السلطة الدينية،أي الافتاء بتكفير وقتل كل من لا يسير للقتال معنا ولا يدفع ما لديه من مال وقتل كافة الرافضين لدعوتنا والاستيلاء على اموالهم...وهكذا تمت الصفقة وبدأت المشاركة.فسمي الطرف الأول باسم "امام المسلمين" وسمي الطرف الثاني باسم "امام الدعوة"!
لقد كانت بداية أعمالهما الاجرامية ارسال شخص مرتزق الى حاكم الرياض (قرية "العارض" آنذاك) وهو "دهام بن دواس" لاغتياله فتم ذلك وبه استولوا على العارض؛ثم أرسل وا بعض المرتزقة ومنهم حمد بن راشد وابراهيم بن زيد الى عثمان بن معمر حاكم العيينة فاغتالوه هو ايضا اثناء ادائه لصلاة الجمعة !!وبهذا الصدد يمكن الرجوع الى كتاب "تاريخ نجد"،أصدره آل سعود وآل الشيخ (في ص97) اذ يقول محمد بن عبد الوهاب :(ان عثمان بن معمر مشرك كافر فلما تحقق أهل الاسلام من ذلك تعاهدوا على قتله بعد انتهائه من صلاة الجمعة وقتلناه وهو في مصلاه بالمسجد في رجب 1163 للهجرة . وبعد هذه اللمحة الموجزة عن الكيان السعودي وتاريخ بني سعود منذ تأسيسه وحتى اليومدأب على تزوير المفاهيم وتشويه الاسلام وبث الفتن من خلال قيامه بحملات دعوية لحركتهم الوهابية متخذين التزوير وسيلة لهم من خلال الغزو الثقافي وتزوير اغلب الأحاديث وتقوية الفكر التكفيري الذي ظهر في السنوات الأخيرة تحت مسمى( الربيع العربي) ليتخذ لاحقا طريقة عصابات الهاغاناه وشتيرن خلال احتلال فلسطين ضمن منهجية ارهابية واحدة متطورة .ولا نقول هذا الكلام تحليلا او تشويها فقد ذكرتصحيفة الحياة بتاريخ 16-10-2014 بأن ستون بالمئة من الذين نفذو عمليات انتحارية من داعش والقاعدة في العراق هم سعوديون فيما يشير موقع فوكاتيف الأمريكي في دراسة له نشرها في 16 شباط من العام الحالي ان داعش «Insight». نفذ 25 عملية انتحارية في اليمن اغلبيتهم من التابعية السعودية اما مجلة
الإلكترونية الصادرة عن معهد دراسات الأمن القومي الصهيوني فقد نشرت في عددها الأخير، دراسة لافتة أعدتها مجموعة من الباحثين حول ظاهرة «العمليات الانتحارية» في العالم. وتمحورت الدارسة حول الجانب الإحصائي للظاهرة، من دون التعمق في جوانب أخرى، إذ تناولت المعطيات الإجمالية للعمليات التي نُفذت عبر العالم ووزعتها جغرافياً بين الدول، وزمنياً بين ما قبل الألفية الثالثة وما تخللها، مع التركيز على عام 2013 بشكل رئيسي
ان جنسيات عناصر التنظيم الارهابي «long war» اضافة الى ذلك فقد نشرت مجلة
(داعش) هي من افريقيا وآسيا وأوروبا وصولًا إلى أمريكا،و من تونس ومصر وليبيا والسعودية والأردن وسوريا وإيران وباكستان والشيشان وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة. وتبين النسب أن 65% سعوديون و20% ليبيون وتونسيون والبقية من جنسيات مختلفة
اما على المستوى الإستخبارتي فقد لعب الكيان السعودي دورا اساسيا في تأسيس القاعدة ومشتقاتها من داعش وجبهة النصرة وغيرها من التنظيمات الإرهابية وهذا ما اكده موقع “فيترانس توداي” الأمريكي في تقرير له عن الإرهابي السعودي “بندر بن سلطان” المدير العام للمخابرات السعودية، وقال الموقع الأمريكي
أنه وفقا لصحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، يقود “بندر” قوات المتمردين في سوريا للإطاحة بنظام الرئيس “بشار الأسد”، وهو أحد المشتبه بهم في الهجوم بالأسلحة الكيماوية في منطقة الغوطة مع التذكير بدور الإرهابي بندر في دعم وتطوير القاعدة في افغانستان وصولا الى داعش وجبهة النصرة الإرهابيتين . ورغم العدد الكبير للعمليات الإنتحارية التي نفذتها التنظيمات الإرهابية المدعومة من الكيان الصهيوني ضد المدنيين في مختلف دول العالم لم نسمع ولو بعملية واحدة نفذتها تلك المجموعات الإرهابية ضد الصهاينة حتى ولو عملية كمين او قصف صاروخي لجيش الاحتلال الصهيوني .بل يعمد الكيان الصهيوني الى تنفيذ عملياته الإجرامية في العراق واليمن وسوريا التي شكلت حصنا ممانعا في وجه الصهاينة سوريا التي انتصرت للمسلمين والعرب يوم هزم الكيان الصهيوني على ايدي رجال المقاومة اللبنانية وحزب الله في عامي 2000 و2006 .ولا زال ذلك الكيان يصر على مواصلة الحرب على الشعب اليمني الأعزل .لو ان الكيان السعودي قدّم ربع ما قدّمه للمجموعات الإرهابية في سوريا للشعب الفلسطيني لهزم الكيان الصهيوني ولكن لا مصلحة له بضرب حليفه وشريكه في ما يسمى اسرائيل الكبرى . ان ما يقوم به الكيان السعودي من دعم للتنظيمات الإرهابية واصراره على تدمير المنطقة لا يعني سوى تنفيذ وعد ما يسمى باءسرائيل الكبرى . وان استقرار المنطقة لن يكون الا بزوال كيانين وليس كيان واحد وهما الكيان السعودي والكيان الصهيوني فالمعركة معركة وجود وليست معركة حدود.  

(شوقي عواضه / كاتب واعلامي)

آخر الأخبار